الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحمَل الزمخشريُّ قوله: {أضل أعمالهم} ، على معنى:"جَعَلَها كالضالّةِ، بمَضيعَةٍ لا تُقبَل"؛ أو "على أنها ضَلَّت في كُفرهم، أي استُهلِكت، فلم يَظهَر لها أثرٌ"؛ يعني أعمالهم الحسَنةَ، مِن إِطعامِ وقرَي ضعيفٍ، وصِلةِ رَحمٍ؛ من قولهم، " ضلّ اللبنُ في الماء"، إِذا استهُلِك. وقوّاه ابنُ المنيِّر، لمقابَلَتِه بقولِه في المؤمنين، {كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم} .
قلتُ: يعني أنّ معروف الكافر يُستهلَك في كفره، ومنكَرَ المؤمن يُستهلَك في إِيمانه.
ويزيده قوّةً قولُه تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا} ؛ أي بلا شيءٍ؛ فلم يجدوا له جدوًى. كقوله: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} ؛ وقوله: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف} ؛ ونظائر ذلك؛ وقوله في هذه السورة، عقب الآية الثالثة:{ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} .
ومنها قوله تعالى: {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم} .
سورة الفتح
فمنها قوله تعالى: {ليدخل الله في رحمته من يشاء} .
وقوله: {وألزمهم كلمة التقوى} .
سورة الحجرات
فمنها: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق