الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلان الفلاني، ويذكر نسبه، فكان أمير المؤمنين في الحديث، سمعته يقول:
كنت عند الحافظ أبي موسى المديني، فجرى بيني وبين رجل منازعة في حديث.
فقال: هو في "صحيح البخاري".
فقلت: ليس هو فيه.
قال: فكتبه في رقعة، ورفعها إلى أبي موسى يسأله؟
قال: فناولني أبو موسى الرقعة، وقال: ما تقول؟ فقلت: ما هو في البخاري.
فخجل الرجل.
وقال أبو نزار ربيعة الصنعاني: قد حضرت الحافظ أبا موسى، وهذا الحافظ عبد الغني، فرأيت عبد الغني أحفظ منه.
وقال الضياء: سمعت عبد الغني يقول: كنت عند ابن الجوزي، فقال:"وريرة بن محمد الغساني"، فقلت: إنما هو "وَزيرة"، فقال: أنتم أعرف بأهل بلدكم.
وقال رجل للحافظ عبد الغني: رجل حلف بالطلاق أنك تحفظ مئة ألف حديث.
فقال: لو قال أكثر لصدق.
ومن شمائله:
أنه نشر الحديث بالشام حتى قال أبو إسحاق؛ إبراهيم بن
محمد الحافظ: ما رأيت الحديث في الشام كله إلا ببركة الحافظ، فإنني كل من سألته يقول: أول ما سمعت على الحافظ عبد الغني.
ولقد كان يهتم بالرحلة جدًا، ويحرّض الطلاب على ذلك، ورحّل غير واحد منهم.
وكان رحمه الله لا يضيع شيئًا من وقته في غير فائدة، فإنه كان يصلي الفجر، ويلقن القرآن، وربما أقرأ شيئًا من الحديث تلقينًا، ثم يتوضأ ويصلي ما شاء الله له أن يصلي، ثم ينام نومة، ثم يقوم فيصلي الظهر، ويشتغل بعد ذلك بالتسميع أو بالنسخ إلى المغرب، فإن كان صائمًا أفطر، ثم يصلي العشاء، وينام إلى نصف الليل أو بعده، ثم قام كأن إنسانًا يوقظه، فيتوضأ ويصلي إلى قرب الفجر، وربما توضأ سبع مرات أو أكثر، وكان يقول: ما تطيب لي الصلاة إلا ما دامت أعضائي رطبة، ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر. وهذا دأبه.
وكان أخوة الشيخ العماد يقول: ما رأيت أحدًا أشد محافظة على وقته من أخي.
وكان الحافظ رحمه الله سخيّا جوادًا، لا يدخر دينارًا ولا درهمًا، وكان يخرج في الليل بقفاف الدقيق إلى بيوت الفقراء متنكرًا في الظلمة، وكان يُفتح عليه بالثياب، فيعطي الناس، وثوبه مرقع، وأخباره في ذلك كثيرة.
وقال عنه ابن قدامة: كان الحافظ عبد الغني جامعًا للعلم والعمل، وكان رفيقي في الصبا، وفي طلب العلم، وما كنا نستبق