الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذُخْرُ المُتَأَهِّلِينَ وَالنِّسَاءِ
فِي تَعْرِيفِ الأَطْهَارِ وَالدِّمَاءِ
للإمام محمد پير علي البرگوي
929 -
981 هـ
تحقيق
هداية هارتفورد
…
أشرف منيب
راجعه صاحب الفضيلة الشيخ
عبد الرحمن أرجان البينصوي
مدرس جامع الحافظ أحمد باشا
إستانبول
التمهيد
…
65
المقدِّمة فيها نوعان
…
67
النَّوْعُ الْأَوَّلُ: فِي تَفْسِيرِ الْأَلْفَاظِ المُسْتَعْمَلَةِ.
…
67
النَّوْعُ الثَّانِي: فِي الْأُصُولِ وَالْقَوَاعِدِ الْكُلِّيَّةِ.
…
69
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ: فِي ابْتِدَاءِ ثُبُوتِ الدِّمَاءِ الثَّلاثَةِ، وَانْتِهَائِهِ، وَالْكُرْسُفِ.
…
70
الْفَصْلُ الثَّانِي: فِي المُبْتَدَأَةِ وَالمُعْتَادَةِ.
…
73
أَمْثِلَةُ النِّفَاسِ
…
75
وَأَمْثِلَةُ الحَيْضِ
…
76
الْفَصْلَ الثَّالِثُ: فِي الْانْقِطَاعِ.
…
77
الْفَصْلُ الرَّابِعُ: فِي الْاسْتِمْرَارِ.
…
79
تَنْبِيهٌ: الدِّمَاءُ الْفَاسِدَةُ المُسَمَّاةُ بِالْاسْتِحَاضَةِ سَبْعَةٌ.
…
82
الْفَصْلُ الخَامِسُ: فِي المُضِلَّةِ.
…
83
الْفَصْلُ السَّادِسُ: فِي أَحْكَامِ الدِّمَاءِ المَذْكُورَةِ.
…
89
تَذْنِيبٌ: فِي حُكْمِ الْجَنَابَةِ وَالْحَدَثِ.
…
92
أَحْكَامُ المَعْذُورِ
…
94
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ الرِّجَالَ عَلَى النِّسَاءِ قَوَّامِينَ، وَأَمَرَهُمْ بِوَعْظِهِنَّ وَالتَّأْدِيبِ وَتَعْلِيمِ الدِّينِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى حَبِيبِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ هُدَاةِ الْحَقِّ وَحُمَاةِ الشَّرْعِ المَتِينِ.
وَبَعْدُ: فَقَدِ اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى فَرْضِيَّةِ عِلْمِ الْحَالِ عَلَى كُلِّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ نِسْوَةٍ وَرِجَالٍ. فَمَعْرِفَةُ الدِّمَاءِ المُخْتَصَّةِ بِالنِّسَاءِ وَاجِبَةٌ عَلَيْهِنَّ وَعَلَى الْأَزْوَاجِ وَالْأَوْلِيَاءِ. وَلَكِنَّ هَذَا كَانَ فِي زَمَانِنَا مَهْجُوراً، بَلْ صَارَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً. لا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَالْاسْتِحَاضَةِ، وَلا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الصَّحِيحَةِ - مِنَ الدِّمَاءِ وَالْأَطْهَارِ - وَالْفَاسِدَةِ. تَرَى أَمْثَلَهُمْ يَكْتَفِي بِالمُتُونِ المَشْهُورَةِ، وَأَكْثَرُ مَسَائِلِ الدِّمَاءِ فِيهَا مَفْقُودَةٌ.
وَالْكُتُبُ المَبْسُوطَةُ لا يَمْلِكُهَا إِلَّا قَلِيلٌ. وَالمَالِكُونَ أَكْثَرُهُمْ عَنْ مُطَالَعَتِهَا عَاجِزٌ وَعَلِيلٌ. وَأَكْثَرُ نُسَخِهَا فِي بَابِ حَيْضِهَا تَحْرِيفٌ وَتَبْدِيلٌ؛ لِعَدَمِ الْاشْتِغَالِ بِهِ مُذْ دَهْرٍ طَوِيلٍ. وَفِي مَسَائِلِهِ كَثْرَةٌ وَصُعُوبَةٌ وَاخْتِلافَاتٌ. وَفِي اخْتِيَارِ المَشَايِخِ وَتَصْحِيحِهِمْ أَيْضاً مُخَالَفَاتٌ.
فَأَرَدْتُ أَنْ أُصَنِّفَ رِسَالَةً حَاوِيَةً لِمَسَائِلِهِ اللَّازِمَةِ، خَاوِيَةً عَنْ ذِكْرِ خِلافٍ وَمَبَاحِثَ غَيْرِ مُهِمَّةٍ، مُقْتَصِرَةً عَلَى الْأَقْوَى وَالْأَصَحِّ وَالمُخْتَارِ لِلْفَتْوَى، مُسَهِّلَةً الضَّبْطَ وَالْفَهْمَ. رَجَاءَ أَنْ تَكُونَ لِي ذُخْراً فِي الْعُقْبَى.
فَيَا أَيُّهَا النَّاظِرُ إِلَيْهَا - بِاللهِ الْعَظِيمِ - لا تَعْجَلْ فِي التَّخْطِئَةِ بِمُجَرَّدِ رُؤْيَتِكَ فِيهَا المُخَالَفَةَ لِظَاهِرِ بَعْضِ الْكُتُبِ المَشْهُورَةِ. فَعَسَى أَنْ تُخَطِّئَ ابْنَ أُخْتِ خَالَتِكَ فَتَكُونَ مِنَ الَّذِينَ هَلَكُوا فِي المَهَالِكِ. فَإنِّي قَدْ صَرَفْتُ شَطْراً مِنْ عُمُرِي فِي ضَبْطِ هَذَا الْبَابِ حَتَّى مَيَّزْتُ - بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى - بَيْنَ الْقِشْرِ وَاللُّبَابِ، وَالسَّمِينِ وَالمَهْزُولِ، وَالصَّحِيحِ وَالمَعْلُولِ، وَالْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ، وَالضَّعِيفِ وَالْقَوِيِّ. وَرَجَّحْتُ بِأَسْبَابِ التَّرْجِيحِ المُعْتَبَرَةِ مَا هُوَ الرَّاجِحُ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْاخْتِيَارَاتِ مِنَ الْأَئِمَّةِ.
فَارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ، وَتَأَمَّلْ مَا كَتَبْنَا مَرَّتَيْنِ، وَاعْرِضْهُ عَلَى الْفُرُوعِ