المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المجلد الأول ‌ ‌مقدمة … الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة - الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة - جـ ١

[حياة بن محمد بن جبريل]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد:

- ‌الباب الأول: الآثار الواردة عن عمر في التوحيد

- ‌الفصل الأول: الأثار الواردة عن عمر في توحيد الألوهية

- ‌المبحث الأول: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الدعاء

- ‌المبحث الثاني: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الشكر

- ‌المبحث الثالث: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في التوكل

- ‌المبحث الرابع: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الخوف والرجاء

- ‌المبحث الخامس: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في التبرك

- ‌المبحث السادس: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في النهي عن الشرك ووسائله

- ‌المطلب الأول: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في النهي عن التطير

- ‌المطلب الثاني: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز من النهي عن اتخاذ القبور مساجد

- ‌المطلب الثالث: الآثار عن عمر في حكم السحر

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في أسماء الله الحسنى

- ‌المبحث الأول: ما أثر عنه في أسمه تعالى "الله

- ‌المبحث الثاني: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الرب

- ‌المبحث الثالث: في ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في أسمائه تعالى "الرحمن الرحيم، المليك، اللطيف، الخبير

- ‌المبحث الرابع: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الكريم

- ‌المبحث الخامس: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الحي

- ‌المبحث السادس: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الرقيب

- ‌المبحث السابع: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الشهيد

- ‌المبحث الثامن: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى"الواحد القهار

- ‌المبحث التاسع: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى"العلي العظيم

- ‌المبحث العاشر: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى" العفو الغفور

- ‌المبحث الحادي عشر: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى"العزيز الحكيم

- ‌المبحث الثاني عشر: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الوارث

- ‌المبحث الثالث عشر: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الخالق

- ‌الفصل الثالث: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الصفات العلى

- ‌المبحث الأول: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في إثبات صفة النفس لله تعالى

- ‌المبحث الثاني: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في صفة الوجه لله تعالى

- ‌المبحث الثالث: ماأثر عن عمر بن عبد العزيز في إثبات صفة العلم لله تعالى

- ‌المبحث الرابع: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الكبرياء لله تعالى

- ‌المبحث الخامس: ما أثر عن عمر في صفة القدرة لله تعالى

- ‌المبحث السادس: ما أثر عن عمر في إثبات صفة العلو لله تعالى

- ‌المبحث السابع: ما أثر عن عمر في إثبات صفة المعية والقرب لله تعالى

- ‌المبحث الثامن: ما أثر عن عمر في إثبات صفة النزول لله تعالى يوم القيامة لفصل القضاء

- ‌المبحث التاسع: ما أثر عن عمر في إثبات صفة المشيئة والإرادة لله تعالى

- ‌المبحث العاشر: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الغضب كما يليق لله تعالى

- ‌المبحث الحادي عشر: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الرضى لله تعالى

- ‌المبحث الثاني عشر: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الرحمة لله تعالى

- ‌الباب الثاني: الآثار عن عمر في الإيمان بالملائكة والكتب، والرل، واليوم الآخر، والقدر

- ‌الفصل الأول: الآثار عن عمر في الإيمان بالملائكة

- ‌الفصل الثاني: الآثار عن عمر في الإيمان بالكتب

- ‌الفصل الثالث: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الإيمان بالرسل

- ‌الفصل الرابع: الآثار عن عمر في الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفضائل أصحابه وحقوق أهل بيته

- ‌المبحث الأول: الآثار عن عمر في الإيمان بنبينا محد صلى الله عليه وسلم وذكر بعض خصائصه

- ‌المبحث الثاني: الآثار عن عمر في فضائل الصحابة وموقفه من أهل البيت

- ‌الفصل الخامس: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الإيمان باليوم الآخر وما يقع فيه من أمور

- ‌المبحث الأول: الآثار عن عمر في عذاب القبر ونعيمه

- ‌المبحث الثاني: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الإيمان بالمعاد، ونزول الرب لفصل القضاء

- ‌المبحث الثالث: الآثار عن عمر في الإيمان بالميزان

- ‌المبحث الرابع: الآثار عن عمر في الإيمان بالحوض

- ‌المبحث الخامس: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الإيمان بالصراط

- ‌المبحث السادس: الآثار عن عمر في الإيمان بالجنة والنار

- ‌المبحث السابع: الآثار عن عمر في الإيمان برؤية المؤمنين ربهم في الجنة

- ‌الفصل السادس: الآثار الواردة عن عمر في الإيمان بالقدر

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة عن عمر في تقرير الإيمان بالقدر

- ‌المبحث الثاني: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في بيان مراتب القدر

- ‌المبحث الثالث: الآثار عن عمر في النهي عن الخوض في القدر

- ‌المبحث الرابع: الآثار عن عمر في الرضا بالقضاء

- ‌الفصل السابع: الآثار الواردة عن عمر في تعريف الإيمان وما يتعلق به من مسائل

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة عنه في تعريف الإيمان

- ‌المبحث الثاني: الآثار عن عمر في زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌المبحث الثالث: الآثار عن عمر في حكم مرتكب الكبيرة

- ‌المبحث الرابع: الآثار عن عمر في حكم لعن المعين وتكفيره

- ‌المبحث السادس: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في نواقض الإيمان

الفصل: ‌ ‌المجلد الأول ‌ ‌مقدمة … الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة

‌المجلد الأول

‌مقدمة

الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة جمعا ودراسة تأليف حياة بن محمد بن جبريل

شكر وتقدير

الحمد لله الموفق لكل خير الواهب للنعم الذي وفقني وأعانني فله الحمد كله، ومنه التوفيق، والسداد،

وبعد: فاعترافا بالفضل لأهله واستجابة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"1.

أتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير لوالدي وأستاذي الجليل فضيلة الدكتور غالب علي العواجي الذي تولى الإشراف على هذا البحث فكان لخبرته الطويلة، ومراسه المتواصل أكبر الأثر في إبراز هذا البحث وإخراجه إلى حيز الوجود، فقد فتح لي صدره الرحب، وغمرني بأخلاقه الكريمة، وجاد علي بتوجيهاته السديدة، وأعطاني من وقته وعلمه الكثيرَ، إذ لم يكن يقتصر - حفظه الله - على ساعات الإشراف الرسمية، بل كان يستقبلني في بيته متى شئت من ليل أو نهار بوجه مشرق ونفس راضية متواضعة، وسرور بالغ فجزاه الله عني وعن جميع زملائي بل وعن العلم وجميع طلابه أحسن الجزاء وأقر عينه في عقبه.

كما أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ممثلة في القائمين عليها وأخص منهم القائمين على عمادتي كلية

1 رواه أبو داود 5/157- 158، والترمذي 4/339، وقال حسن صحيح.

ص: 7

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} 1 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} 2 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} 3.

أما بعد: فإن من رحمة الله تعالى وعظيم لطفه بهذه الأمة أن اختار لهم الإسلام دينا أخرجهم به من الظلمات إلى النور، وجعله الحبل المتين من

1 الآية 102 آل عمران.

2 الآية 1 النساء.

3 الآية 70 من سورة الأحزاب، وهذه الخطبة تسمى خطبة الحاجة أخرجها مسلم برقم 868.

ص: 8

تمسك به نجا ومن التزم به سعد، ومن أعرض عنه فإن له معيشة ضنكا، ويحشر يوم القيامة أعمى. وقد سعد السلف الصالح لتمسكهم بالإسلام فكانوا سادات أهل الأرض طرا، وخير أمة أخرجت للناس بشهادة الحق تبارك وتعالى. وقد كانت طريقتهم اتباع تعاليم الإسلام ظاهرا وباطنا، والتزام عقيدته الصافية كما جاءت عن الوحيين لم يسوموا أدلتها تأويلا، ولم يظهروا في ظواهرها تحريفا ولا تعطيلا، ولا تشبيها ولا تمثيلا، بل كلهم بما نطق به الكتاب والسنة مقرون، فامتد الإسلام على أيديهم شرقا وغرباً، ودخلت الأمم على أيديهم في دين الله أفواجا، فأتم الله ما وعد به عباده المؤمنين من التمكين في الأرض والنصر على الأعداء أعواما وأحقابا.

وكلما انقرض جيل أمد الله هذه الأمة بالمجددين الذين يحيون ما اندرس من سنن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم رحمة بهذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولقد كان من هؤلاء المجددين على رأس المائة الأولى من الهجرة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى سلفيا مجددا، وأثريا متبعا، وقد حرص رحمه الله تعالى أن يولي أمور العقيدة جل اهتمامه، فاتخذ علماء السلف آثاره في بيان العقيدة حججا وأدلة، واستدلوا بها في كتبهم، وفي دروسهم في مواطن كثيرة.

ومن المعلوم أن أشرف العلوم وأولاها بالعناية والاهتمام هو ما يتعلق منها بأمر العقيدة، ولم لا يكون ذلك؟ وقد كان من عظم أمرها أن الله

ص: 9

عز وجل هو الذي تولى بيانها فأنزل الكتب وأرسل الرسل ثم بين أن القصد من خلق الجن والإنس وإيجادهم إنما هو لتوحيده وعبادته.

وإذا كان أمر هذه العقيدة بهذه الدرجة وشرفها بهذه المكانة فما الذي يوصل إلى فهمها ومعرفتها؟ لاشك أن من أهم ما يوصل إلى فهمها ومعرفتها دراسة آثار سلفنا الصالح في بيانها لأنهم"هم السابقون فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم مقصر وما فوقهم محسر لقد قصر عنهم قوم فجفوا، وطمح عنهم آخرون فغلوا وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم"1، ولقد وُصِفَت آثارهم بأنها هي الدين. قال أحد السلف:"إنما الدين الآثار"2 وقال آخر: " كانوا يرون أنهم على الطريق ما داموا على الأثر"3.

أسباب اختيار هذا الموضوع

أولا: من مقاصد اختيار هذا الموضوع الرغبة في إبراز عقيدة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وبيان أن آثاره العقدية هي ما عليه السلف الصالح أهل القرون المفضلة.

1 سنن أبي داود ج 4 ص 202-203.

2 انظر: جامع بيان العلم لابن عبد البر ج 1 ص 782.

3 انظر المصدر نفسه ج 1 ص 783.

ص: 10

الشريعة وكلية الدعوة الكليتين اللتين تخرجت فيهما، فقد قدموا لطلابهم كل ما يعينهم على أداء مهمتهم.

وأشكر فضيلة الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف، والدكتور محمد بن خليفة التميمي اللذين لهما الفضل بعد الله تعالى في قبولي بالجامعة الإسلامية فجزاهما الله عني وعن جميع زملائي أحسن الجزاء وأسأل الله تعالى أن يتقبل منهما تعاونهما وأن يوفقني وإياهما وجميع المسلمين إلى كل خير.

كما أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير العظيم لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر الذي له الفضل في الإشارة بالكتابة في هذا الموضوع، فقد أشار حفظه الله على أحد الإخوة في مرحلة الدكتوراه بأن يسجل جهود أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز في العقيدة لرسالة الدكتوراه، فرأى مجلس القسم بأن هذا الموضوع يتناسب مع مرحلة الماجستير، فأشار عليّ هذا الأخ الكريم به، فاستحسنته وسارعت في تسجيله، وقد شعرت بفائدته الكبيرة منذ أن بدأت فيه فجزاه الله خير الجزاء.

