الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هاء الكناية
مدخل
…
هاءُ الكنايةِ:
تعريفُهَا: هي هاء الضمير الزائدة عن بِنْيَةِ الكلمة والتي يكنَّى بها عن الواحد المذكر الغائب، وقولنا:"الزائدة عن بنية الكلمة" خرج به الهاء الأصلية مثل: {نَفْقَهُ} 1، {وَجْهُ} 2، {يَنْتَهِ} 3 فالهاء في مثل ذلك كله أصلية؛ لأنها من نفس الكلمة وليست بهاء ضمير.
وقولنا: "التي يكنَّى بها عن الواحد المذكر الغائب" خرج به الهاء الدالة على الواحدة المؤنثة في {عَلَيْهَا} 4 والمثنى بنوعيه في: {عَلَيْهِمَا} 5، وجمع الذكور في {عَلَيْهِمْ} 6، وجمع الإناث في:{عَلَيْهِنَّ} 7، فكل هذه وإن كانت هاءات ضمير إلا أنها لا تسمَّى هاءات كناية اصطلاحًا8.
فائدتُهَا: الإيجاز والاختصار.
والأصل فيها البناء على الضم مثل: {لَهُ} 9، {مِنْهُ} 10 إلا أن يقع قبلها كسر مثل:{بِه} 11 أو ياء ساكنة مثل: {عَلَيْهِ} 12 فحينئذٍ تكسر13، وذلك لمجاورتها الكسر أو الياء الساكنة.
وقد قرأها حفص بالضم مراعاة للأصل وذلك تبعًا للرواية في: {وَمَا
1 سورة هود: 91.
2 سورة يوسف: 9.
3 سورة العلق: 15.
4 سورة النور: 9.
5 سورة النساء: 128.
6 سورة النساء: 6.
7 سورة النساء: 15.
8 من كتاب "الوافي على شرح الشاطبية" للشيخ عبد الفتاح القاضي، ص68، بتصرف.
9 سورة البقرة: 102.
10 سورة البقرة: 60.
11 سورة البقرة: 26.
12 سورة المطففين: 13.
13 من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص148، بتصرف.
أَنْسَانِيهُ} 1 بالكهف، {عَلَيْهُ اللَّهَ} 2 بالفتح.
وتتصل هاء الكناية بالأسماء والأفعال والحروف، ويجمعها قوله تعالى:{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} 3.
أحوالُهَا:
هاء الكناية لها أربع حالات:
الحالة الأولى: أن تقع بين حرفين متحرِّكين مثل: {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} 4، {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} 5، {وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} 6.
وحكمُهَا: أن توصل بواو ممدودة مقدار حركتين إن كانت مضمومة، وبياء ممدودة مقدار حركتين إن كانت مكسورة. هذا إذا لم يقع بعدها همز، فإذا وقع بعدها همز كما في الآيتين السابقتين فيكون المد حينئذٍ من باب المد المنفصل.
ويستثنى من هذه القاعدة ثلاث كلمات:
الأولى: "أرجه" في قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ} 7 بالأعراف، وقوله تعالى:{قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ} 8 بالشعراء فتقرأ في كلا الموضعين بسكون الهاء.
الثانية: "ألقه" في قوله تعالى: {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} 9 فتقرأ أيضًا بسكون الهاء.
الثالثة: "يرضه" في قوله تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} 10 فتقرأ
1 سورة الكهف: 63.
2 سورة الفتح: 10.
3 سورة الكهف: 37.
4 سورة النصر: 3.
5 سورة البقرة: 26.
6 سورة التغابن: 15.
7 سورة الأعراف: 111.
8 سورة الشعراء: 36.
9 سورة النمل: 28.
10 سورة الزمر: 7.
بضم الهاء من غير صلة.
والمراد بالصِّلَة: إشباع الضمة حتى تتولد منها واو ساكنة مدِّيَّة، وإشباع الكسرة حتى تتولد منها ياء ساكنة مدية، وهذه الصلة تثبت في حالة الوصل، وتحذف في حالة الوقف.
الحالة الثانية:
أن تقع بين ساكنين مثل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} 1، وكذا قوله تعالى:{وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} 2.
وحكمُهَا: أن لا صلة فيها مطلقًا لجميع القراء.
الحالة الثالثة:
أن يكون قبلها متحرك وبعدها ساكن مثل: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} 3.
وحكمُهَا: عدم الصلة كالحالة التي قبلها؛ لئلا يجتمع ساكنان على غير حدهما4 حيث لا يجتمعان إلا في حالة الوقف.
الحالة الرابعة:
أن يكون قبلها وبعدها متحرك مثل: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} 5، وكذا قوله تعالى:{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} 6.
وحكمُهَا: عدم الصلة لحفص إلا في موضع واحد في سورة الفرقان، وهو قوله تعالى:{يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} 7 فتقرأ
1 سورة البقرة: 185.
2 سورة الفتح: 10.
3 سورة الملك: 1.
4 انظر: "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر" للشيخ البنا، ص34.
5 سورة البقرة: 2.
6 سورة الحاقة: 30.
7 سورة الفرقان: 69.