الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطرف الثاني (فيما يكتب عن القضاة؛ وهو على أربعة أصناف)
الصنف الأوّل (التقاليد الحكميّة؛ وهي على مرتبتين)
المرتبة الأولى (أن تفتتح بخطبة مفتتحة ب «الحمد لله» )
ثم يقال: «أما بعد» ثم يقال: «ولمّا علمنا من حال فلان الفلانيّ كذا وكذا، استخرنا الله تعالى وفوّضنا إليه كذا وكذا، فليباشر ذلك» ويوص بما يناسب. ثم يقال: «هذا عهدنا إليك، وحجّتنا عند الله عليك، فاعلم هذا واعمل به، وكتب ذلك عن الإذن الفلانيّ» .
وهذه نسخة تقليد:
الحمد لله الوليّ الحميد، الفعّال لما يريد، نحمده على ما أولانا من إحسانه فهو المولى ونحن العبيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة توصّلنا إلى جنّة نعيمها مقيم، وتقينا من نار عذابها شديد أليم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبيّ الكريم، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه المشتملين على الطاعة والقلب السّليم، وسلّم تسليما كثيرا.
أما بعد، فإن مرتبة الحكم لا تعطى إلّا لأهلها، والأقضية لا ينصب لها إلّا من هو كفء لها، ومن هو متّصف بصفات الأمانة والصّيانة، والعفّة والدّيانة؛ فمن هذه صفته استحقّ أن يوجّه ويستخدم، ويترقّى ويتقدّم.
ولمّا علمنا من حال فلان الفلانيّ الأوصاف الحميدة، والأفعال السّديدة، فإنه قد حوى المعرفة والعلوم، والاصطلاح والرّسوم، وجمعت فيه خصال حملتنا على استنابته، وقوّتنا على نيابته- استخرنا الله تعالى وفوّضنا إليه كذا وكذا.
فليباشر ذلك متمسكا بحبل الله المتين، إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ
لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
«1» وليجتهد في إقامة الدّين وفصل الخصومات، وفي النّظر في ذوي العدالات والتّلبس بالشهادات وإقامة البيّنات؛ فمن كان من أهل العدالة نزها، وإلى الحقّ متوجّها، فليراعه ويقدّمه على أقرانه، ومن كان منهم خلاف ذلك فليقصه ويطالعنا بحاله. ولينظر في أمر الجوامع والمساجد ويفعل في ذلك الأفعال المرضيّة، وفي أموال الأيتام يصرف منها اللّوازم الشّرعية؛ فمن بلغ منهم رشيدا أسلم إليه ما عساه يفضل له منها، ويقرّر الفروض، ويزوّج الخاليات من الأزواج والعدد والأولياء، من الأزواج الأكفاء، ويندب لذلك من يعلم ديانته، ويتحقّق أمانته، ويتخيّر لكتابة الصّكوك من لا يرتاب بصحّته، ولا يشكّ في ديانته وخبرته، وينظر في أمر المتصرّفين، ومن عنده من المستخدمين؛ فمن كان منهم على الطريقة الحميدة فليجره على عادته، وليبقه على خدمته، ومن كان منهم بخلاف ذلك فليستبدل به وليقصه.
هذا عهدي إليك، وحجّتي غدا عند الله عليك؛ فاعلم هذا واعمل به.
وكتب ذلك عن الإذن الكريم الفلانيّ، وهو في محلّ ولايته وحكمه وقضائه، وهو نافذ القضاء والحكم ماضيهما، في التاريخ الفلانيّ. (ثم يكتب الحاكم علامته والتاريخ) وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وهذه نسخة تقليد:
الحمد لله الحكم العدل الهادي عباده صراطا مستقيما، الحاكم الذي لا يظلم مثقال ذرّة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما، المثيب من قدّم له الطاعة من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال، الرّقيب على ما يصدر من أفعالهم فلا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال.
أحمده على نعمه التي تنشيء السّحاب الثّقال، وأستعيذه من نقمه التي يرسلها فيصيب بها من يشاء من عباده وهو شديد المحال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تفيد المخلص بها في الإقرار النّجاة يوم المآل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي نعته بأكرم الشّيم وأشرف الخصال، وعرّفه بما يجب من عبوديّته فقال: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ
«1» ، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين اتّبعوه في الأقوال والأفعال، وسلّم تسليما كثيرا.
أما بعد، فإن من حسنت سريرته، وحمدت سيرته، وعرف بورع وشهر بعفاف، وديانة وخير وإنصاف، وأضحى نزه النّفس عن الأمور الدّنيّة، فقيها دربا بالأحكام الشّرعية، عارفا بالأوضاع المرضية- استحقّ أن يوجّه ويستخدم، ويرقّى ويتقدّم.