وأشكر كل من مد إلي يد العون في هذا البحث من إعارة كتاب أو إبداء رأي من كافة زملائي وأساتذتي، وأسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع تعاونهم وأن يوفقنا وإياهم إلى كل خير. وأحمد الله حمد شاكر لنعمائه وأشكره وأثني عليه بما هو أهله لا أحصي ثناء عليه كما هو أثنى

ص: 11

على نفسه، فله الحمد في الأولى وله الحمد في الآخرة، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

ص: 12

ثانيا: لاشك أن جمع آثار هذا الإمام في العقيدة وترتيبها ودراستها دراسة علمية يضيف - إن شاء الله تعالى - مادة خصبة إلى المكتبة السلفية عسى أن يستفيد منها الباحثون عن الحق، والراغبون في الاستنان بسنن السلف الصالح، لاسيما أن شخصية عمر بن عبد العزيز شخصية محببة إلى نفوس أكثر الطوائف، فكما كان لأعماله أثر في نفوس معاصريه وسلوكهم يمكن أن يكون لآثاره العقدية أثر في نفوس كل من يدعي محبته اليوم.

ثالثا: يزعم مبتدعة الخلف أن العقيدة السلفية إنما هي من اختراع شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذ مدرسته من بعده. ولا شك أن دراسة هذه الآثار المروية عن عمر بن عبد العزيز بإنصاف يفند مزاعم هؤلاء ويكشف طويتهم ويبين أن هذه العقيدة إنما هي عقيدة الكتاب والسنة التي نقلها الصحابة والتابعون إلى من بعدهم، وهكذا إلى يوم الدين.

رابعا: من أسباب التوجه إلى العناية بآثار هذا الإمام الثمرة العظيمة التي يجنيها الباحث من فقهه في الدين، وسلوكه العملي بالإضافة إلى ما يرجوه من الأجر والثواب في نشر محاسن هذا الإمام.

ص: 14

قال الإمام أحمد: إذا رأيت الرجل يحب عمر بن عبد العزيز ويذكر محاسنه وينشرها فاعلم أن من وراء ذلك خيرا إن شاء الله"1.

خامسا: لا ريب أن شخصية الخليفة عمر بن عبد العزيز وعهده المبارك كانا ولا يزالان - قديما وحديثا - ميدانا مرغوبا لدى الباحثين ومع ذلك لم يتطرق أحد - حسب علمي- لدراسة آثاره العقدية فأحببت أن أسهم في ذلك.

الدراسات السابقة عن عمر بن عبد العزيز

قبل أن أذكر الخطة والمنهج الذي سرت عليه ينبغي أن أشير إلى بعض الجهود العلمية السابقة التي تناول فيها أصحابها شخصية عمر بن عبد العزيز بالبحث والدراسة. وذكر أهم الكتب التي اعتمدت عليها في إعداد هذا البحث.

فقد حظيت شخصيته رحمه الله تعالى كما حظي غيره من السلف بالدراسة، والعناية في القديم والحديث. وقلما تجد كتاب عقيدة مسندا أو تاريخا أو علم طبقات وتراجم، أو زهد، أو سير سلوك، إلا وتجد لعمر ابن عبد العزيز ذكرا عطرا، وثناء حسنا، ومناقب مذكورة، ومآثر جمة، وقدوة حسنة، ومن أقدم من قام بدراسة أحوال عمر بن عبد العزيز

1 ابن الجوزي سيرة عمر ص74.

ص: 15

عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري ت214هـ. روى كتابه عن شيوخه الذين أسند إليهم مادة الكتاب، وكان شيوخه الذين ذكرهم في سنده يكثرون من ذكر عمر بن عبد العزيز أمام تلاميذهم ويتخولونهم بذلك، وقد تبع ابن عبد الحكم في مؤلفه سبيل الرواية، ولا عجب إذا وجد تكرار لبعض الأخبار، فقد يكررها لاختلاف السند وإن لم يذكره، واختلاف بعض ألفاظها، ولذا تجد أنه يحكي القول في أول كل رواية مما جمعه لأي من شيوخه وهذا الكتاب قد تناول سيرة عمر بن عبد العزيز بشكل مستقل، وتوجد في ثنايا الكتاب مسائل عقدية مهمة أفدت منها في بحثي هذا لأنه راوي ثقة مأمون على ما نقله عن شيوخه. ونصوص هذا الكتاب تدور حول حياة عمر منذ البداية وحتى اليوم الأخير من حياته1.قال النووي واصفا هذا الكتاب: "وقد جمع ابن عبد الحكم في مناقب عمر بن عبد العزيز مجلدا مشتملا على جميل سيرته وحسن طريقته، وفيه من النفائس ما لا يستغني عن معرفته والتأدب به

"2.

1 سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الإمام مالك بن أنس وأصحابه تأليف أبي محمد عبد الله بن عبد الحكم تحقيق أحمد عبيد، دار عالم الكتب الطبعة السادسة عام 1404هـ - 1984م وطبعة مكتبة وهبة عام 1373هـ - 1954م، وطبعة دار الفضيلة بمراجعة وتعليق أحمد عبد التواب عوض.

2 تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/17، ط. دار الكتب العلمية بيروت لبنان.

ص: 16

وممن تناول سيرة عمر بن عبد العزيز الآجري ت360هـ صاحب كتاب الشريعة في مؤلفه أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز وسيرته. والكتاب مسند على طريقة المحدثين وهو كتاب مختصر مفيد لم يتناول جميع الأخبار التي دارت حول سيرة عمر بن عبد العزيز، بل اقتصر على فضائله وترجمته مع ذكر أخبار مبالغ فيها. وفيه بعض الآثار التي تتعلق بالعقيدة أفدت منها في بحثي هذا، ويشتمل هذا الكتاب على ما يقرب من خمسة وثلاثين خبرا تناولت جوانب من حياته كما سبق1.

