الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليك تصديقه فيما أخبر به، ولا يجب عليك أن تجعل زيدًا كافرًا بل يحرم عليك، وأبو لهب والحالة هذه إنما كُلِّف بأن يُصَدِّق بأنه لا يؤمن، لا بأن يجعل الخبر صادقًا ويسعى في عدم إيمان نفسه.
والثاني: تعبير المصنف بالنقيضين غير مستقيم، فإنه نظر إلى وقوع التكليف بالإيمان وعدمه وهما نقيضان، لكن
(1)
العدم غير مقدور عليه فلا
(2)
يكلَّف به، بل المكلَّف به على التقدير الذي أشار إليه هو كف النفس عن الإيمان، والكف فعل وجودي، فالصواب
(3)
التعبير بالضدين
(4)
، كما فعل الإمام
(5)
.
فائدة:
ناقش القرافي (في التمثيل)
(6)
بأبي لهب، وقال: "إنما يتوهم أن الله أخبر بعدم إيمانه من قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
(7)
ولا دليل فيه؛ لأن التَّبَّ هو
(8)
الخسران، وقد يخسر الإنسان ويدخل النار وهو مؤمن
(1)
في (ص) و (ك)، و (غ):"ولكن".
(2)
في (ت)، و (غ):"ولا".
(3)
في (ت)، و (غ):"والصواب".
(4)
لأن الضدين وجوديان، بخلاف النقيضين، فأحدهما وجودي والآخر عدمي؛ لأن نقيض كل شيءٍ رفعه. فأسود نقيضه ليس بأسود، وضده أبيض، وكلاهما وجوديان.
(5)
انظر: المحصول 1/ ق 2/ 380، وهذا الانتقاد أورده الإسنوي في نهاية السول 1/ 366.
(6)
في (ت): "بالتمثيل".
(7)
سورة المسد: الآية 1.
(8)
سقطت من (ك).
لمعاصيه
(1)
، وأما قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
(2)
فمخصوصةٌ"
(3)
.
ولقائل أن يقول: لا مُشاحَحَة في المثال، ولا شك
(4)
أنه تعالى أخبر عن أقوام أنهم لا يؤمنون من الآية التي ذكرها، وإن كانت مخصوصة، وذلك كافٍ في المثال، فإن أولئك الذين أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون مأمورون بالإيمان إجماعًا، بل لِمنْ يشاحِح القرافي أن يقول: إخباره تعالى عن أبي لهب أنه سيصلى نارًا أقلُّ أحواله أن يكون صَلْيه إياها بمعاصٍ صدرت منه كما ذكرتم، والآية نزلت وهو كافر فيكون
(5)
(1)
في (ك): "بمعاصيه".
(2)
سورة البقرة: الآية 6.
(3)
انظر: نفائس الأصول 1/ 1556 - 1557. ونَصُّ عبارة القرافي رحمه الله تعالى هكذا: "لا نسلم أن الله تعالى أخبر عنه بأنه لا يؤمن، وإنما نتوهم ذلك في موضعين. أحدهما: قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} . وثانيهما: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ، ولا مستند فيهما: أما الأول: فلأن التب: هو الخسران، وقد يخسر الإنسان ويدخل النار وهو مؤمن بسبب معاصيه، فلا ينافي الآيةَ الإيمانُ. أما الآية الأخرى فقد دخلها التخصيص اتفاقًا، وآمن بعض مَنْ كان قد كفر قبل نزول هذه الآية، فإن قلنا: العام المخصوص ليس حجة - فلا كلام. وإن قلنا: هو حجة، فأبو لهب يجوز أن تكون الآية مخصوصة به أيضًا، وإنما الظاهر يتناوله، والوعيد القاطع؛ لحثه على الإيمان، وإذا اجتمع الظاهر والقاطع قُدِّم القاطع، فيؤمن ضرورة".
(4)
في (ك): "نشك".
(5)
في (ت): "ويكون".