الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم الواو:
الحرف الثالث: الواو.
والواو إما أن تكون دالة على المفرد فتكون من بِنْيَة الكلمة مثل: {يَمْحُو} 1، أو دالة على الجمع مثل:{كَاشِفُوا} 2 ولها حالتان: حالة تثبت فيها رسْمًا، وحالة تحذف فيها رسْمًا.
الحالة الأولى:
وتشتمل على قسمين:
القسم الأول: الواو الثابتة في الرسم والوقف والوصل، وهذا القسم خاص بكل واو ثَبَتَتْ في الرسم ولم يقع بعدها ساكن.
حكمها: أنها تثبت قراءة في حالتي الوقف والوصل؛ وذلك لثبوتها في الرسم نحو: "ندعو" من قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} 3 بالإسراء. ونحو: "ملاقوا" من قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} 4 بالبقرة.
القسم الثاني: الواو الثابتة في الرسم والوقف والمحذوفة في الوصل، وهذا القسم خاص بكل واو ثبتت في الرسم ووقع بعدها ساكن.
وحكمها: أنها تثبت قراءة في حالة الوقف فقط؛ وذلك لثبوتها في الرسم، أما في الوصل فتحذف؛ للتخلص من التقاء الساكنين نحو:"تتلوا" من قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} 5 بالبقرة، ونحو:"جابو" من قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} 6 بالفجر.
1 سورة الرعد: 39.
2 سورة الدُّخَان: 15.
3 الآية: 71.
4 الآية: 46.
5 الآية: 102.
6 الآية: 9.
الحالة الثانية:
وتشتمل على قسمين أيضًا:
القسم الأول: الواو المحذوفة في الرسم والوقف والوصل، وهذا القسم خاص بكل واو حذفت في الرسم سواء لعلة جزم أو بناء أو لغيرهما.
فالمحذوفة للجزم نحو: "تَقْفُ" من قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} 1 بالإسراء.
والمحذوفة للبناء نحو: "ادْعُ" من قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} 2 بالنحل.
وأما المحذوفة لغيرهما فهي توجد في أربع كلمات بخمسة مواضع ثلاثة منها أفعال وهي: "يَدْعُ، ويَمْحُ، وسنَدْعُ" واسم واحد وهو: "صالح".
الكلمة الأولى: "يدع" وتقع في موضعين:
1-
في قوله تعالى: {وَيَدْعُ الْإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} 3 بالإسراء.
2-
في قوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} 4 بالقمر.
الكلمة الثانية: "يمح" من قوله تعالى: {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} 5 بالشورى.
الكلمة الثالثة: "سندع" من قوله تعالى: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} 6 بالعلق.
الكلمة الرابعة: "صالح" من قوله تعالى: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} 7 بالتحريم على القول بأنه جمع مذكر سالم.
وحكمها: أنها تحذف قراءة في كل ذلك سواء في حالة الوقف أو الوصل وذلك تبعًا لحذفها في الرسم.
القسم الثاني: الواو المحذوفة في الرسم والوقف والثابتة في الوصل، وهذا القسم
1 الآية: 36.
2 الآية: 125.
3 الآية: 11.
4 الآية: 6.
5 الآية: 24.
6 الآية: 18.
7 الآية: 4.
خاص بالواو التي تقع صلة لهاء الضمير التي يكنَّى بها عن المفرد المذكر الغائب المضمومة وصلا نحو: "تأخذه" من قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} 1 بالبقرة، ونحو:"له" من قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} 2 الشورى.
وحكمها: أنها تثبت عند صلة الهاء في الوصل، وأما في الوقف فتحذف لسكون الهاء من غير صلة.
وإلى بعض أحكام الحذف والإثبات يشير صاحب "لآلئ البيان" بقوله:
ووارد إثبات يا في الأيدي
…
بعد أولي والحذف في ذا الأيد
ووقف معجزي محلي حاضري
…
آتي المقيمي مهلكي باليا دُري
والحذف قبل ساكن في اليا رسا
…
وقفًا كوصل عند ننج يونُسا
واخشون مع يؤت النسا والواد
…
وواد والجوار مع لهاد
وهاد روم صال تغن بالقمر
…
يردن مع عباد أوَّلي زُمر
والواو في ويمح ثم يدع
…
لإنسانُ والداع كذا سندعُ
وصالح التحريم ثم الألفِ
…
في أية الرحمن نور الزخرف
وفي سلاسلا وما آتان قف
…
بالحذف والإثبات في اليا والألف
وقف بها في لَيكونا نسفعا
…
إذاً ولكنا ونحو رُكَّعا
أنا مع الظنونا والرسولا
…
كانت قواريرا مع السبيلا
وحذفها وصلا ومطلقًا لدى
…
ثمود مع أخرى قوارير بدا
1 البقرة: 255.
2 الشورى: 4.