ومن المؤلفين الذين جمعوا أخبار عمر بن عبد العزيز أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت597هـ. وكتابه هذا من أشمل ما كتب عن عمر ابن عبد العزيز فقد استقصى أخباره وجمعها، وبوبها وقلما فاته شيء من أخبار عمر مع بتره الأسانيد أحيانا مما يجعل الاطلاع على موارده من الصعوبة بمكان. وقد تطرق لعقيدة عمر بن عبد العزيز2 في الباب السادس عشر من الكتاب فذكر عشرة آثار تتعلق بعقيدته في التمسك بالسنة والنهي عن الخصومات في الدين وبيان سمات أهل البدع والحكم على القدرية وبيان أن القول بالقدر بدعة في الدين، وإثبات صفة العلم

1 أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز رحمه الله وسيرته تحقيق الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان الطبعة الثانية عام 1412هـ - 1982م.

2 ابن الجوزي سيرة عمر ص86-89 ط. مكتبة دار التراث.

ص: 17

لله تبارك وتعالى ردا على من ينكرها من القدرية، وقد أفدت من هذا الكتاب في بحثي هذا لأنه من أشمل ما كتب عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى1.

ومن الكتب النفيسة النادرة التي شملت ما يتعلق بعمر بن عبد العزيز كتاب الشيخ الإمام أبي حفص عمر بن محمد الخضر المعروف بالملاء تلميذ ابن الجوزي ت570هـ. ويميل محقق الكتاب إلى أنه كان مسودة وأن مؤلفه مات وهو ما زال مسودة2، ويعد هذا الكتاب من أشمل ما كتب عن عمر بن عبد العزيز أيضا، بل يفوق في حجمه ما كتبه ابن عبد الحكم، وابن الجوزي، وقد تطرق لعقيدة عمر3، كما فعل شيخه ابن الجوزي وكرر ما ذكره شيخه عن اعتقاد عمر بن عبد العزيز وزاد عليه أثرين أثر في التمسك بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن خلفائه من بعده وآخر في زيادة الإيمان ونقصانه. وقد أفدت من هذا الكتاب لا سيما في توثيق

1 سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ط. مكتبة دار التراث تحقيق أحمد شوحان.

2 انظر الكتاب الجامع لسيرة عمر بن عبد العزيز الخليفة الخائف الخاشع ص8 ط. مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى عام 1416هـ تحقيق وتعليق الدكتور محمد صدقي ابن أحمد البورنو.

3 انظر المصدر السابق 1/35-38.

ص: 18

المعلومات والمتابعات الشيء الكثير في بحثي هذا لشمول الكتاب لكل ما يتعلق بحياة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى1.

وذكر محقق كتاب أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز وسيرته للآجري مؤلفين آخرين ألفا فيما يختص بعمر بن عبد العزيز بشكل مستقل أحدهما هو أحمد بن إبراهيم الدورقي وكتابه هذا اطلع عليه ابن خير الإشبيلي المتوفى سنة 575هـ وذكره في الفهرست2، وأشار إلى أنه في خمسة أجزاء، والكتاب الثاني للشيخ عبد الرؤوف المناوي وأشار إلى أنه توجد منه نسخة بمكتبة برلين3، ولم أطلع عليهما. وللإمام عبد الله بن أبي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير"كتاب يسمى "المنتقى العزيز في فضائل عمر بن عبد العزيز 24 ورقة"4.وللإخميني رحمه الله كتاب يسمى المنتقى الوجيز من مناقب عمر بن عبد العزيز5.

1 الكتاب الجامع لسيرة عمر بن عبد العزيز الخليفة الخائف الخاشع لأبي حفص الملاء ط. مؤسسة الرسالة.

2 انظر فهرست ابن خير ص273.

3 انظر مقدمة تحقيق أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز وسيرته ص33 للدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان.

4 انظر فهرس المخطوطات دار الكتب العربية الظاهرية 2/695.

5 انظر فهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية.

ص: 19

هؤلاء الفضلاء هم الذين تناولوا أحوال عمر بن عبد العزيز في القديم بشكل مؤلف مستقل خاص به حسب اطلاعي. وهناك كتب أخرى تناولت أحواله ولكن ليست بشكل مستقل كما فعل المتقدمون. وإنما ذكروا ترجمة عمر ضمن تراجم مشاهير أهل العلم والفضل والزهد ومن هؤلاء: محمد بن سعد صاحب الطبقات ت 230هـ. فقد تناول في كتابه الطبقات الكبرى ترجمة وافية لعمر بن عبد العزيز بلغت تسعا وسبعين1 صفحة مع أنه قد فقد من ترجمته ثلاث صفحات أضافها2 محقق الجزء المفقود، وتوجد في ثنايا ترجمة عمر بن عبد العزيز مسائل عقدية مهمة أفدت منها في بحثي هذا لكون المؤلف يرويها بأسانيده عن عمر ولقرب عهده به وعلو إسناده3. ومن المؤلفين الذين تناولوا جانبا مهما من أحوال عمر بن عبد العزيز وتتبعوا ما يختص به أبو يوسف يعقوب بن سفيان البسوي ت 277هـ في كتابه المعرفة والتاريخ. فقد ذكر أخبار عمر بن عبد العزيز في مؤلفه المتقدم فبلغت اثنتين وخمسين

1 انظر الطبقات الكبرى 5/330-408 ط. دار الفكر.

2 انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم دراسة وتحقيق زياد محمد منصور ص89-91، ط. المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية ط. الأولى عام 1403هـ 1983م.

3 الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ط. دار الفكر ودار صادر بيروت.

