الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
احْتج على دَاوُد نَفسه وَلَيْسَ كَذَلِك بل مَعْنَاهُ أَنه احْتج على الْمَذْهَب الذى ذهب إِلَيْهِ دَاوُد وَإِلَّا فإمام الْحَرَمَيْنِ لَا يخفى عَلَيْهِ تَأَخّر دَاوُد عَن عصر الشافعى وَقد قَالَ فى النِّهَايَة فى الظِّهَار فى بَاب مَا يُجزئ من الْعُيُون فى الرّقاب بعد مَا حكى أَن دَاوُد قَالَ يُجزئ كل رَقَبَة وَقد قَالَ الشافعى لم أعلم أَن أحدا مِمَّن مضى من أهل الْعلم وَلَا ذكر لى وَلَا بقى أحد إِلَّا يقسم الْعُيُوب يعْنى إِلَى مجزئ وَغير مجزئ قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَهَذَا دَاوُد نَشأ بعده وعندى أَنه لَو عاصره لما عده من الْعلمَاء انْتهى
وَمن مسَائِل دَاوُد الَّتِى خرجها على أصولنا
قَالَ أَبُو عَاصِم العبادى من اخْتِيَار أَبى سُلَيْمَان أَنه إِذا قَالَ رجل لامرأتين إِذا ولدتما ولدا فعبدى حر يجب أَن تَلد كل وَاحِدَة مِنْهُمَا ولدا وَهُوَ اخْتِيَار بعض أَصْحَابنَا وَاخْتِيَار المزنى أَيَّتهمَا ولدت عتق وَاخْتِيَار غَيره أَنه محَال
قلت قَول المزنى غَرِيب
قَالَ أَبُو عَاصِم وَمن اخْتِيَاره أَن الْجُمُعَة تصلى فى مَسَاجِد العشائر كَقَوْل أَبى ثَوْر
63 - سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق بن بشير بن شَدَّاد بن عَمْرو بن عمرَان الإِمَام الْجَلِيل أَبُو دَاوُد السجستانى الأزدى صَاحب السّنَن
من سجستان الإقليم الْمَعْرُوف المتاخم لبلاد الْهِنْد وَوهم ابْن خلكان فَقَالَ سجستان قَرْيَة من قرى الْبَصْرَة
ولد سنة ثِنْتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ
سمع من سَعْدَوَيْه وَعَاصِم بن على والقعنبى وَسليمَان بن حَرْب وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم وَعبد الله بن رَجَاء وأبى الْوَلِيد وأبى سَلمَة التبوذكى وَالْحسن بن الرّبيع البورانى وَأحمد بن يُونُس اليربوعى وَصَفوَان بن صَالح وَهِشَام بن عمار وقتيبة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وأبى جَعْفَر النفيلى وَأحمد بن أَبى شُعَيْب وَيزِيد بن عبد ربه وَخلق بالحجاز وَالْعراق وخراسان وَالشَّام ومصر والثغور
روى عَنهُ الترمذى والنسائى وَابْنه أَبُو بكر بن أَبى دَاوُد وَأَبُو على اللؤلؤى وَأَبُو بكر بن داسة وَأَبُو سعيد بن الأعرابى وعَلى بن الْحسن بن العَبْد وَأَبُو أُسَامَة مُحَمَّد بن عبد الْملك الرواس وَأَبُو سَالم مُحَمَّد بن سعيد الجلودى وَأَبُو عَمْرو أَحْمد بن على وَهَؤُلَاء السَّبْعَة رووا عَنهُ سنَنه وَلابْن الأعرابى فِيهِ فَوت
وَأَبُو عوَانَة الإسفراينى الْحَافِظ وَأَبُو بكر الْخلال وَأَبُو بشر الدولابى وَمُحَمّد بن مخلد وعبدان الأهوازى وزَكَرِيا الساجى وَإِسْمَاعِيل الصفار وَمُحَمّد بن يحيى الصولى وَأَبُو بكر النجاد وَخلق
وَكتب عَنهُ الإِمَام أَحْمد حَدِيث العتيرة وَأحمد شَيْخه وَيُقَال إِنَّه عرض عَلَيْهِ كتاب السّنَن فَاسْتَحْسَنَهُ
قَالَ أَبُو بكر الصغانى أَلين لأبى دَاوُد الحَدِيث كَمَا أَلين لداود عليه السلام الْحَدِيد وَكَذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيم الحربى
وَقَالَ مُوسَى بن هَارُون الْحَافِظ خلق أَبُو دَاوُد فى الدُّنْيَا للْحَدِيث وفى الْآخِرَة للجنة مَا رَأَيْت أفضل مِنْهُ
