الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنها قوله تعالى: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} .
أخبر اللهُ سبحانه أنّه يُضِلّ مَن بيَّن له، فلم يَتقِ. وذلك هو هداه لهم -أعني البيانَ- وهو الهُدى المجرَّد.
فأمّا قوله: {وإِذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم} ؛ فيُحتمل أنّه دعاءٌ عليهم بصرفِ قلوبهم عن الاهتداء، وما في قلوب المؤمنين مِن الانشراح للآيات. ويحتمَل أنّه إِخبارٌ من الله سبحانه أنّه صَرَفَ قلوبهم ومَنَعَها عن تَلقِّي الحقِّ. وعلى التقديرين، فهي حجّةٌ؛ لأنّ دعاء الله واقعٌ، وخبره صادقٌ.
سورة يونس عليه السلام
قوله سبحانه: {وكذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} . وسبق نظيرها في الأنعام.
ومنها قوله تعالى: {والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} . فأخبر أنّ دعاءه عامُّ للناس، وهدايته خاصّةٌ بمن يشاء. وقد سبق أنّ مطابَقة مقدورِه لمعلومِه واجبٌ.
ومنها قوله تعالى: {كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون} . وهذا يؤكِّد ما ذكرناه، مِن وجوبِ مطابَقة مقدورِه معلومَه. لأنّ كلمت لمّا حَقَّت بعدم إِيمانهم، وَجَب أن يحُول بينهم وبين الإِيمان، لئلا يؤمنوا؛ فيُخالِف الخبرَ الخبرُ، والعلمَ متعَلَّقُه.
ومنها قوله سبحانه: {قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق قل الله يهدى للحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلى أن يهدى} . أي لا يُرشِد إِلاّ أن يُرشِده اللهُ
إِرشادًا كاملًا، بحيث يَصِحّ منه أن يُرشِد الناسَ، وإِن حُمِل "الهُدى" في هذه الآية على الإِرشاد المجرَّد، لم يكن حجّةً في الباب.
ومنها قوله تعالى: {أفأنت تسمع الصم} ، {أفأنت تهدى العمى}. أي أنهم صمٌّ عمىٌ. فهو مِثلُ قوله:{ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصاره غشاوة} . ومنها قوله تعالى: {كذلك نطبع على قلوب المعتدين} .
ومنها قول موسى: {وقال موسى ربن إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضوا عن سبيلك ربنا أطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} . قال الله سبحانه: {قد أجيبت دعوتكما} . والسّدُّ على القلب في معنى الختمِ عليه، ومنعِه مِن أن يَستنير بضياء العقل.
ومنها قوله تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جائتهم كل آية حتى يروا العذاب الآليم} . والاستدلال بها كالاستدلال بنظيرها في أوائل السورة.
ومنها قوله سبحانه: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} . وقد سبقت، ونظيرتها من سورة الأنعام وهودٍ. ثمّ قال:{وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} . وقد سبقت نظيرتها في الأنعام في قوله: {يجعل .. الرجس} .