ص: 20

صفحة. وتوجد في ثنايا أخبار عمر آثار عقدية أفدت منها في بحثي هذا لعلو إسناد هذا المؤلف ولصدقه وثقة من يروي عنهم هذه الآثار1.ومن الكتب المهمة التي تناولت أحوال عمر بن عبد العزيز تاريخ الرسل والملوك لابن جرير الطبري ت 310هـ. وتوجد منه عدة آثار عقدية أفدت منها في بحثي هذا إفادة لا بأس به2.ومن الكتب المهمة التي اهتمت بجمع ما يخص أحوال عمر بن عبد العزيز ضمن تاريخ المشاهير من الزهاد والنساك كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصفهاني الحافظ ت 430هـ. فقد ترجم لعمر بن عبد العزيز وذكر أحواله وانفرد بذكر رسالته في الرد على القدرية بكاملها كما توجد في ثنايا الترجمة آثار عقدية عدة أفدت منها في بحثي هذا إفادة كبيرة مع نزول سند المؤلف وروايته أحيانا عن الضعفاء والمجهولين مما يجعل دراسة سنده من الصعوبة بمكان، وقد بلغت عدد الصفحات التي كتبها عن أحوال عمر بن عبد العزيز في هذا المؤلف مائة صفحة3.

1 المعرفة والتاريخ للبسوي تحقيق الدكتور أكرم العمري ط. مكتبة الدار بالمدينة ط. الأولى عام 1410هـ.

2 تاريخ الرسل والملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط. دار المعارف بمصر عام 1964م.

3 حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ط. دار الكتاب العربي ط. الرابعة عام 1405هـ.

ص: 21

ومن المؤلفين الذين اعتنوا بأحوال عمر بن عبد العزيز الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، فقد خصص لعمر بن عبد العزيز قسطا كبيرا في مؤلفه وذكر آثارا عقدية مهمة جدا أفدت منها في بحثي هذا لثقته وسلامة عقيدته وانتقائه للآثار التي ذكرها عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله1. ومن الكتب التي تناول مؤلفوها جانبا شاملا لأحوال عمر بن عبد العزيز كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر ت 571هـ، فقد ترجم لعمر ابن عبد العزيز ترجمة وافية ضمن مؤلفه هذا بلغت عدد الصفحات مائة وثمانٍ وأربعين صفحة تناول في ثنايا الترجمة بعض الآثار العقدية المهمة وقد أفدت منها في بحثي هذا إفادة لا بأس بها2. كما توجد في ثنايا التراجم آثار كثيرة استفدت منها كذلك. وتوجد كتب عقدية مسندة حرص مؤلفوها أن يرووا الآثار عن أئمة السلف بأسانيدهم، وقد أفدت فائدة كبيرة منها، ومن أهمها كتاب الشريعة للآجري، حيث ذكر لعمر ابن عبد العزيز آثارا مهمة في سيرته مع القدرية وفي الإيمان وغيره. وقد أفدت من الكتاب في بحثي هذا إفادة كبيرة لأن الكتاب من كتب العقيدة

1 البداية والنهاية لابن كثير ط. دار الفكر العربي ط. الأولى سنة 1351هـ - 1933م

2 تاريخ دمشق لابن عساكر 45/126-274.

ص: 22

السلفية المهمة1. ومنها كتاب الإبانة لابن بطة، وهو على غرار كتاب الشريعة، وقد أفدت منه في بحثي هذا إفادة كبيرة لأنه من كتب أئمة السلف في العقيدة2. ومن الكتب المهمة التي ألفها أصحابها في خدمة العقيدة الصحيحة وكان لعمر ذكر فيها كتاب القدر للفريابي، وقد أفدت من هذا الكتاب لا سيما في باب القدر والرد على القدرية إفادة كبيرة لعلو إسناد المؤلف وسلامة عقيدته، وانفراده بعدة أثار مهمة مسندة عن عمر بن عبد العزيز3.ومن كتب العقيدة المفيدة التي أفدت منها في بحثي هذا شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، وقد أفدت منه إفادة عظيمة حيث أورد بسنده عن عمر بن عبد العزيز عدة آثار عقدية انفرد بقسط منها لم أجدها في غيره من الكتب4. ومن

1 الشريعة للآجري تحقيق الوليد بن محمد نبيه سيف النصر ط. مؤسسة قرطبة ط. الأولى عام 1417هـ.

2 الإبانة لابن بطة العكبري المتوفى سنة 387هـ ط. دار الراية الرياض عام 1415هـ.

3 القدر للفريابي مخطوط برقم (2570) بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.

4 شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ت418هـ تحقيق أحمد سعد حمدان الغامدي ط. دار طيبة الرياض عام 1415هـ ط. الثانية.

ص: 23

المؤلفات التي أفدت منها في بحثي هذا ما كتبه ابن أبي الدنيا في رسائله1 الكثيرة المطبوعة التي ذكرت في ثنايا هذا البحث كما أن هناك كتب أخرى أفدت منها سيأتي إن شاء الله ذكرها في ثنايا الأبواب، والفصول، والمباحث، والمطالب وضمن فهرس المراجع. كما أفدت من كتب الزهد مثل الزهد للإمام أحمد وغيره، وأفدت من كتب الإمام الذهبي كسير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفاظ، وتاريخ الإسلام، وأفدت كذلك من كتب السنة المعروفة. هذه هي أهم المؤلفات القديمة التي تناولت أحوال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، واستفدت منها.

أما في العصر الحديث فقد أشبع ما يتعلق بأحوال عمر بن عبد العزيز بأبحاث كثيرة تناولت ما يتعلق بحكمه وعدله وزهده وسيرته وسياسته في رد المظالم أسرد ما وقفت عليه فيما يأتي:

الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، تأليف عبد العزيز سيد الأهل ط. دار العلم الملايين عام 1979م. بيروت لبنان ط. السادسة

1 ابن أبي الدنيا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي المتوفى 281هـ. ومن رسائله كتاب المنامات، وكتاب الشكر لله عز وجل، وكتاب ذم الدنيا، وكتاب حسن الظن بالله، وكتاب العقل وفضله، وكتاب الورع وأكثر هذه الكتب من مطبوعات مؤسسة الكتب الثقافية بيروت لبنان.