وَقَالَ أَبُو بكر بن داسة سَمِعت أَبَا دَاوُد يَقُول كتبت عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَمْسمِائَة ألف حَدِيث انتخبت مِنْهَا مَا ضمنته كتاب السّنَن جمعت فِيهِ أَرْبَعَة آلَاف وَثَمَانمِائَة حَدِيث ذكرت الصَّحِيح وَمَا يُشبههُ ويقاربه وَمَا كَانَ فِيهِ وَهن شَدِيد بَينته
قَالَ شَيخنَا الذهبى رَحمَه الله تَعَالَى وَقد وفى بذلك فَإِنَّهُ بَين الضعْف الظَّاهِر وَسكت عَن الضعْف الْمُحْتَمل فَمَا سكت عَنهُ لَا يكون حسنا عِنْده ولابد بل قد يكون مِمَّا فِيهِ ضعف انْتهى
وَقَالَ زَكَرِيَّا الساجى كتاب الله أصل الْإِسْلَام وَكتاب أَبى دَاوُد عهد الْإِسْلَام
وَقَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن ياسين الهروى فى تَارِيخ هراة أَبُو دَاوُد السجستانى كَانَ أحد حفاظ الْإِسْلَام لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَعلله وَسَنَده فى أعلا دَرَجَة النّسك والعفاف وَالصَّلَاح والورع من فرسَان الحَدِيث
وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله أَبُو دَاوُد إِمَام أهل الحَدِيث فى عصره بِلَا مدافعة
وَقَالَ أَبُو بكر الْخلال أَبُو دَاوُد الإِمَام الْمُقدم فى زَمَانه لم يسْبق إِلَى مَعْرفَته بتخريج الْعُلُوم وبصره بمواضعه رجل ورع مقدم
وَقَالَ الخطابى حَدَّثَنى عبد الله بن مُحَمَّد المسكى حَدَّثَنى أَبُو بكر بن جَابر خَادِم أَبى
دَاوُد قَالَ كنت مَعَ أَبى دَاوُد بِبَغْدَاد فَصليت الْمغرب فجَاء الْأَمِير أَبُو أَحْمد الْمُوفق فَدخل فَأقبل عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد وَقَالَ مَا جَاءَ بالأمير فى مثل هَذَا الْوَقْت فَقَالَ خلال ثَلَاث قَالَ وَمَا هى قَالَ تنْتَقل إِلَى الْبَصْرَة فتتخذها وطنا لترحل إِلَيْك طلبة الْعلم فتعمر بك فَإِنَّهَا قد خربَتْ وَانْقطع عَنْهَا النَّاس لما جرى عَلَيْهَا من محنة الزنج قَالَ هَذِه وَاحِدَة قَالَ وتروى لأولادى السّنَن فَقَالَ نعم هَات الثَّالِثَة قَالَ وَتفرد لَهُم مَجْلِسا فَإِن أَوْلَاد الْخُلَفَاء لَا يَقْعُدُونَ مَعَ الْعَامَّة قَالَ أما هَذِه فَلَا سَبِيل إِلَيْهَا لِأَن النَّاس فى الْعلم سَوَاء
قَالَ ابْن جَابر فَكَانُوا يحْضرُون ويقعدون وَبينهمْ وَبَين الْعَامَّة ستر
قَالَ شَيخنَا الذهبى رحمه الله تفقه أَبُو دَاوُد بِأَحْمَد بن حنل ولازمه مُدَّة قَالَ وَكَانَ يشبه بِهِ كَمَا كَانَ أَحْمد يشبه بشيخه وَكِيع وَكَانَ وَكِيع يشبه بشيخه سُفْيَان وَكَانَ سُفْيَان يشبه بشيخه مَنْصُور وَكَانَ مَنْصُور يشبه بشيخه إِبْرَاهِيم وَكَانَ إِبْرَاهِيم يشبه بشيخه عَلْقَمَة وَكَانَ عَلْقَمَة يشبه بشيخه عبد الله بن مَسْعُود رضى الله عَنهُ
قَالَ شَيخنَا الذهبى وروى أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة أَنه كَانَ يشبه عبد الله بن مَسْعُود بالنبى صلى الله عليه وسلم فى هَدْيه ودله
قلت أما أَنا فَمن ابْن مَسْعُود أسكت وَلَا أَسْتَطِيع أَن أشبه أحدا برَسُول الله صلى الله عليه وسلم فى شئ من الْأَشْيَاء وَلَا أستحسنه وَلَا أجوزه وَغَايَة مَا تسمح بِهِ نفسى أَن أَقُول وَكَانَ عبد الله يقْتَدى برَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِيمَا تنتهى إِلَيْهِ قدرته وموهبته من الله عز وجل لَا فى كل مَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِن ذَلِك لَيْسَ لِابْنِ مَسْعُود وَلَا للصديق وَلَا لمن اتَّخذهُ الله خَلِيلًا حشرنا الله فى زمرتهم
توفى أَبُو دَاوُد فى سادس عشر شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