الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتماثلان والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان
مدخل
…
المتماثلان والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان:
الحرفان المتلاقيان خطًّا ولفظًا مثل: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ} 1 أو خطًّا فقط مثل: {إِنَّهُ هُوَ} 2 إما أن يكونا متماثلين أو متقاربين أو متجانسين أو متباعدين، وقد يلتقيان في كلمة مثل:{سَلَكَكُمْ} 3 أو في كلمتين كالامثلة السابقة.
وهذه الأنواع الأربعة تشتمل على ثمانية عشر قسمًا قد أشار إليها الشيخ إبراهيم شحاتة في التُّحفة السمنودية في تجويد الكلمات القرآنية بقوله:
إن يجتمع حرفان خطًّا فهما
…
"حي18" على الظاهر فيما قُسما
وذلك أن بعض الأنواع الأربعة تحته أنواع، فالمتماثلان نوع واحد، والمتقاربان ثلاثة أنواع، والمتجانسان نوع واحد، والمتباعدان نوع واحد؛ فتلك ستة أنواع وكل نوع منها ينقسم إلى ثلاثة أقسام صغير وكبير ومطلق فيكون المجموع ثمانية عشر قسمًا أشار إليها بلفظ "حي" فالحاء في الرموز الأبجدية بثمانية والياء بعشرة، وفيما يلي بيان ذلك كله بالتفصيل.
1 سورة الشعراء: 63.
2 سورة البقرة: 37.
3 سورة المدثر: 42.
المتماثلان:
المتماثلان نوع واحد:
تعريفهما: المتماثلان هما الحرفان اللذان اتفقا اسمًا ومخرجًا وصفة كالدَّالين في مثل: {وَقَدْ دَخَلُوا} 1.
1 سورة المائدة: 61.
أقسامهما: ينقسم المتماثلان إلى ثلاثة أقسام:
1-
صغير، 2- كبير، 3- مطلق.
فالمتماثلان الصغير: أن يكون الحرف الأول منهما ساكنًا والثاني متحركًا مثل: {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا} 1.
وسمِّي صغيرًا لسكون أولهما وتحرك الثاني فيسهل إدغامه لقلة العمل فيه.
وحكمُهُ: وجوب الإدغام إلا في مسألتين:
المسألة الأولى: أن يكون الحرف الأول منهما حرف مد مثل: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} 2، {آمَنُوا وَعَمِلُوا} 3 فمثل ذلك حكمه وجوب الإظهار؛ لئلا يذهب المد بالإدغام4 -أي بسببه-، والمراد الإبقاء على حرف المد الذي لو أدغم لزال، وهذا على مذهب الذين يجعلون الياء المدِّية تخرج من وسط اللسان، والواو المدية تخرج من الشَّفتين كالمتحركتين، وأما على مذهب الجمهور الذي يعتبر مخرجهما الجوف فلا تماثل بينهما إطلاقًا لاختلاف مخرجيهما5.
فإن انفتح ما قبل الواو نحو: {عَصَوْا وَكَانُوا} 6، أو الياء نحو:{لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} 7 وجب إدغامها عند جميع القراء8، لأن الواو والياء اللَّيِّنتين يخرجان من مخرج المتحركتين.
المسألة الثانية: أن يكون الحرف الأول منهما هاء سكت وذلك في: {مَالِيَهْ، هَلَكَ} 9 فيجوز فيها لحفص وجهان: الإظهار والإدغام، والإظهار لا يتأتى إلا مع السكت وهو الأرجح.
1 سورة النمل: 28.
2 سورة يس: 26.
3 سورة البقرة: 25.
4 من "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص111.
5 من كتاب "العميد في علم التجويد" ص91.
6 سورة البقرة: 61.
7 سورة ق: 28.
8 انظر: "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص172.
9 سورة الحاقة: 28، 29.
وأما المتماثلان الكبير: فهو أن يكون الحرفان متحركين سواء في كلمة مثل: {مَنَاسِكَكُمْ} 1 أو في كلمتين مثل: {الرَّحِيمِ، مَالِكِ} 2.
وسمي كبيرًا؛ لأن الحرفين فيه متحركان، وعند من يدغمه يكون العمل فيه أكثر حيث يحتاج إلى تسكين الحرف الأول قبل إدغامه، وقيل سمي كبيرًا؛ لكثرة وقوعه وأن الحركة أكثر من السكون3.
وحكمُهُ: وجوب الإظهار عند حفص إلا في كلمتين:
الكلمة الأولى: {تَأْمَنَّا} 4 بيوسف ففيها وجهان:
الأول: الإدغام مع الإشمام وذلك بضم الشَّفتين مقارنًا للنطق بالنون الأولى الساكنة حالة إدغامها، وذلك إشارة إلى أن الأصل في النون الضم؛ لأن "تأمنا" أصلها تأمنُنَا فإدغمت النون في النون فصارت تأمنَّا.
الثاني: الرَّوْم في النون الأولى وذلك بتبعيض الحركة بصوت خفي ويعبر عنه بعضهم بالإخفاء، ولا بد معه من الإظهار، وهذا كله لا يتحقق إلا بالمشافهة.
الكلمة الثانية: "مَكَّنِّى" من قوله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي} 5 بالكهف، فإن أصلها "مكنني" بنونين وقد قرأ حفص بإدغام النون الأولى في الثانية فصارت مكنِّى بنون واحدة مشددة.
وأما المتماثلان المطلق: فهو أن يكون الحرف الأول منهما متحركًا والثاني ساكنًا مثل: {مَا نَنْسَخْ} 6.
وسمِّي مطلقًا؛ لعدم تقييده بصغير ولا كبير.
وحكمُهُ: وجوب الإظهار عند جميع القراء.
1 سورة البقرة: 200.
2 سورة الفاتحة: 3، 4.
3 من "نهاية القول المفيد" ص105.
4 سورة يوسف: 11.
5 سورة الكهف: 95.
6 سورة البقرة: 106.