ص: 24

عمر بن عبد العزيز، لمحمود زيدان، ط دار الفكر اللبناني عام1992 م الأولى.

عمر بن عبد العزيز، تأليف أحمد زكي صفوت ط دار المعارف بمصر ط 3.

عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين تأليف عبد الستار الشيخ ط دار القلم دمشق ط الأولى عام 1412 هـ1992م.

ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز، للدكتور عماد الدين خليل ط مؤسسة الرسالة ط السابعة عام 1407هـ.

خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز، تأليف عبد الرحمن الشرقاوى ط دار الكتاب العربي بيروت عام 1407هـ.

7 -

عمر بن عبد العزيز، تأليف أحمد الحناوي ط. دار الصحابة للتراث بطنطا ط. الأولى عام 1410هـ.

8 -

عمر بن عبد العزيز وتجربته الرائدة في الإصلاح إعداد مركز البحوث بالمجموعة الإعلامية إشراف نبيل بدران ط. طائر العلم للنشر والتوزيع ط. الأولى عام 1415هـ - 1994م. هذه هي المؤلفات الخاصة التي وقفت عليها، أما الرسائل الجامعية فهي كالتالي:

1 -

قدوة الحكام والمصلحين عمر بن عبد العزيز مجددا ومصلحا، أو التصحيحات المالية لعمر بن عبد العزيز وأثرها في بيت المال وفي الأمة من 99-101 هـ، تأليف الدكتور محمد صدقي ابن أحمد البورنو الغزى

ص: 25

الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ط. مكتبة المعارف بالرياض ط. الأولى 1413هـ - 1992م وهذا الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه سجلت في كلية الشريعة والقانون بالأزهر

2-

فقه عمر بن عبد العزيز، رسالة دكتوراه قدمت للمعهد العالي للقضاء إعداد محمد بن شقير عام 1407 هـ.

3 – السياسة الإدارية في عهد عمر بن عبد العزيز رسالة دكتوراه قدمت للمعهد العالي للقضاء إعداد مروان علي القدومى عام 1402هـ.

4 -

عمر بن عبد العزيز وسياسته في رد المظالم، تأليف ماجدة فيصل زكريا ط. مكتبة الطالب الجامعي مكة المكرمة ط. الأولى 1407هـ - 1987م وهذا الكتاب في الأصل كذلك رسالة، ماجستير سجلت بجامعة أم القرى.

5 – عمر بن عبد العزيز حياته ومنهجه في الدعوة، رسالة ماجستير قدمت لجامعة الإمام إعداد حمود بن دخيل الله عام1405 هـ.

6-

الخليفة عمر بن عبد العزيز محتسبا، رسالة ماجستير قدمت لجامعة الإمام فرع المدينة إعداد عثمان عبد الرحيم عام 1404هـ.

7-

النموذج الإداري المستخلص من إدارة عمر بن عبد العزيز، رسالة ماجستير قدمت لجامعة أم القرى إعداد محمد مشبب القحطانى ط/جامعة أم القرى عام 1418هـ.

ص: 26

وهذه المؤلفات الرسائل التي كتبت في عمر بن عبد العزيز على كثرتها وتناولها الزوايا المختلفة عن أحواله إلا أنه من الملاحظ أن إبراز عقيدته الصافية السلفية في رسالة علمية مستقلة لم يتطرق إليه أحد فأحببت فيما يأتي إن شاء الله أن أجمع عقيدته رحمه الله في شكل رسالة، يجمع شتات ما تفرق في المراجع من عقيدته المبنية على الكتاب والسنة، ومن المعلوم أن العقيدة هي الأساس، وهي سر نجاح عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى. وقد تكلم كثير من المؤلفين حول زهده وعدله، وورعه، لكنهم لم يبرزوا الأساس الذي بنى عليه عدله، وزهده، وورعه ألا وهي العقيدة الصافية النقية التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وهذه العقيدة إنما تؤخذ من الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح، وهذا ما تمثله الآثار عنه وقد جمعت ما تشتت منها في مكان واحد، وقارنت ما استطعت مقارنته في هذه الآثار كما سيظهر ذلك أثناء الرسالة.

وتتلخص هذه الرسالة في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة.

أما المقدمة: فقد بينت فيها أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والدراسات التي السابقة عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى-، والمنهج الذي سلكته والخطة التي سرت عليها.

وأما التمهيد فقد خصصته لتعريف مفردات عنوان الرسالة وتعريف أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز من حيث سيرته الشخصية، والعلمية،

ص: 27

والسياسية، وأخلاقه المكتسبة، وفضائله، ووفاته رحمه الله تعالى لما لهذا التمهيد من صلة بالآثار الواردة عنه.

أما الباب الأول فهو بعنوان الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في التوحيد ويشتمل على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في توحيد الألوهية

وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الدعاء.

المبحث الثاني: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الشكر.

المبحث الثالث: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في التوكل.

المبحث الرابع: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الخوف والرجاء.

المبحث الخامس: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في التبرك

المبحث السادس: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في النهي عن الشرك ووسائله وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول:- الآثار عن عمر في النهي عن التطير.

المطلب الثاني:- الآثار عن عمر في النهي عن اتخاذ القبور مساجد.

المطلب الثالث:- الآثار عن عمر في حكم الساحر.

الفصل الثاني: الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في أسماء الله الحسنى

وفيه أربعة عشر مبحثا

المبحث الأول: ما أثر عن عمر في اسمه تعالى "الله".

