الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني: التجويد العِلْمي "النظري
"
والمقصود به: معرفة قواعده وأحكامه العلمية التي نحن بصدد الكلام عليها في الأبواب التالية، وهذه القواعد وتلك الأصول والأحكام هي على قراءة الإمام حفص عن عاصم.
حُكْمُهُ:
أما حكم تعلم التجويد العلمي فالناس أمامه فريقان:
الفريق الأول:
عامة الناس، وتعلمه بالنسبة لهم مندوب وليس بواجب.
الفريق الثاني:
خاصة الناس، وهم الذين يتصدون للقراءة أو الإقراء، وتعلُّمه بالنسبة لهم واجب وجوبًا عينيًّا حتى يكونوا قدوة لغيرهم من العامة في تلاوة كتاب الله حق التلاوة.
ولا بد أن يكون في كل مصر جماعة يتعلمون التجويد ويعلمونه الناس، فإن لم يكن هناك جماعة منهم يقومون بهذا الواجب أثموا جميعًا.
دَلِيلُهُ:
والدليل على ذلك عموم قوله تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} 1، ودراسة علم التجويد من التفقه في الدين، فإذا قام بتعلمه وتعليمه جماعة من خاصة الناس سقط عن عامتهم.
1 سورة التوبة: 122.
معنى التجويد وغايته:
معنى التجويدِ في اللُّغَةِ:
التجويد في اللغة العربية معناه: التحسين والإتقان، يقال: جوَّدت الشيء تجويدًا أي حسنته تحسينًا، وأتقنته إتقانًا.
معنى التَّجويدِ في الاصطلاحِ:
ومعناه في اصطلاح علماء التجويد: علم يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقَّها من الصفات اللازمة التي لا تفارقها كالاستعلاء والاسْتِفَال، أو مُسْتَحَقها من الأحكام الناشئة عن تلك الصفات: كالتفخيم والترقيق، والإدغام والإظهار وغير ذلك.
وإلى هذا يشير الإمام ابن الجزري بقوله في باب التجويد:
وهو إعطاءُ الحروفِ حقَّها
…
من صفةٍ لها ومستحقَّها
غَايَتُهُ:
الغاية من التجويد هي تمكين القارئ من جودة القراءة، وحسن الأداء، وعصمة لسانه من اللحن عند تلاوة القرآن الكريم لكي ينال رضا ربه وتتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة.
مَوضُوعُهُ:
الكلمات القرآنية على المشهور من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها وأن لا تخرج عما قُرِّر من أحكامه بإجماع الأمة.
فضلُهُ وأهميتُهُ:
هو من أجلِّ العلوم وأشرفها؛ لتعلقه بكلام الله سبحانه وتعالى كما أن تعلمه له أهمية كبرى حيث يعين المسلم على تلاوة القرآن الكريم حق التلاوة.
استمدادُهُ:
هو مستمد ومأخوذ من كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقراءة أصحابه رضي الله عنهم وقراءة التابعين وتابعيهم من أئمة القراءة حتى وصل إلينا بطريق التَّواتر.