الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملحق الثاني في الدرة الثمينة في تاريخ المدينة
مقدمة بقلم اللجنة التي أشرف على تحقيق الكتاب
…
بسم الله الرحمن الرحيم
الملحق الثاني: في الدرة الثمينة في تاريخ المدينة
مقدمة: بقلم اللجنة التي أشرفت على تحقيق الكتاب
-1-
كتاب "الدرة الثمينة، في تاريخ المدينة" كتاب جليل، عظيم الأهمية، كبير النفع، يحتوي على كثير من المعلومات التاريخية الحافلة عن مدينة الرسول، ومسجده النبوي الشريف، صلى الله عليه وسلم وسلاما دائمين إلى يوم الدين.
وهذا الكتاب يكاد يكون من أقدم المصادر التاريخية التي وصلتنا في تاريخ المدينة، بعد تاريخ المدينة لابن زبالة الذي ألفه عام 199هـ، وهو من هذه الناحية يعد مصدرا أصيلا لا غنى لباحث أو محقق عن الرجوع إليه، والإفادة منه.
وها هو ذا ينشره الرجل الإسلامي الكبير: معالي الشيخ محمد سرور الصبان، بمعاونة أصحاب مكتبة النهضة الحديثة بمكة المكرمة: عبد الحفيظ وعبد الشكور عبد الفتاح فدا، في هذه الطبعة الجديدة المنقحة المحققة، ملحقا لكتاب "شفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام" الذي تحدث فيه مؤلفه الفاسي عن محمد الحجاز الكبرى ما عدا المدينة، وقد آثرنا نشره هنا لتمام الفائدة.
وقد اعتمدنا في تحقيق الكتاب على ثلاث نسخ:
1-
الأولى نسخة إستامبول الخطية لهذا الكتاب، وتقع في سبع وستين ورقة من القطع المتوسط، وقد كتب اسم الكتاب في الورقة الأولى، ونص الاسم كما هو مثبت فيها هو:"كتاب تاريخ المدينة المشرفة وفضائلها، على ساكنها الصلاة والسلام، تصنيف الشيخ الأجل أبي عبد الله محمد بن محمود بن النجار، رحمه الله، ونفعنا به"؛ وعلى الورقة الأولى كذلك أن هذا الكتاب وقف على العلماء العاملين بمحمية قسطنطينية في سنة 1073هـ. وفي آخر هذه النسخة الخطية كتب اسم ناسخ الكتاب وهو
عبد القاهر بن أحمد بن سليمان بن موهوب، وقد فرغ من نسخه في 5 ربيع الآخر عام 731هـ، وقد كتب في الورقة الأخيرة عدة كلمات في غير موضوع الكتاب، وبخط آخر كتب أيضا في آخرها تاريخ هو عام 691هـ، وبجواره اسم عثمان بن زيد المالكي.
2-
والنسخة الثانية هي نسخة المكتبة التيمورية الخطية رقم 912، وقد كتب عليها الدرة الثمينة في أخبار المدينة لمحب الدين محمد بن محمود النجار الحافظ المتوفى عام 643هـ1، وتقع في 263 صفحة من القطع الصغير، وهي مكتوبة بخط واضح وفي آخرها ما نصه: تمت نسخة تاريخ المدينة في دار الخلافة العلية على يد كاتبها الحاج أحمد الأنقروي الشهير بعرب شيخ زاده غفر الله ذنوبه وذنوب أبويه في دار الآخرة، في هلال شهر ذي الحجة مضت منه ثلاث يوم الخميس بعد الظهر.
3-
والنسخة الثالثة هي نسخة مطبوعة عام 1366هـ-1947م بمطبعة الرسالة بالقاهرة بتعليق الأستاذ صالح محمد جمال، وتقديم الشيخ محمد بن مانع، وهذه الطبعة بالاعتماد على نسخة خطية يبدو من المراجعة أن بها سقطا كثيرا، وتقع هذه الطبعة في 133 صفحة من القطع المتوسط، واسم الكتاب كما هو مكتوب في هذه الطبعة "أخبار مدينة الرسول، المعروف بالدرة الثمينة" للإمام محمد بن محمود النجار. وهذه الطبعة منقولة عن نسخة خطية مكية، تاريخ نسخها عام 1217هـ، وهي منقولة عن نسخة خطية أخرى، تاريخ نسخها عام 975هـ، وجاء في أصل هذه النسخة: "علقه كما وجده الفقير إلى رحمة الله وكرمه محمد بن عبد اللطيف بن محمد الأشبيلي الخزرجي نزيل حرم الله بتاريخ 11 ربيع الأول عام 975هـ
…
وكان الفراغ من تعليق هذه النسخة ليلة البدر من شوال سنة 1217هـ، مع ما في أصلها من ضياع بعض الكلمات لقدم النسخة، ودثور بعض الألفاظ ومحوها؛ وذلك بيد أحد العبيد المحتاج إلى ربه الفتاح، محمد أبي مرزوق بن أبي الصلاح".
-3-
ومؤلف الكتاب هو الشيخ محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن النجار، وشهرته أبو عبد الله البغدادي، ولد عام 573هـ، وتلقى ثقافته في الدين والعلوم والآداب على أساتذة أجلاء، ثم عشق الرحلات، فطاف بالعالم الإسلامي شرقا وغربا، نحو ثمان وعشرين سنة، وتوفي في 5 شعبان عام 647هـ2 عن خمسة وسبعين عام
…
وله مؤلفات كثيرة من أهمها:
1-
تاريخ المدينة المشرفة وفضائلها، وهو هذا الكتاب.
1 الصحيح أن وفاته عام 647هـ.
2 سبق أن نقلنا عن بعض النسخ أن وفاته عام 643هـ.
2-
أخبار مكة.
3-
بيت المقدس.
4-
الذيل على تاريخ مدينة السلام خمسة مجلدات.
5-
غرر الفوائد، خمسة مجلدات.
6-
الكافي في أسماء الرجال.
7-
القمر المنير، في المسند الكبير.
8-
كنز الأيام، في معرفة الأحكام.
9-
نهج الإصابة في معرفة الصحابة.
أثابه الله على جهوده في خدمة الدين والعلم والإسلام خير الثواب ورحمه الله رحمة واسعة.
-4-
وبعد فقد بذلنا كل ما أمكننا بذله من مجهود في مراجعة النصوص، وتحقيق الروايات، وضبط الأعلام والتعليق على التواريخ، وتخريج الأحاديث؛ ليخرج الكتاب في أروع حلة، وأجمل صورة.
والكتاب صورة لعلم مؤلفه وفضله، ولا غرو فقد كانت له مكانة علمية رفيعة في عصره، مما جعل هذا الكتاب القيم ذا البحوث المنوعة، والأبواب المختلفة، جديرا بكل عناية، حريا بكل ما يبذل فيه من مجهود.
ولا يفوتنا أن ننوه بفضل كل من ساعدنا وأمدنا بمعلومات ساعدت على خدمة هذا الكتاب وإخراجه في مظهر لائق به، وفي مقدمة هؤلاء سعادة الشيخ صالح القزاز.
وفي آخر الكتاب وضعنا عدة ملاحق في عمارة المسجد النبوي الشريف، وفي آثار المدينة؛ وذلك لتكون المعلومات التي تضمنتها هذه الملاحق معاونة على تتبع تاريخ المدينة بعد عصر المؤلف حتى اليوم، ولنثبت تاريخ العمارة في مسجد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه منذ العصر النبوي إلى اليوم.
وفقنا الله إلى الصواب، بفضله وكرمه، إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وما توفيقنا إلا بالله.