الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع: الآثار عن عمر في الرضا بالقضاء
176/1- ابن سعد قال: حدثنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد، أن عمر بن عبد العزيز قال: ما أصبح لي اليوم في الأمور هوى إلا في مواقع قضاء الله فيها1.
177/2- ابن عبد الحكم قال: وكان عمر بن عبد العزيز يدعو بهذا الدعاء: اللهم رضني بقضائك، وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت. وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما برح
1 ابن سعد في الطبقات 5/372، وعارم بن الفضل هو: محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري لقبه عارم ثقة ثبت تغير في آخر عمره من صغار التابعين
…
تقريب ص502.
وحماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقة عابد..ز وتغير حفظه بآخرة من كبار الثامنة. تقريب ص178.
ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي ثقة ثبت من الخامسة. تقريب ص591.
والأثر أخرجه ابن عبد الحكم سيرة عمر ص97 مع بعض الاختلاف في اللفظ. وأخرجه ابن أبي الدنيا في رسالة الرضا عن الله بقضائه والتسليم بأمره ص26، دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا وأبو حفص الملاء 2/433، والبيهقي في القضاء والقدر ص90، وابن الجوزي سيرة عمر ص230.
بي هذا الدعاء حتى لقد أصبحت ومالي في شيء من الأمور هوى إلا في موضع القضاء1.
178/3- عبد الله بن الإمام أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن زياد بن أبي حسان، أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك فقال:
…
رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمره والحمد لله رب العالمين2.
179/4- ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، قال: حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي، قال: حدثني أبي، عن سليمان بن حبيب، قال: لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز دخل عليه هشام الغاز
1 ابن عبد الحكم سيرة عمر ص97، وأبو حفص الملاء 2/433، وابن أبي الدنيا في رسالة الرضا عن الله ص52، والبيهقي في القضاء والقدر ص90- 91 تحقيق أبي الفداء الأثرى ط. مكتبة السنة.
2 الزهد وزوائده ص421، وابن أبي الدنيا رسالة الرضا عن الله ص78، وأبو نعيم في الحلية 5/356، وأبو حفص الملاء 2/431، وابن الجوزي سيرة عمر 303.
وإسماعيل بن إبراهيم بن زياد بن أبي حسان لعله خطأ فعند ابن أبي الدنيا وأبي نعيم حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرني زياد بن أبي حسان وإسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التميمي ضعيف من الثامنة. تقريب ص106.
وزياد بن أبي حسان النبطي روى عن أنس وعمر بن عبد العزيز قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. انظر الجرح والتعديل 3/350.
فعزاه فقال: عمر: وأنا أعوذ بالله أن يكون لي محبة في شيء من الأمور تخالف محبة الله فإن ذلك لا يصلح لي في بلائه عندي وإحسانه إلي1.
التعليق:
تحث الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في هذا المبحث على الرضا بالقضاء والمقصود بالرضا بالقضاء القضاء الذي قدره الله على عبده من المصائب التي ليست ذنوبا فإن الصبر على المصائب واجب، وأما الرضا بها فهو مشروع لكن هل هو واجب أو مستحب؟ على قولين لأصحاب أحمد وغيرهم أصحها أنه مستحب ليس بواجب2. ولا شك أن الرضا بالقضاء من تمام الإيمان بالقضاء والقدر.
وقد غلط فيه طائفتان أقبح غلط. فقالت القدرية النفاة الرضا بالقضاء، طاعة وقربة، والرضا بالمعاصي لا يجوز، فليست بقضائه وقدره، وقالت
1 ابن أبي الدنيا رسالة الرضا عن الله اص76، وأبو نعيم في الحلية 5/358، و357.
وأحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي ثقة حافظ مات سنة 46هـ. تقريب ص77، ويعلى بن الحارث المحاربي الكوفي ثقة مات سنة 68هـ. تقريب ص609، وأبوه هو الحارث بن حرب المحاربي لم أجده.
وسليمان بن حبيب المحاربي أبو أيوب الدارني القاضي بدمشق ثقة من الثالثة. تقريب ص250 مات سنة 26هـ.
2 انظر مجموع الفتاوى 8/191.
غلاة الجبرية الذين طووا بساط الأمر والنهي: المعاصي بقضاء الله وقدره والرضا بالقضاء قربة وطاعة فنحن نرضى بها ولا نسخطها
…
ويجاب عن غلط هؤلاء بأن الحكم والقضاء نوعان: ديني وكوني. فالديني يجب الرضا به، وهو من لوازم الإسلام، والكوني منه ما يجب الرضا به كالنعم التي يجب شكرها ومن تمام شكرها الرضا بها، ومنه ما لا يجوز الرضا به. كالمصائب والذنوب التي يسخطها الله وإن كانت بقضائه وقدره ومنه ما يستحب الرضا به كالمصائب وفي وجوبه قولان: هذا كله في الرضا بالقضاء الذي هو المقضي. وأما القضاء الذي هو وصفه سبحانه وفعله كعلمه وكتابه، وتقديره، ومشيئته، فالرضا به من تمام الرضاء بالله ربا وإلها وملكا، ومدبرا
…
1.
وتبين الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى رضاه وتسليمه بقضاء الله وقدره، وقد وثق بما عند الله تعالى وسلم لله الأمر، فلا يندم على ما فات، ولا يفرح بما هو آت مما قدره الله تعالى له، فهو يرضى به على وفق قضاء الله له
1 انظر شفاء العليل ص545- 546.