الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت وَلَعَلَّ الْأَمر كَمَا زعم السلمى وَإِلَّا فَمَا نظن بِمُسلم أَنه يفضل بشرا غير الْأَنْبِيَاء عليهم السلام على الْأَنْبِيَاء
وَمن تصانيف الترمذى كتاب الفروق لَا بَأْس بِهِ بل لَيْسَ فى بَابه مثله يفرق فِيهِ بَين المداراة والمداهنة والمحاجة والمجادلة والمناظرة والمغالبة والانتصار والانتقام وهلم جرا من أُمُور مُتَقَارِبَة الْمَعْنى وَله أَيْضا كتاب غرس الْمُوَحِّدين وَكتاب عود الْأُمُور وَكتاب المناهى وَكتاب شرح الصَّلَاة
56 - مُحَمَّد بن نصر المروزى الإِمَام الْجَلِيل أَبُو عبد الله
أحد أَعْلَام الْأمة وعقلائها وعبادها
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد وَنَشَأ بنيسابور وَسكن سَمَرْقَنْد وَكَانَ أَبوهُ مروزيا
سمع مُحَمَّد بن نصر هِشَام بن عمار وَهِشَام بن خَالِد وَالْمُسَيب بن وَاضح وَيحيى بن يحيى وَإِسْحَاق وعَلى بن بَحر الْقطَّان وَالربيع بن سُلَيْمَان وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَعَمْرو بن زُرَارَة وعَلى بن حجر وهدبة وشيبان وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير وخلقا
وتفقه على أَصْحَاب الشافعى
روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس السراج وَأَبُو حَامِد بن الشرقى وَمُحَمّد بن الْمُنْذر شكر وَأَبُو عبد الله بن الأخرم وَابْنه إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن نصر وَطَائِفَة
قَالَ الْحَاكِم هُوَ الْفَقِيه العابد الْعَالم إِمَام أهل الحَدِيث فى عصره بِلَا مدافعة
وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ من أعلم النَّاس باخْتلَاف الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ فى الْأَحْكَام
وَقَالَ ابْن حزم فى بعض تآليفه أعلم النَّاس من كَانَ أجمعهم للسنن وأضبطهم لَهَا وأذكرهم لمعانيها وأدراهم بِصِحَّتِهَا وَبِمَا أجمع النَّاس عَلَيْهِ مِمَّا اخْتلفُوا فِيهِ وَمَا نعلم هَذِه الصّفة بعد الصَّحَابَة أتم مِنْهَا فى مُحَمَّد بن نصر المروزى فَلَو قَالَ قَائِل لَيْسَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَدِيث وَلَا لأَصْحَابه إِلَّا وَهُوَ عِنْد مُحَمَّد بن نصر لما بعد عَن الصدْق
وَقَالَ أَبُو ذَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف القاضى كَانَ الصَّدْر الأول من مَشَايِخنَا يَقُولُونَ رجال خُرَاسَان أَرْبَعَة ابْن الْمُبَارك وَيحيى بن يحيى وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن نصر المروزى
وَقَالَ أَبُو بكر الصيرفى لَو لم يصنف المروزى إِلَّا كتاب الْقسَامَة لَكَانَ من أفقه النَّاس فَكيف وَقد صنف كتبا سواهَا وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشيرازى صنف مُحَمَّد هَذَا كتبا ضمنهَا الْآثَار وَالْفِقْه وَكَانَ من أعلم النَّاس باخْتلَاف الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ فى الْأَحْكَام وصنف كتابا فِيمَا خَالف فِيهِ أَبُو حنيفَة عليا وَعبد الله رضى الله عَنْهُمَا
وَقَالَ ابْن الأخرم انْصَرف مُحَمَّد بن نصر من الرحلة الثَّانِيَة سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فاستوطن نيسابور وَلم تزل تِجَارَته بنيسابور أَقَامَ مَعَ شريك لَهُ مضَارب وَهُوَ يشْتَغل بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة ثمَّ خرج سنة خمس وَسبعين إِلَى سَمَرْقَنْد فَأَقَامَ بهَا وشريكه بنيسابور وَكَانَ وَقت مقَامه هُوَ الْمُفْتى والمقدم بعد وَفَاة مُحَمَّد ابْن يحيى فَإِن حيكان يعْنى يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى وَمن بعده أقرُّوا لَهُ بِالْفَضْلِ والتقدم
قَالَ ابْن الأخرم حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن قُتَيْبَة سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى غير مرّة إِذا سُئِلَ عَن مَسْأَلَة يَقُول سلوا أَبَا عبد الله المروزى
وَقَالَ أَبُو بكر الصبغى فِيمَا أخبرنَا بِهِ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه شيخ الشَّافِعِيَّة
برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن شيخ الشَّافِعِيَّة تَاج الدّين أَبى مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن ابْن إِبْرَاهِيم الفزارى فى كِتَابه إِلَى من دمشق وَعمر بن الْحسن المراغى بقراءتى عَلَيْهِ قَالَ الأول أخبرنَا الْمُسلم بن مُحَمَّد بن الْمُسلم القيسى سَمَاعا عَلَيْهِ وَقَالَ الثانى أخبرنَا أَبُو الْفَتْح يُوسُف بن يَعْقُوب بن المجاور إجَازَة قَالَا أخبرنَا أَبُو الْيمن زيد بن الْحسن الكندى سَمَاعا قَالَ أخبرنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز سَمَاعا قَالَ أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن على بن ثَابت الْخَطِيب قَالَ أخبرنى مُحَمَّد بن على بن يَعْقُوب الْمعدل قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله النيسابورى قَالَ سَمِعت أَبَا بكر أَحْمد بن إِسْحَاق يَقُول أدْركْت إمامين لم أرزق السماع مِنْهُمَا أَبَا حَاتِم الرازى وَمُحَمّد بن نصر المروزى فَأَما مُحَمَّد بن نصر فَمَا رَأَيْت أحسن صَلَاة مِنْهُ وَلَقَد بلغنى أَن زنبورا قعد على جَبهته فَسَالَ الدَّم على وَجهه وَلم يَتَحَرَّك
وَقَالَ ابْن الأخرم مَا رَأَيْت أحسن صَلَاة من مُحَمَّد بن نصر كَانَ الذُّبَاب يَقع على أُذُنه فيسيل الدَّم وَلَا يذبه عَن نَفسه وَلَقَد كُنَّا نتعجب من حسن صلَاته وخشوعه وهيبته للصَّلَاة كَانَ يضع ذقنه على صَدره فينتصب كَأَنَّهُ خَشَبَة مَنْصُوبَة وَكَانَ من أحسن النَّاس خلقا كَأَنَّمَا فقئ فى وَجهه حب الرُّمَّان وعَلى خديه كالورد ولحيته بَيْضَاء
وَقَالَ السليمانى مُحَمَّد بن نصر إِمَام الْأَئِمَّة الْمُوفق من السَّمَاء
وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق الصبغى سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الثقفى يَقُول كَانَ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد والى خُرَاسَان يصل مُحَمَّد بن نصر فى السّنة بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم ويصله أَخُوهُ إِسْحَاق بِمِثْلِهَا ويصله أهل سَمَرْقَنْد بِمِثْلِهَا فَكَانَ ينفقها من السّنة إِلَى السّنة من غير أَن يكون لَهُ عِيَال فَقيل لَهُ لَو ادخرت لنائبه فَقَالَ سُبْحَانَ الله أَنا بقيت بِمصْر كَذَا وَكَذَا سنة قوتى وثيابى وكاغدى وحبرى وَجَمِيع مَا أنفقهُ على نفسى فى السّنة عشرُون درهما فترى إِن ذهب ذَا لَا يبْقى ذَاك
قلت انْظُر حَالَة من لَا فرق بَين الْقلَّة وَالْكَثْرَة عِنْده
أخبرنَا مُحَمَّد بن الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق الفزارى إِذْنا أخبرنَا الْمُسلم بن مُحَمَّد
ح وَأخْبرنَا أَبُو حَفْص عمر بن الْحسن بن مزِيد بن أميلة المراغى بقراءتى عَلَيْهِ قَالَ أخبرنَا يُوسُف بن يَعْقُوب بن المجاور إجَازَة قَالَا أخبرنَا أَبُو الْيمن الكندى أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أخبرنَا أَبُو بكر الْخَطِيب أخبرنَا الجوهرى أخبرنَا ابْن حيويه حَدثنَا عُثْمَان بن جَعْفَر اللبان حَدَّثَنى مُحَمَّد بن نصر قَالَ خرجت من مصر ومعى جَارِيَة لى فركبت الْبَحْر أُرِيد مَكَّة فغرقت فَذهب منى ألفا جُزْء وصرت إِلَى جَزِيرَة أَنا وجاريتي فَمَا رَأينَا فِيهَا أحدا وأخذنى الْعَطش فَلم أقدر على المَاء فَوضعت رأسى على فَخذ جاريتى مستسلما للْمَوْت فَإِذا رجل قد جاءنى وَمَعَهُ كوز فَقَالَ هاه فَشَرِبت وسقيتها ثمَّ مضى فَلَا أدرى من أَيْن جَاءَ وَلَا من أَيْن ذهب
أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بقراءتى عَلَيْهِ أخبرنَا أَبُو حَفْص عمر بن عبد الْمُنعم بن القواس أخبرنَا زيد بن الْحسن الكندى إجَازَة أخبرنَا أَبُو الْحسن بن عبد السَّلَام أخبرنَا الشَّيْخ الإِمَام أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن على الفيروزابادى قَالَ روى عَنهُ يعْنى مُحَمَّد بن نصر أَنه قَالَ كتبت الحَدِيث بضعا وَعشْرين سنة وَسمعت قولا ومسائل وَلم يكن لى حسن رأى فى الشافعى فَبينا أَنا قَاعد فى مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ إِذْ أغفيت إغْفَاءَة فَرَأَيْت النبى صلى الله عليه وسلم فى الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله أكتب رأى أَبى حنيفَة فَقَالَ (لَا) فَقلت رأى مَالك فَقَالَ (اكْتُبْ مَا وَافق حديثى) فَقلت أكتب رأى الشافعى فطأطأ رَأسه شبه الغضبان وَقَالَ تَقول رأى لَيْسَ هُوَ بالرأى هُوَ رد على من خَالف سنتى)
قَالَ فَخرجت فى أثر هَذِه الرُّؤْيَا إِلَى مصر فَكتبت كتب الشافعى