الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني من الباب الأوّل من الخاتمة في ذكر مراكز البريد
وهي الأماكن التي تقف فيها خيل البريد لتغيير خيل البريديّة فيها فرسا بعد فرس. قال في «التعريف» : وليست على المقدار المقدّر في البريد المحرّر، بل هي متفاوتة الأبعاد، إذ ألجأت الضّرورة إلى ذلك: تارة لبعد ماء، وتارة للأنس بقرية، حتى إنك لترى في [هذه]«1» المراكز البريد الواحد بقدر بريدين. ولو كانت على التّحرير [الذي عليه الأعمال]«2» لما كان تفاوت. وقد ذكر منها المقرّ الشّهابيّ بن فضل الله رحمه الله في «التعريف» ما أربى في ذلك على المقصود وزاد، وهو بذلك أدرى وأدرب. وهأنا أذكر ما ذكره، موضّحا لما يحتاج منه إلى التّوضيح، مع الزيادة عليه وتقريب التّرتيب.
ويشتمل على ستة مقاصد:
المقصد الأوّل (في مركز قلعة الجبل المحروسة بالديار المصرية التي هي قاعدة الملك، وما يتفرّع عنه من المراكز، وما تنتهي إليه مراكز كلّ جهة)
إعلم أن الذي يتفرّع عن مركز القلعة ويتشعّب منه أربع جهات، وهي:
جهة «قوص» من الوجه القبليّ وما يتّصل بذلك من أسوان وما يليها من بلاد النّوبة، وعيذاب وما يليها من سواكن، وجهة الإسكندريّة من الوجه البحريّ، وجهة دمياط من الوجه البحريّ أيضا، وما يتفرّع عنها من جهة غزّة من البلاد الشامية.
فأما مراكز قوص وما يليها: فمن مركز قلعة الجبل المحروسة، ومنها إلى مدينة الجيزة. وهي قاعدة الأعمال الجيزيّة، وقد تقدّم الكلام عليها في الكلام على بلاد المملكة في المقالة الثانية. ثم منها إلى زاوية أمّ حسين، وهي قرية من عمل الجيزة. قال في «التعريف» : والمركز الآن بمنية القائد وهي على القرب من زاوية أمّ حسين المذكورة؛ ثم منها إلى «ونا» وهي بلدة من عمل البهنسى؛ ثم منها إلى دهروط وهي بلدة من عمل البهنسى أيضا؛ ثم منها إلى أقلوسنا «1» ، وهي بلدة من عمل الأشمونين؛ ثم منها إلى منية بني خصيب، وهي مدينة من عمل الأشمونين، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية؛ ثم منها إلى مدينة الأشمونين، وهي قاعدة بلادها، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية؛ ثم منها إلى ذروة سربام «2» وهي بلدة من عمل الأشمونين على فم الخليج اليوسفيّ الواصل من النّيل إلى الفيّوم، وتعرف بذروة الشريف، إضافة إلى الشّريف ناصر الدّين محمد بن تغلب الذي كان عصى بها في زمن الظّاهر بيبرس، وسمت نفسه إلى الملك حتّى كاده الظّاهر وقبض عليه وشنقه بالإسكندرية، وبها دياره وقصوره والجامع الذي أنشأه بها إلى الآن؛ ثم منها إلى مدينة منفلوط، وهي قاعدة الأعمال المنفلوطيّة التي هي أجلّ خاصّ السّلطان؛ ثم منها إلى مدينة أسيوط، وهي قاعدة الأعمال الأسيوطيّة، ومقرّ نائب الوجه القبليّ الآن، وقد تقدّم ذكرها في المقالة الثانية؛ ثم منها إلى طما، وهي قرية من عمل أسيوط المقدّمة الذّكر
على ضفّة النّيل؛ ثم منها إلى المراغة، وهي بلدة من عمل إخميم. قال في «التعريف» : وربّما سمّيت المرائغ؛ ثم منها إلى بلسبورة وهي بلده من عمل إخميم أيضا. قال في «التعريف» : وربّما قيل بلزبورة «1» بإبدال السّين زايا، ثم منها إلى جرجا، وهي بلدة من العمل المذكور، ثم منها إلى البلينة، وهي بلدة من عمل قوص، ويقال فيها البلينا «2» بإبدال الهاء ألفا؛ ثم منها إلى «هوّ» ، وهي بلدة من عمل قوص أيضا؛ قال في «التعريف» :
ويليها الكوم الأحمر، وهما من خاصّ السلطان، وعندهما ينقطع الرّيف في البرّ الغربيّ، ويكون الرّمل المتّصل بدندرى ويسمّى خان دندرى، وقد تقدّم الكلام على ذلك مستوفى في المقالة الثانية. ومنها إلى مدينة قوص قاعدة الأعمال القوصيّة، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية.
