الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ على بن خلف سَمِعت الحميدى يَقُول مَا دمت بالحجاز وَأحمد بالعراق وَإِسْحَاق بخراسان لَا يغلبنا أحد
قلت وَمن ثمَّ قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله الحميدى مفتى أهل مَكَّة ومحدثهم وَهُوَ لأهل الْحجاز فى السّنة كأحمد بن حَنْبَل لأهل الْعرَاق انْتهى
وَقَالَ السراج سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول الحميدى إِمَام فى الحَدِيث
قَالَ ابْن سعد والبخارى توفى بِمَكَّة سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ
وَزَاد ابْن سعد فى شهر ربيع الأول وَقد أغفل شَيخنَا المزى حِكَايَة الشَّهْر عَن ابْن سعد وَحكى عَنهُ السّنة
وَمن الْفَوَائِد عَن الحميدى
قَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان سَمِعت الحميدى يَقُول قدم الشافعى من صنعاء إِلَى مَكَّة بِعشْرَة آلَاف دِينَار فى منديل فَضرب خباءه فى مَوضِع خَارِجا من مَكَّة وَكَانَ أنَاس يأتونه فَمَا برح حَتَّى ذهبت كلهَا
وَقَالَ الحميدى ذكر رجل للشافعى حَدِيثا وَقَالَ أَتَقول بِهِ فَقَالَ أَرَأَيْت فى وسطى زنارا أترانى خرجت من كَنِيسَة حَتَّى تَقول لى هَذَا وَمن طَرِيق الحميدى رويت
المناظرة الشهيرة بَين مُحَمَّد بن الْحسن والشافعى رضى الله عَنْهُمَا
وملخصها قَالَ لَهُ مُحَمَّد مَا تَقول فى رجل غصب من رجل ساجة فَبنى عَلَيْهَا بِنَاء أنْفق فِيهِ ألف دِينَار ثمَّ جَاءَ صَاحب الساجة أثبت بِشَاهِدين عَدْلَيْنِ أَن هَذَا اغتصبه هَذِه الساجة وَبنى عَلَيْهَا هَذَا الْبناء مَا كنت تحكم
قَالَ الشافعى أَقُول لصَاحب الساجة يجب أَن تَأْخُذ قيمتهَا فَإِن رضى حكمت لَهُ بِالْقيمَةِ وَإِن أَبى إِلَّا ساجته قلعتها ورددتها عَلَيْهِ
فَقَالَ مُحَمَّد فَمَا تَقول فى رجل اغتصب من رجل خيط إبريسم فخاط بِهِ بَطْنه فجَاء صَاحب الْخَيط فَأثْبت بِشَهَادَة عَدْلَيْنِ أَن هَذَا اغتصبه هَذَا الْخَيط أَكنت تنْزع الْخَيط من بَطْنه فَقَالَ الشافعى لَا
فَقَالَ مُحَمَّد الله أكبر تركت قَوْلك فَقَالَ الشافعى لَا تعجل يَا مُحَمَّد أخبرنى لَو لم يغصب الساجة من أحد وَأَرَادَ أَن يقْلع عَنْهَا هَذَا الْبناء أمباح لَهُ ذَلِك أم محرم عَلَيْهِ فَقَالَ مُحَمَّد بل مُبَاح
فَقَالَ الشافعى أَفَرَأَيْت لَو كَانَ الْخَيط خيط نَفسه فَأَرَادَ أَن يَنْزعهُ من بَطْنه أمباح لَهُ ذَلِك أم محرم فَقَالَ مُحَمَّد بل محرم
فَقَالَ الشافعى فَكيف تقيس مُبَاحا على محرم فَقَالَ مُحَمَّد أَرَأَيْت لَو أَدخل غَاصِب الساجة فى سفينة ولجج فى الْبَحْر أَكنت تنْزع اللَّوْح من السَّفِينَة
فَقَالَ الشافعى لَا بل آمره أَن يقرب سفينته إِلَى أقرب المراسى إِلَيْهِ ثمَّ أنزع اللَّوْح وأدفعه إِلَى صَاحبه
فَقَالَ مُحَمَّد أَلَيْسَ قد قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (لَا ضَرَر وَلَا ضرار) فَقَالَ الشافعى هُوَ أضرّ بِنَفسِهِ لم يضر بِهِ أحد
ثمَّ قَالَ الشافعى مَا تَقول فى رجل اغتصب من رجل جَارِيَة فأولدها عشرَة كلهم