ص: 28

المبحث الثاني: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الرب".

المبحث الثالث: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في أسمائه تعالى "الرحمن، الرحيم، المليك، الخبير".

المبحث الرابع: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الكريم".

المبحث الخامس: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الحي".

المبحث السادس: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى "الرقيب".

المبحث السابع: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في اسمه تعالى"الشهيد".

المبحث الثامن: ما أثر عن عمر في اسميه تعالى "الواحد، القهار".

المبحث التاسع: ما أثر عن عمر في اسميه تعالى "العلي العظيم".

المبحث العاشر: ما أثر عن عمر في اسميه تعالى "العفو الغفور".

المبحث الحادي عشر: ما أثر عن عمر في اسميه تعالى "العزيز الحكيم".

المبحث الثاني عشر: ما أثر عن عمر في اسمه تعالى "الوارث".

المبحث الثالث عشر: ما أثر عن عمر في اسمه تعالى "الخالق".

المبحث الرابع عشر: ما أثر عن عمر في اسمه تعالى "العليم".

الفصل الثالث: ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في الصفات العلى.

وفيه اثنا عشر مبحثا:

المبحث الأول: ما أثر عن عمر في إثبات صفة النفس لله تعالى.

المبحث الثاني: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الوجه لله تعالى.

المبحث الثالث: ما أثر عن عمر في إثبات صفة العلم لله تعالى

ص: 29

المبحث الرابع: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الكبرياء لله تعالى.

المبحث الخامس: ما أثر عن عمر في إثبات صفة القدرة لله تعالى.

المبحث السادس: ما أثر عن عمر في إثبات صفة العلو لله تعالى.

المبحث السابع: ما أثر عن عمر في إثبات صفة المعية والقرب لله تعالى.

المبحث الثامن: ما أثر عن عمر في إثبات صفة النزول لله تعالى.

المبحث التاسع: ما أثر عن عمر في إثبات صفة المشيئة والإرادة لله تعالى.

المبحث العاشر: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الغضب لله تعالى.

المبحث الحادي عشر: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الرضا لله تعالى.

المبحث الثاني عشر: ما أثر عن عمر في إثبات صفة الرحمة لله تعالى.

أما الباب الثاني فقد كان بعنوان: الآثار الواردة عن عمر في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، والقدر، ويشتمل على سبعة فصول:

الفصل الأول: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الإيمان بالملائكة.

الفصل الثاني: الآثار الواردة عن عمر في الإيمان بالكتب.

الفصل الثالث: الآثار الواردة عن عمر في الإيمان بالرسل

الفصل الرابع: الآثار عن عمر في الإيمان بنبينا محمد وفضائل أصحابه وحقوق أهل بيته وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الآثار عن عمر في الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وذكر بعض خصائصه.

ص: 30

المبحث الثاني: الآثار عن عمر في فضائل الصحابة وموقفه من أهل البيت، وتحته ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: الآثار عن عمر في فضائل الصحابة.

المسألة الثانية: الآثار عن عمر في ترتيب الخلفاء الراشدين.

المسألة الثالثة: موقفه من أهل البيت.

الفصل الخامس: الآثار عن عمر في الإيمان باليوم الآخر وما يقع فيه من أمور وفيه سبعة مباحث:

المبحث الأول: الآثار عن عمر في عذاب القبر ونعيمه.

المبحث الثاني: الآثار عن عمر في الإيمان بالمعاد.

المبحث الثالث: الآثار عن عمر في الإيمان بالحوض.

المبحث الرابع: الآثار عن عمر في الإيمان بالميزان.

المبحث الخامس: الآثار عن عمر في الإيمان بالصراط.

المبحث السادس: الآثار عن عمر في الإيمان بالجنة والنار.

المبحث السابع: الآثار عن عمر في الإيمان برؤية المؤمنين ربهم في الجنة.

الفصل السادس: الآثار الواردة عن عمر في الإيمان بالقدر.

تمهيد في تعريف القدر لغة واصطلاحا.

المبحث الأول: الآثار الواردة عن عمر في تقرير الإيمان بالقدر.

المبحث الثاني: الآثار الواردة عن عمر في بيان مراتب القدر.

ص: 31

المبحث الثالث: الآثار عن عمر في النهي عن الخوض في القدر.

المبحث الرابع: الآثار عن عمر في الرضا بالقضاء والقدر.

الفصل السابع: الآثار الواردة عن عمر في تعريف الإيمان وما يتعلق به من مسائل وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: الآثار الواردة عنه في تعريف الإيمان.

المبحث الثاني: الآثار الواردة عنه في زيادة الإيمان ونقصانه.

المبحث الثالث: الآثار الواردة عن عمر في حكم مرتكب الكبيرة.

المبحث الرابع: الآثار الواردة عن عمر في حكم لعن المعين وتكفيره.

المبحث الخامس: الآثار الواردة عن عمر في الحكم على المعين بالجنة أو النار.

المبحث السادس: الآثار الواردة عن عمر في نواقض الإيمان.

أما الباب الثالث: فهو بعنوان الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى- في الاعتصام بالكتاب والسنة، وموقفه من أهل الأهواء والبدع، وأهل الذمة. ويشتمل على تسعة فصول:

الفصل الأول: الآثار عن عمر في الاعتصام بالكتاب والسنة.

وفيه سبعة مباحث:

المبحث الأول: الآثار عن عمر في وجوب لزوم الجماعة.

المبحث الثاني: الآثار عن عمر في اتباع الكتاب والسنة.

المبحث الثالث: الآثار عن عمر في تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم

ص: 32

المبحث الرابع: الآثار عن عمر في الحرص على لزوم السنة والذب عنها.

المبحث الخامس: الآثار عن عمر في الأمر بالتمسك بما تدل عليه الفطرة.

