الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القصر في "لا ريب" يجوز عليه في "المتقين" ثلاثة العارض، وهي القصر والتوسط والإشباع ثم التوسط في "لا ريب" يجوز عليه في "المتقين" التوسط والإشباع، وأما الإشباع في "لا ريب" فيتعين عليه في "المتقين" الإشباع فقط فيكون مجموع الوجوه ستة أيضًا وإلى هذه الستة أشار بعضهم بقوله:
وكل من قصر حرف اللين
…
ثلاثة تجري بنحو الدين
وإن توسطه فوسط أشبعا
…
ون تمدُّه مُشبعًا
فتلخص من ذلك أن مد اللِّين والعارض للسكون إذا اجتمعا ووُقِف على كل منهما جاز فيهما ستة أوجه سواء تقدم اللِّين أو تأخر1، وقد أشار إلى هاتين الصورتين العلامة المحقق صاحب لآلئ البيان بقوله:
عارض مد وقف لين إن تلا
…
فسوِّ أو زد في الأخير ما علا
وسوِّ حال العكس أو زد ما نزل
…
بالمحض.......................
1 من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص144، بتصرف هذا في حالة إذا كانا منصوبين، أما في غير المنصوبين فيلاحظ الرَّوم والإشمام حيث تزيد الوجوه ولم نتعرض لذكرها اختصارًا.
ألقابُ الْمُدُودِ:
لقد ذكر بعض علماء التجويد ألقابًا كثيرة لأنواع من المدود وهي جميعها لا تخرج عن الأنواع التي ذكرناها من أنواع المدين: الأصلي والفرعي، وسوف نكتفي بذكر أهم هذه الألقاب بالنسبة لرواية حفص فنقول:
أولا: مد الصِّلة
وذلك عند صلة هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد الغائب فالمضمومة توصل بواو، والمكسورة توصل بياء، وهي نوع من أنواع المد الأصلي.
وقد ذكر العلامة الضَّبَّاع في كتاب "الإضاءة" أن مد الصلة هو اللاحق لميم الجمع عند من قرأها بالصلة وصلا1.
ثانيًا: مد التمكين
وهو مَدَّة لطيفة مقدارها حركتان يؤتى بها وجوبًا للفصل
1 من كتاب "الإضاءة في أصول القراءة" ص26 بتصرف.
بين الواوين في نحو: {آمَنُوا وَعَمِلُوا} 1، أو الياءين في نحو:{فِي يَوْمَيْنِ} 2 حذرًا من الإدغام أو الإسقاط وهو يعتبر من أنواع المد الطبيعي3.
وقال بعضهم: هو كل ياءين: أولاهما مشددة مكسورة والثانية ساكنة نحو: {حُيِّيتُمْ} 4، {النَّبِيِّينَ} 5 وسمِّي مد تمكين؛ لأنه يخرج متمكنًا بسبب الشدة، وعلى القولين فهو نوع من أنواع المد الأصلي6.
ثالثًا: مد العوض
وهو يكون عند الوقف على التنوين المنصوب نحو: {أَفْوَاجًا} 7 فيقرأ ألفًا عوضًا عن التنوين8.
وقال العلامة الضبَّاع في كتاب الإضاءة: هو اللاحق لهاء الكناية المسبوقة بفعل حذف آخره للجازم نحو: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} 9، {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} 10، وحكمه المد بقدر المنفصل إذا وقع بعد الهاء همز، ويقدر الطبيعي إذا لم يأتِ بعدها همز11.
رابعًا: مد التعظيم:
وذلك في نحو: {لا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ} 12 عند من يقصر المنفصل لهذا المعنى، وهو لا يجوز لحفص إلا من طريق الطَّيِّبَة، ويقال له أيضًا مد المبالغة، فقد ذكر ابن الجزري في النَّشر قول ابن مِهْرَان في كتاب "الْمَدَّات" قال: إنما سمِّي مد المبالغة؛ لأنه طلب للمبالغة في نفي الألوهية عما سوى الله سبحانه13.
1 سورة البقرة: 25.
2 سورة فصلت: 12.
3 من كتاب "الإضاءة في أصول القراءة" ص24.
4 سورة النساء: 86.
5 سورة البقرة: 61.
6 من كتاب "حق التلاوة" لحسني شيخ عثمان، ص78.
7 سورة النصر: 2.
8 من كتاب "حق التلاوة" ص78.
9 سورة آل عمران: 75.
10 سورة النساء: 115.
11 انظر: "الإضاءة في أصول القراءة" ص26.
12 سورة الأنبياء: 87.
