الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
همزتا الوصل والقطع وحكم البدء بهما
مدخل
…
همزتَا الوصلِ والقطعِ وحكمُ البدءِ بهما:
الهمزات الواردة في القرآن الكريم لا تخرج عن كونها إما همزة وصل أو همزة قطع.
فهمزة الوصل:
هي التي تثبت في الابتداء وتسقط في الدَّرج. أي تحذف في حالة الوصل لاعتماد الحرف الساكن حينئذ على ما قبله، وعدم احتياجه إلى الهمزة.
وسميت همزة الوصل؛ لأنها يتوصل بها إلى النطق بالحرف الساكن الواقع في ابتداء الكلمة؛ إذ النطق به حينئذ متعذر، والأصل في الابتداء أن يكون بالحركة.
وتكون همزة الوصل في الأفعال والأسماء والحروف، كما لا تكون إلا متحركة في أول الكلمة المبتدأ بها.
همزةُ الوصلِ في الأفعالِ:
همزة الوصل في الأفعال لا توجد إلا في الفعل الماضي وفعل الأمر.
ففي الماضي: تكون في الخماسي منه وكذا السداسي.
أمثلة الخماسي: نحو: اصطفى، من قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا} 1 بآل عمران، ونحو: ابتلى، من قوله تعالى:{هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} 2 بالأحزاب.
1 الآية: 33.
2 الآية: 11.
أمثلة السداسي: نحو: استسقى، من قوله تعالى:{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} 1 بالبقرة، ونحو:{اسْتُحْفِظُوا} من قوله تعالى: {وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} 2 المائدة.
وفي الأمر: تكون في صيغة أمر الثلاثي والخماسي والسداسي.
أمثلة الثلاثي نحو: ادع، من قوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} 3 بالنحل ونحو: اضرب، من قوله تعالى:{فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} 4 بالبقرة، ونحو: اذهب، من قوله تعالى:{اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} 5 بالنمل.
أمثلة الخماسي نحو: انتظروا، في قوله تعالى:{انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} 6 بالأنعام، نحو: انطلقوا، من قوله تعالى:{انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} 7 بالمرسلات.
أمثلة السداسي نحو: استغفروا، من قوله تعالى:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} 8 بنوح ونحو: استأجره، من قوله تعالى:{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} 9 بسورة القصص.
حكمُهَا:
حكم همزة الوصل في الابتداء بالأفعال المتقدمة قد تكون بالضم أو الكسر. فتكون بالضم إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًّا لازمًا نحو: ادع، أو أن يكون خماسيًّا أو سداسيًّا مبنيًّا للمجهول مثل: ابتلى، استحفظوا، وإلى ذلك يشير الإمام ابن الجزري بقوله:
وابدأ بهمزة الوصل من فعل بضم
…
إن كان ثالث من الفعل يضم
1 الآية: 60.
2 الآية: 44.
3 الآية: 125.
4 الآية: 60.
5 الآية: 28.
6 الآية: 158.
7 الآية: 29.
8 الآية: 10.
9 الآية: 26.
وقد خرج بالضم اللازم ما إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًّا عارضًا فيجب فيه حينئذ البدء بالكسر نظرًا لأصله نحو: اقضوا، من قوله تعالى:{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} 1 بيونس، وامضوا، من قوله تعالى:{وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} 2 بالحجر، وابنوا، من قوله تعالى:{فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} 3 بالكهف، وائتوا، من قوله تعالى:{ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} 4 بطه، وامشوا، من قوله تعالى:{أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} 5 بص فإن الأصل في ذلك كله: "اقضيوا، وامضيوا، ابنيوا، امشيوا" بكسر عين الفعل علمًا بأنه لا يجوز الابتداء في "وامضوا" بغير الواو.
والدليل على عروض الضمة أنك إذا خاطبت الواحد أو الاثنين قلت: اقض، واقضيا. وامض وامضيا، وابن وابنيا، وأتِ وائتيا، وامش وامشيا. فتجد عين الفعل مكسورة فتعلم حينئذ أن الضمة عارضة ليست أصلية كلزوم الضمة في نحو:"انظر" التي لو خاطبت بها الواحد أو الاثنين أو الجماعة قلت: "انظر، وانظرا، وانظروا" فنجد أن ضم الثالث لا يزول.
وتكون بالكسر إذا كان ثالث الفعل مفتوحًا نحو: "اذهب" أو مكسورا نحو: "اضرب" أو مضمومًا ضما عارضًا نحو: "اقضوا".
تنبيهاتٌ:
1-
إن قيل قد كسرت همزة الوصل في الفعل إذا كان ثالثة مكسورًا، وضمت إذا كان ثالثه مضمومًا، فلِمَ لَمْ تفتح إذا كان ثالثه مفتوحًا بل كسرت؟
والجواب: أنها لو فتحت لالتبس الأمر بالمضارع ومن أجل هذا كسرت6.
1 الآية: 71.
2 الآية: 65.
3 الآية: 21.
4 الآية: 64.
5 الآية: 6.
6 من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص182.