المبحث السادس: الآثار عن عمر في التمسك بأخبار الآحاد في العقيدة.

المبحث السابع: الآثار عن عمر في الاعتصام بسنة الخلفاء الراشدين.

الفصل الثاني: في النهي عن الأهواء والبدع.

الفصل الثالث: في بيان سمات أهل الأهواء والبدع.

الفصل الرابع: الآثار عن عمر في النهي عن الخصومات في الدين، وحثه على الجدال بالتي هي أحسن.

الفصل الخامس: موقفه من الخوارج وفيه تمهيد وثلاثة مباحث:

المبحث الأول: موقفه من خروج الخوارج عليه.

المبحث الثاني: الآثار عن عمر في مناظرة الخوارج.

المبحث الثالث: الآثار عن عمر في الحكم على الخوارج.

الفصل السادس: موقفه من الشيعة.

الفصل السابع: موقفه من القدرية وفيه تمهيد وثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الآثار عن عمر في مناظرة القدرية ومنهجه في ذلك.

المبحث الثاني: رد عمر علي القدرية في رسالته المشهورة.

ص: 33

المبحث الثالث: حكمه فيهم.

الفصل الثامن: الآثار عن عمر في الرد على فرق مختلفة:

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الآثار عن عمر في الرد على المرجئة.

المبحث الثاني: الآثار عن عمر في الرد على الجهمية.

المبحث الثالث: الآثار عن عمر في الرد على من يزهِّد في العلم الشرعي من الفرق الضالة.

الفصل التاسع: موقفه من أهل الذمة. وفيه تمهيد وفصل واحد.

وأما الخاتمة فقد كانت لبيان أهم ما تبين لي من نتائج دراسة هذه الآثار.

المنهج الذي سلكته في جمع ودراسة هذه الآثار.

يتبين للمطلع على هذا البحث قيامه واشتماله على جانبين:

الأول: جمع جملة من الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى - فيما يتعلق بالعقيدة.

الثاني: التعليق على هذه الآثار بعرضها على الكتاب والسنة.

وقد بذلت في الجانب الأول جهدا مضاعفا حيث جمعت الكتب التي هي مظان لهذه الآثار وتصفحتها بدقة وعناية لاستخراج ما فيها من

ص: 34

الآثار العقدية، ثم رتبت هذه الآثار حسب أهميتها وصحة أسانيدها ثم صنفتها ووضعتها تحت عناوين مناسبة لها. وقد اعتمدت على الروايات المسندة ثم أنتقى من تلك الروايات الرواية التي صححها العلماء وأثبتها في أول كل مبحث إن وجدت إلى ذلك سبيلا ثم أتبعها بالروايات الأخرى، ولاشك أن ذكر جميع الروايات فيه توثيق للمسألة لأن تضافر النقول وكثرتها ينبئ بصحة الرواية وشهرتها. وقد جمعت كل ما وجدته من كلام العلماء حيال الآثار عن عمر رحمه الله وإذا لم أقف على كلام العلماء في أثر ما فإني أترجم لرجال إسناده وأذكر الترجمة في أول موضع ترد في الرسالة في الغالب. وقد يتكرر الأثر لدلالته على أكثر من مسألة ودخوله في أكثر باب من أبواب العقيدة.

وفيما يخص ابن عبد الحكم، فقد جمع شيوخه في أول كتابه وروى عنهم فاكتفيت بذكر اسمه في كل أثر أنقله عنه مستغنيا بترجمة رجال إسناده في أول أثر أخذته من كتابه.

والجانب الثاني: وهو التعليق، فقد اجتهدت فيه، وبذلت أقصى جهدي لكونه مكملاً للجانب الأول، فعلقت على كل مبحث أثبته، وذلك بعرضه على الكتاب والسنة وما أثر عن السلف الصالح.

وقد عزوت الآيات القرآنية بذكر رقم الآية والسورة في الحاشية، وخرجت الأحاديث النبوية بذكر اسم المصدر والصفحة، والرقم إن وجد، وإذا كان الحديث في الصحيحين فلا أذكر كلام العلماء فيه وأما

ص: 35

إذا كان عند غيرهما فقد حرصت على ذكر أقوال العلماء إن وجدتها وتمكنت من العثور عليها، وعند ما أذكر أي مرجع فإنني أثبت طبعته عند وروده أول مرة، وإذا كان مجزأ لكن أرقام صفحاته متسلسلة فأعتبره في الإحالة كالجزء الواحد. ولم أترجم إلا للأعلام الواردة ضمن أسانيد الآثار الواردة عن عمر - رحمه الله تعالى-، وذلك تفاديا من إثقال البحث بالحواشي إلا في النادر. وفيما يخص المراجع المتكررة كثيرا في الرسالة فقد اكتفيت بذكر اسم المؤلف واسم الكتاب مختصرا مثل "ابن عبد الحكم سيرة عمر" "وابن الجوزي سيرة عمر" "وأبو حفص الملاء" لأن هذا الأخير لم يضع لكتابه اسما خاصا كما يرى محققه فاكتفيت بذكر اسمه اختصارا. وقد قمت بدراسة تمهيدية لبعض الأبواب والفصول والمباحث والمطالب التي أرى أنها تحتاج إلى ذلك. وذيلت البحث بفهارس علمية عدة هي:

فهرس الآيات القرآنية.

فهرس الأحاديث النبوية.

فهرس الآثار الواردة عن أئمة السلف.

فهرس الألفاظ الغريبة.

فهرس الأماكن المعرفة.

فهرس الأعلام المترجم لهم

ص: 36

فهرس المصادر والمراجع.

فهرس الموضوعات.

وبعد: فهذا جهد مني فما كان فيه من حق وصواب فهو من الله وحده، وما كان فيه من خطأ وضلال فهو مني ومن الشيطان وأستغفر الله الكريم وأتوب إليه

ص: 37