13 انظر: النشر "ج: 1، ص458، 459" تحقيق د/ محمد سالم محيسن بتصرف.
خامسًا: مد الفرق
وهوعبارة عن الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في: {آلذَّكَرَيْنِ} 1، {آللَّهُ} 2، {آلْآنَ} 3، حالة الإبدال بالمد الطويل، وسمِّي بذلك للفرق بين الاستفهام والخبر4، وهو من أقسام المد اللازم الكلمي المثقل أوالمخفف.
1 سورة الأنعام: 143، 144.
2 سورة يونس: 59، سورة النمل:59.
3 سورة يونس: 51، 91.
4 من كتاب "الإضاءة" ص24 بتصرف.
قال صاحب التُّحْفَة:
أَقْسَامُ الْمَدِّ:
والمد أصليٌّ وفرعيُّ لهُ
…
وسَمِّ أولا طبيعيًّا وهو
ما لاتوقفٌ له على سببْ
…
ولا بدونه الحروف تجتلبْ
بل أي حرفٍ غير همز أو سكون
…
جا بعد مد فالطبيعيَّ يكون
والآخرُ الفرعيُّ موقوف على
…
سببٍ كهمزٍ أو سكونٍ مُسْجَلا
حروفه ثلاثة فَعِيهَا
…
من لفظِ وايٍ وَهْيَ في نوحيها
والكسر قبل اليا وقبل الواو ضم
…
شرط وفتح قبل ألف يُلتزم
واللِّين منها اليا وواو سُكِّنا
…
إن انفتاحٌ قبلَ كلٍّ أُعلِنَا
أحكامُ المدِّ:
للمدِّ أحكامٌ ثلاثةٌ تدومْ
…
وهي الوجوب والجواز واللُّزومْ
فواجب إن جاء همز بعد مدْ
…
في كلمة وذا بمتصلٍ يُعَدْ
وجائز مدٌّ وقصرٌ إن فُصِلْ
…
كل بكلمة وهذا المنفصلْ
ومثل ذا إن عرض السكون
…
وقفًا كتعلمون نستعين
أو قدم الهمز على المد وذا
…
بدل كآمنوا وإيمانًا خذا
ولازم إن السكون أصلا
…
وصلا ووقفًا بعد مد طولا
أقسامُ المدِّ اللازمِ:
أقسام لازم لديهم أربعة
…
وتلك كلميٌّ وحرفيٌّ معهْ
كلاهما مخففٌ مثقلُ
…
فهذه أربعةٌ تُفَصَّلُ
فإن بكلمة سكونٌ اجتمعْ
…
مع حرف مد فهو كلميٌّ وقعْ
أو في ثلاثيّ الحروفِ وجدا
…
والمد وسْطه فحرفيٌّ بدا
كلاهما مثقل إن أُدغما
…
مخفف كلٌّ إذا لم يُدغما
واللازمُ الحرفيُّ أول السور
…
وجوده في ثمانٍ انحصرْ
يجمعها حروف كم عسلْ نقصْ
…
وعينْ ذو وجهين والطول أخص
وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف
…
فمدُّه مدًّا طبيعيًّا أُلِفْ
وذاك أيضًا في فواتحِ السُّورْ
…
في لفظِ حي طاهر قد انحصرْ
ويجمع فواتح الأربع عشرْ
…
صِلْهُ سُحَيرًا من قَطَعَك ذا اشْتَهَرْ
وقال صاحب لآلئ البيان:
أقسامُ المدِّ:
والمد الأصلي وفرعي جلا
…
وسمِّ بالمد الطبيعي الأوَّلا
وهو ما لم يكُ بعد حرف مد
…
حرف مسكن أو الهمز ورد
وذاك كلمي وحرفي جرى
…
كأتجادلونني طه ورا
أما الأخيرُ فهو موقوفٌ على
…
همزٍ أو السكونٍ مطلقًا جلا
حروفُه في لفظِ واي جمعت
…
ومع شروطِها بنوحيها أتتْ
أحكامُ المدِّ:
فواجب مع سبقه إن يتصل
…
بهمزة وجائز إن ينفصل
أو إن عليه همزة تقدمت
…
أو عارض السكون للوقف ثبت
واللِّين ملحقٌ به إذا وقف
…
ولكن الطول بقلة وصف
ولازم إن ساكن جا بعد مد
…
وقفًا ووصلا وبست يعتمد
وإن طَرَا تحريكُهُ فاشبعا
…
واقصر وعين امدد وسطه معًا
وإن بحرف جاء فالحرفي
…
وإن بكلمة فذا الكلمي
مثقلا حيث كل شددا
…
مخففان حيث لم يشددا