ثم من قوص تنقطع مراكز البريد، ويتشعّب الطريق إلى جهة أسوان، وبلاد النّوبة، وجهة عيذاب وسواكن.
فمن أراد المسير إلى جهة أسوان ركب الهجن من قوص إلى أسوان، ثم منها إلى بلاد النّوبة.
ومن أراد المسير إلى عيذاب سار من قوص إلى كيمان قفط على القرب من قوص.
قلت: ثم يسير في قفار وجبال، من كيمان قفط إلى ماء يسمى ليطة على مرحلة من الكيمان، به عين تنبع وليست جارية، ثم منها إلى ماء يسمى الدريح على القرب من معدن الزّمرّد، به عين صغيرة يستقى منها من الماء ما شاء الله، وهي لا تزيد ولا تنقص؛ ثم منها إلى حميثرة حيث قبر سيّدي أبي الحسن الشّاذليّ، وهناك عين ماء يستقى منها؛ ثم منها إلى عيذاب، وهي
قرية صغيرة على ضفّة بحر القلزم في الشمال إلى الغرب، وعلى القرب منها عين يستقى منها.
وتقدير جميع المسافة من الكيمان إلى عيذاب نحو عشرة أيام بسير الأثقال، على أنه في «مسالك الأبصار» قد ذكر أن الطّريق إلى عيذاب من شعبة على القرب من أسوان، ثم يسير منها في بلاد عرب يسمّون بني عامر إلى سواكن، وهي قرية حاضرة البحر صاحبها من العرب، وكتب السلطان تنتهي إليه، على ما تقدّم ذكره في الكلام على المكاتبات.
وأما الإسكندرية فالمراكز الموصّلة بها في طريقين:
الطريق الأولى: الآخذة على الجبل الغربي ويسمّى طريق الحاجر.
والمسير فيها من مركز القلعة المقدّم ذكره إلى مدينة الجيزيّة؛ ثم منها إلى جزيرة القطّ، وهي قرية من آخر عمل الجيزة من الجهة البحرية؛ ثم منها إلى وردان، وهي قرية من عمل البحيرة. [ثم منها إلى الطّرّانة] «1» ؛ ثم منها إلى طيلاس «2» وهي بلدة من عمل البحيرة أيضا وتعرف بزاوية مبارك. قال في «التعريف» : وأهل تلك البلاد يقولون: انبارك. ثم منها إلى مدينة دمنهور وتعرف بدمنهور الوحش، وهي قاعدة أعمال البحيرة، ومحلّ مقام نائب السّلطنة بالوجه البحريّ، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية، ثم منها إلى لوقين وهي قرية من عمل البحيرة؛ ثم منها إلى الإسكندريّة.
الطريق الثانية: الآخذة في وسط العمران، وتعرف بالوسطى.
وهي من مركز القلعة إلى مدينة قليوب قاعدة الأعمال القليوبيّة، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية، ثم منها إلى مدينة منوف العليا، وهي
قاعدة الأعمال المنوفيّة، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية، ثم منها إلى مدينة المحلّة المعروفة بالمحلّة الكبرى، وهي قاعدة الأعمال الغربيّة، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية. وقد وهم في «التعريف» فسماها محلّة المرحوم بلدة من بلاد الغربيّة غيرها، ثم منها إلى النحريريّة، وهي مدينة من عمل الغربية، ثم منها إلى الإسكندريّة.