ولمّا علمنا من حال فلان الفلانيّ من الأوصاف الحميدة، والأفعال السّديدة- استخرنا الله تعالى وفوّضنا إليه كذا وكذا.
فليكن متمسّكا معتصما بحبل الله القويّ المتين، إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
«2» وليباشر ما قلّدناه- أعانه الله سبحانه وتعالى ويراع حقوق الله تعالى في السّرّ والعلانية: فإنّه معين من استعان به وتوكّل عليه، وهادي من استرشده وفوّض أموره إليه.
وليجتهد في فصل الأحكام بين المتنازعين، والمساواة في العدل بين المتحاكمين؛ قال الله تعالى: وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
«3» .
وأن يثبت في الخصومات، ويفرق بين الحقائق والشّبهات، وينصف كلّ ظالم من ظالمه بالشّريعة المحمّديّة، ليكون ذلك سببا للسعادة الأبديّة، وينظر في أمر الشهود: فمن كان منهم نزها، وإلى الحقّ متوجّها، فليراعه، ومن كان منهم غير ذلك طالعنا بحاله، وينظر في أمر الجوامع والمساجد معتمدا في ذلك قول الله العزيز القاهر: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
«1» .
وينظر في أمر الأيتام، ويحتاط على ما لهم من الأموال، ويفعل في ذلك على جاري عادة أمثاله من الحكّام: من نفقة وكسوة ولوازم شرعيّة؛ فمن بلغ منهم رشيدا أسلم إليه ما فضل من ماله بالبيّنة المرضيّة، ويقرّر الفروض على مقتضى قول الله تعالى: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
«2» ، ويزوّج النّسوة الخالية من العدد والأولياء، ممّن رغب فيهنّ من الأكفاء، ويندب لذلك من يعلم أمانته وخبرته، وينظر في أمر المتصرّفين: فمن كان منهم على الطّريقة المأثورة أجراه على عادته، وأبقاه على حكمه وخدمته، ومن كان منهم خلاف ذلك يبعده ويقصيه، ويستبدل به غيره ليبقى مكانه وفي تصرّفه.
هذا عهدي إليك، وحجّتي يوم القيامة عند الله عليك؛ فلتعلم ذلك وتعمل به إن شاء الله تعالى. (ويؤرّخ، ويكون ذلك بخطّ الحاكم) ويكتب: «وحسبنا الله ونعم الوكيل» ويتوّجه بعلامته الكريمة.
وهذه نسخة تقليد:
الحمد لله ذي الفضل والسخاء، واللّطف في الشّدّة والرّخاء، الذي
من تواضع إليه رفعه، ومن أطاعه نفعه، ومن أخلص له في العبادة أمال عنه كيد الشيطان ودفعه، الذي أحاط علمه بالموارد والمصادر، واستوت عنده أحوال الأوائل والأواخر، واطّلع على ضمائر النفوس ولا ينبغي لغيره أن يطّلع على الضمائر، الخافض الرّافع، والمعطي المانع؛ فإليه الأمر والتدبير، المقسط الجامع: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
«1» .
أحمده حمدا يقضي للسعادة بالتّيسير، وأشكره شكرا يسهّل من المآرب العسير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبحانه نعم المولى ونعم النّصير، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي أرسله بالهدى والكتاب المنير، وجعله للأمّة خير بشير ونذير، صلّى الله عليه وعلى آله وصحابته شهادة يحلّ المخلصون بها جنّة يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ*
«2» .
أما بعد، فإنّ من كان عارفا بأحكام الشّريعة، متهيّئا لنيل درجاتها الرّفيعة، مستندا إلى بيت مشكور، وقدر موفور، قلّد الأحكام الدّينيّة، ليعمل فيها بالشريعة المحمّديّة.
ولمّا علمنا فلان بن فلان بن فلان الفلانيّ، قلّدناه كذا وكذا.
فباشر أعانك الله: محافظا على تقوى الله الذي إليه المرجع والمصير، قال الله تعالى في كتابه العزيز: وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) *
«3» . واستشعر خيفة الله واجعلها نصب عينك، وتمسّك بالحقّ واجعله حجابا بين النار وبينك، وانتصب لتنفيذ الأحكام انتصاب من يراقب الله ويخشاه، وحاسب نفسك محاسبة من يتحقّق أنه يطّلع عليه ويراه، وابذل في إنصاف المظلوم من