الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا والمراد مما سنذكره من قولنا: هذا مقطوع وهذا موصول، أن المقطوع لا بد فيه من ثبوت الحرف الأخير رسمًا في الكلمة المقطوعة إن كان مدغمًا فيما بعده مثل:"أَنْ" مفتوحة الهمزة مخففة النون مع "لا" في قوله تعالى: {أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} 1 فهي وإن كانت النون مدغمة في اللام لفظًا فهي مفصولة خطًّا.
والمراد بالموصول: هو حذف الحرف الأخير من الكلمة الموصولة رسمًا إن كان مدغمًا فيما بعده مثل: "إِنْ" مكسورة الهمزة مخففة النون مع "لا" في مثل قوله تعالى: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} 2 فقد رسمت من غير نون، وهكذا الشأن في كل ما شابه ذلك، فليعلم حتى لا نضطر إلى التنبيه عليه في كل موضع.
والكلام على المقطوع والموصول يشتمل على أنواع ثلاثة:
الأول: الكلمات التي اتفقت المصاحف العثمانية على قطعها في كل موضع.
الثاني: الكلمات التي اتفقت المصاحف على وصلها أيضًا في كل موضع.
الثالث: الكلمات التي وقع فيها اختلاف فبعضها مقطوع باتفاق، وبعضها موصول باتفاق، وبعضها مختلف فيه بين المصاحف فَرُسم في بعضها مقطوعًا، ورسم في بعضها موصولا.
وفيما يلي الكلام بالتفصيل عن كل نوع من الأنواع الثلاثة:
1 سورة الحج: 26.
2 سورة التوبة: 40.
النوع الأول: الكلمات التي اتفقت المصاحف على قطعها في كل موضع
وهي تنحصر في ست كلمات بيانها كالآتي:
الكلمة الأولى: "أَنْ" مفتوحة الهمزة مخففة النون مع "لم" فهي مقطوعة باتفاق المصاحف، حيث وقعت في القرآن نحو:{ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ} 1 بالأنعام، {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْس} 2 بيونس،
1 الآية: 131.
2 الآية: 24.
{أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} 1 بالبلد وغير ذلك من المواضع.
الكلمة الثانية: "عن" مع "من" الموصولة فهي مقطوعة باتفاق المصاحف وذلك في موضعين:
1-
قول تعالى: {فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} 2 بالنور.
2-
قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا} 3 بالنجم، وليس في القرآن غيرهما.
الكلمة الثالثة: "حيث" مع "ما" فهي مقطوعة باتفاق المصاحف وذلك في موضعين:
1-
قوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} 4 الموضع الأول بسورة البقرة.
2-
قوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَاّ} 5 الموضع الثاني بها أيضًا، وليس في القرآن غيرهما.
الكلمة الرابعة: "أَيًّا" مع "ما" فهي مقطوعة باتفاق المصاحف، ولا توجد إلا في موضع واحد هو قوله تعالى:{أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 6 بالإسراء، وفيها خلاف: هل الوقف على "أيَّا" أم على "ما" والمشهور أنه يجوز الوقف على "أيًّا" أو على "ما" في حالة الاضطرار أو الاختبار كما اختاره الإمام ابن الجزري في النَّشْر7، ولكن يتعين البدء بأَيَّا، وإلى ذلك يشير صاحب لآلئ البيان بقوله:
..................................
…
كوقف أَيًّا مَا بأيا أو بما
الكلمة الخامسة: "ابن" مع "أم" فقد أجمعت المصاحف على قطع كلمة: "ابن" عن "أم" من قوله تعالى: {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي} 8
1 الآية: 7.
2 الآية: 43.
3 الآية: 29.
4 الآية: 144.
5 الآية: 150.
6 الآية: 110.
7 انظر: "النشر""ج: 2، ص312 " تحقيق د. محمد سالم محيسن.
8 الآية: 150.