الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الجزء الاول
الحمد لله رب العالمين أعان ويسر، وأسأله القبول والتسديد، والمغفرة عن الخطأ والتقصير، والصلاة والسلام على معلم الإنسانية الخير وسيد البشر محمد بن عبد الله عليه وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة والتسليم.
وبعد فهذه مجموعة خطب ألقيتها في جامع (سلطانة) ببريدة، في أزمنة متفاوتة، وهي حاوية لموضوعات في العقائد والعبادات وأخرى في الأدب والأخلاق، وثالثة في السير والتراجم، كما تشمل أحاديث عن فرائض وواجبات، وفضائل ومندوبات، ولم تخل من وقفات تاريخية فيها عبرة، أو مواعظ موقظة.
وهذه وتلك لم يتم تصنيفها وتبويبها حسب الموضوعات، ولم يوضع في الاعتبار ترتيبها حسب الأولوية والمهمات، وإنما جاء عفويًا تؤكد الأولوية فيه أو الاهتمام ظروف الزمان أو المكان المتحدث فيها، أو حاجة الناس المتحدث إليهم، أو اختيار المتحدث نفسه لأحد الموضوعات.
وقد رأيت نشرها رجاء الفائدة منها، ولا أظن الإفادة منها تعني ضعف المستفيد، ولا أفضلية المفيد، ولكن الموضوع الواحد تختلف في تحديد عناصره الأقلام، وتتناول الفكرة الواحدة بأكثر من زاوية الفهوم والأفكار.
وسروري عظيم إن ستجد (الواعظ)، أو (المربي)، أو (الداعية) فيها ما يعينه على أداء مهمته، فنشر الخير بغيتنا جميعًا، والتنبيه للمخاطر على مستوى الفرد والجماعة والأمة مسؤوليتنا -كذلك- جميعًا.
ولقد حرصت -قدر المستطاع- تأصيل وتوثيق المعلومات الواردة بإثبات مصادرها، والتأكد من صحة النص الشرعي، وأرى ذلك مهمًا في خطب الجمع أو غيرها لأنه يبصر المطلع بمصدر المعلومة من جهة، ويمكنه من الرجوع إليها لمزيد الفهم أو استكمال ما اختصر -عند الحاجة- من جهة أخرى، وأنصح للخطباء وغيرها أن يعتنوا بمصدر العلامة تدوينًا وتحريًا، إذ قد يحتاج الخطيب نفسه يومًا الرجوع إلى معلومة نقلها وربما أخذت نصيبًا من وقته في سبيل البحث عنها.
ولا يفوتني في نهاية هذه المقدمة أن أسأل الله أن يجزل مثوبة من أعان على نشر الخير بماله أو جاهه، أو مجهوده ونصحه.
كما لا يفوتني أن أذكر المطلع على هذا الكتاب باغتفار الزلة، وتقديم النصيحة والمشورة، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، وثبتنا عليه إلى أن نلقاك.
وكتبه: سليمان بن حمد العودة
القصيم/ بريدة 7/ 7/ 1417 هـ
ص. ب. 1193