الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِاللَّه ثمَّ وثب عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة فَقتله وَقَامَ بِالْأَمر مَكَانَهُ وتلقب بالمعتز بِاللَّه وَأقَام على ذَلِك مُدَّة وَأمر مكناسة يَوْمئِذٍ قد تداعى إِلَى الانحلال وَأمر زناتة قد استفحل بالمغرب إِلَى أَن زحف خزرون بن فلول الزناتي ثمَّ المغرواي إِلَى سجلماسة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة فبرز إِلَيْهِ ابو مُحَمَّد المعتز فَهزمَ خزرون وَقَتله وَاسْتولى على بَلَده وذخيرته وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى قرطبة وَكَانَ ذَلِك لأوّل حجابة الْمَنْصُور بن أبي عَامر المستبد على بني أُميَّة بالأندلس وانقرض أَمر بني مدرار والبقاء لله
وَقد لخصنا هَذِه الدولة المدرارية من كتاب العبر وسردناها هُنَا اسْتِطْرَادًا ثمَّ نعود إِلَى موضوعنا الَّذِي كُنَّا فِيهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
ولَايَة مُحَمَّد بن الْأَشْعَث على الْمغرب
لما ارتكبت ورفجومة من أهل القيروان مَا ارتكبته وَفد جمَاعَة من رجالات الْعَرَب بهَا على الْخَلِيفَة الْمَنْصُور واستصرخوه على الْخَوَارِج وَشَكوا إِلَيْهِ تسلقهم على كرْسِي الْإِمَارَة بالقيروان فَوجه الْمَنْصُور مُحَمَّد بن الْأَشْعَث الْخُزَاعِيّ واليا على مصر وَأمره باستنقاذ إفريقية من البربر فَوجه مُحَمَّد بن الْأَشْعَث أَبَا الْأَحْوَص عَمْرو بن الْأَحْوَص الْعجلِيّ سنة اثْنَتَيْنِ واربعين وَمِائَة فَخرج إِلَيْهِ أَبُو الْخطاب الْمعَافِرِي وهزمه بسرت قَرِيبا من طرابلس وَاسْتولى على عسكره
وَرجع أَبُو الْأَحْوَص مفلولا إِلَى مصر فَكتب الْمَنْصُور إِلَى ابْن الْأَشْعَث
يَأْمُرهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى الْمغرب بِنَفسِهِ فَسَار إِلَيْهِ فِي أَرْبَعِينَ ألفا وَمَعَهُ الْأَغْلَب بن سَالم التَّمِيمِي فَلَقِيَهُمْ أَبُو الْخطاب بسرت أَيْضا فأوقع بِهِ ابْن الْأَشْعَث وَقَتله واستلحم جموعه
وطار الْخَبَر بذلك إِلَى عبد الرَّحْمَن بن رستم بمكانه من القيروان فَاحْتمل أَهله وَولده وَلحق بإباضية الْمغرب الْأَوْسَط وَنزل على لماية بطن من بني فاتن بن تامصيت بن ضرى من البتر لحلف كَانَ بَينه وَبينهمْ فالتفوا عَلَيْهِ وَبَايَعُوا لَهُ بالخلافة وتفاوضوا فِي بِنَاء مَدِينَة تكون كرسيا لإمارتهم شَأْن الصفرية من بني مدرار فشرعوا فِي بِنَاء مَدِينَة تاهرت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة فعمرت واتسعت خطتها وتوارثها بَنو رستم واقتطعوها عَن نظر وُلَاة الْمغرب
وَكَانَ يسلم عَلَيْهِم بالخلافة على مَا هُوَ الْمَعْرُوف منذهب الْخَوَارِج إِلَى أَن انقرضت دولتهم على يَد العبيديين أَوَاخِر الْمِائَة الثَّالِثَة
وَأما ابْن الْأَشْعَث فَإِنَّهُ اسْتَقر بالقيروان غرَّة جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَشرع فِي بِنَاء سورها فِي ذِي الْقعدَة من السّنة وَتمّ فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة وَضبط الْمغرب أحسن ضبط وافتتح طرابلس وَاسْتعْمل عَلَيْهَا الْمخَارِق بن غفار الطَّائِي وعَلى طبنة والزاب الْأَغْلَب بن سَالم وخافه البربر
ثمَّ ثار عَلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى بن عجلَان الْخُرَاسَانِي أحد الْجند فِي جمَاعَة من قواد مُضر ونفوه عَن القيروان فقفل إِلَى الْمشرق ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة فَكَانَت ولَايَته نَحْو أَربع سِنِين