وأما الطريق إلى دمياط وغزّة، فمن مركز القلعة إلى سرياقوس، وهي بلدة من ضواحي القاهرة، وليس المركز في نفس البلد، بل بالقرية المستجدّة بجوار الخانقاه النّاصرية التي أنشأها السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون على القرب من سرياقوس. قال في «التعريف» : وكان قبل هذا بالعشّ، وكان طويل المدى في مكان منقطع، وكانت البريديّة لا تزال تتشكّى منه، فصلح بنقله، وحصل به الرّفق لأمور لم يكن منها إلا قربه من الأسواق المجاورة للخانقاة النّاصريّة وما يوجد فيها، وأنسه بما حولها [لكفى] ، ثم منها إلى بئر البيضاء، وهي مركز بريد منفرد ليس حوله ساكنون، ثم منها إلى مدينة بلبيس قاعدة الأعمال الشّرقية، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية. قال في «التعريف» : وهي آخر المراكز السّلطانية، وهي التي تشترى خيلها من الأموال السلطانية ويقام لها السّوّاس «1» وتصرف لها العلوفات، ثم منها إلى السّعيديّة، ثم من السّعيدية إلى أشموم الرّمّان قاعدة بلاد الدّقهليّة والمرتاحيّة، وقد تقدّم ذكرها في المقالة الثانية، ومنها إلى دمياط ومن أراد غزّة. وقد تقدّم أنّ مدينة بلبيس هي آخر المراكز السلطانية. ثم السّعيديّة وما بعدها إلى الخرّوبة تعرف بالشّهّارة، خيل البريد بها مقرّرة على عربان ذوي إقطاعات، عليهم خيول موظّفة يحضر بها أربابها عند هلال كلّ شهر إلى المراكز؛ وتستعيدها في آخر الشّهر ويأتي غيرها، ومن هنالك سمّيت
الشّهّارة. قال في «التعريف» : وعليهم وال من قبل السّلطان يستعرض في رأس كلّ شهر خيل أصحاب النوبة ويدوّغها بالدّاغ «1» السلطانيّ. قال: وما دامت تستجدّ فهي قائمة، ومتى اكترى أهل نوبة ممن قبلهم فسدت المراكز، لأن الشّهر لا يهلّ وفي خيل المنسلخ قوّة، لا سيّما والعرب قليلة العلف.
وأوّل هذه المراكز السّعيديّة المقدّم ذكرها، ثم منها إلى الخطّارة، ثم منها إلى قبر الوايلي. قال في «التعريف» : وقد استجدّ به أبنية وأسواق وبساتين حتّى صار كأنه قرية، ثم منها إلى الصّالحيّة، وهي قرية لطيفة. قال في «التعريف» : وهي آخر معمور الديار المصرية، ثم منها إلى بئر عفرى «2» ، وإلى هذا المركز يجلب الماء من بئر وراءه، ومنها إلى القصير.
قال في «التعريف» : وقد كان كريم الدّين وكيل الخاصّ بنى بها خانا ومسجدا ومئذنة، وعمل ساقية، فتهدّم ذلك كلّه، ولم يوجد له من يجدّده، وبقيت المئذنة خاصّة، ورتّب بها زيت للتّنوير. قال: وهذا القصير يقارب المركز القديم المعروف بالعاقولة المقارب لقنطرة الجسر الجاري تحتها فواضل ماء النيل أوان زيادته إذا خرج إلى الرّمل، ثم منها إلى حبوة. قال في «التعريف» : وليس بها ماء ولا بناء، وإنما هي موقف يقف به خيل العرب الشّهّارة، ويجلب الماء إليها من بئر وراءها، ثم منها إلى الغرابي، ثم منها إلى قطيا، وهي قرية صغيرة بها تؤخذ المرتّبات السلطانية من التّجّار الواردين إلى مصر والصادرين عنها، وهناك رمل بالطريق يختم في الليل ويحفظ ما حوله بالعربان، حتّى لا يمرّ أحد ليلا. فيكون من القاهرة إلى قطيا اثنا عشر بريدا، ثم منها إلى صبيحة نخلة معن. قال في «التعريف» : ومن الناس من يقتصر على إحدى هذه الكلمات في تسميتها؛ ثم منها إلى المطيلب؛ ثم منها