الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدُّ العارضِ للسُّكونِ:
تعريفُهُ: هو أن يقع بعد حرف المد أو حرف اللِّين ساكن عارض لأجل الوقف.
أمثلتُهُ: {الرَّحْمَنُ} 1، {الْعَالَمِينَ} 2، {الْمُفْلِحُونَ} 3، {الْبَيْتِ} 4، {خَوفٍ} 5
حُكْمُهُ: جواز قصره ومدِّه.
مقدارُ مدِّهِ:
يجوز فيه ثلاثة أوجه: القصر حركتان، والتوسط أربع حركات والإشباع ست. وبيان ذلك أن القصر حركتان نظرًا لعروض السكون فلا يعتد به لأن الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقًا، ونظرًا لحالة الوصل إذ يصير مدًّا طبيعيًّا، وهذا الوجه يستحب في القراءة مع مرتبة الْحَدْرِ.
ووجه التوسط لمراعاة اجتماع الساكنين مع ملاحظة كونه عارضًا فحطَّ عن الأصل وأصبح لا هو معدوم مطلقًا حتى يكون كالمد الطبيعي، ولا هو موجود دائمًا حتى يكون أصليًّا فيمد ست حركات كاللازم، وملاحظة عروضه جعلته في مرتبة متوسطة، وهذا الوجه يستحب في القراءة مع مرتبة التدوير.
ووجه الإشباع فلشبهه حينئذ بالمد اللازم حيث يلتقي فيه ساكنان فيلزم المد الطويل للتخلص من التقاء الساكنين، وهذا الوجه في القراءة يستحب مع مرتبة
1 الفاتحة: 1.
2 الفاتحة: 2.
3 البقرة: 5.
4 قريش: 3.
5 قريش: 4.
الترتيل1 علمًا بأن أي وجه من الثلاثة جائز على أي مرتبة من مراتب القراءة.
وجهُ تسميتِهِ عارضًا: سمي عارضًا لعروض السكون لأجل الوقف؛ لأنه لو وصل لصار مدًّا طبيعيًّا.
والمد العارض للسكون ثلاثة أنواع: المنصوب والمجرور والمرفوع.
النوع الأول: المنصوب ونعني به الذي آخره فتحه سواء كانت فتحة إعراب نحو: {الْمُسْتَقِيمَ} 2 أو فتحة بناء نحو: {الْعَالَمِينَ} ففيه ثلاثة أوجه: القصر حركتان، والتوسط أربع حركات، والإشباع ست. كلها مع السكون المحض أي الخالص من الرَّوم والإشْمَام.
النوع الثاني: المجرور ونعني به الذي آخره كسرة سواء كانت كسرة إعراب نحو: {الرَّحِيمِ} 3، أو كسرة بناء نحو:{هَذَانِ خَصْمَانِ} 4 ففيه أربعة أوجه، الثلاثة المتقدمة في المنصوب أعني: القصر والتوسط والإشباع مع السكون المحض، ثم الرَّوم مع القصر؛ لأن الرَّوم كالوصل فلا يكون إلا مع القصر.
النوع الثالث: المرفوع ونعني به الذي آخره ضمة سواء كانت ضمة إعراب نحو: {نَسْتَعِينُ} 5 أو ضمة بناء نحو: {يَا إِبْرَاهِيمُ} 6 ففيه سبعة أوجه وهي: الثلاثة المتقدمة مع السكون المحض، ومثلها مع الإشمام، والوجه السابع الرَّوم مع القصر.
فتلخص من ذلك أن الإشمام خاص بما آخره ضمة والغرض منه الإشارة إلى حركة الحرف الموقوف عليه بأنها ضمة، وأن الروم خاص بما آخره كسرة أو ضمة والغرض منه الإشارة إلى حركة الحرف الموقوف عليه كذلك.
1 من كتاب "القول المفيد في علم التجويد" ص141، بتصرف
2 الفاتحة: 6.
3 الفاتحة: 1.
4 الحج: 19.
5 الفاتحة: 5.
6 مريم: 46.
وإن كان السكون العارض قبله حرف لِين مثل: {خَوْفٍ} 1، {بيْت} 2، {شَيء} 3، {سُوْء} 4، فإنه يأخذ الأوجه السابقة حيثما أتى إلا أنهم اختلفوا في وجه القَصْرِ فبعض العلماء يقول بأن المراد بالقصر المد حركتين إجراء له مجرى المد العارض للسكون واعتبار حرف اللِّين كحرف المد عند الوقف على ما بعده تسهيلا للنطق، وهكذا قال صاحب العميد5، وأكثر شرَّاح الشاطبية يقولون في معنى قول الإمام الشاطبي "وعنهم سقوط المد فيه" أن المراد به القصر حركتين كالمد العارض للسكون.
والبعض الآخر من العلماء يقول بأن المراد بالقصر حذف المد مطلقًا بحيث يكون النطق بحرفي اللِّين عند الوقف كالنطق بهما حالة الوصل إجراء لهما مجرى الحروف الصحيحة6.
كما اختلفوا في وجه الرَّوم فأكثرهم يقول: بأن الروم يأتي مع القَصْر الذي هو عدم المد أصالة لأن حرف اللِّين في حالة الوصل لم يكن فيه مدٌّ مطلقًا عكس المد العارض للسكون الذي يكون في الوصل مدًّا طبيعيًّا كما سبق بيانه.
وبعضهم يقول: بأن الروم يأتي مع القصر الذي هو بمعنى مد ما، وقدَّروه بأنه دون المد الطبيعي وقد أورد ذلك العلامة الضبَّاع في كتابه "الإضاءة في أصول القراءة"، وذكر بأن ممن قال بهذا الرأي الدَّاني ومكي إذ قالا:"في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد"، وكذلك الجعبري قال:"واللِّين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع"7 وعلى هذا فالرَّوم فيه يكون على مثل ذلك ولا يضبط هذا إلا بالمشافهة.
1 قريش: 4.
2 آل عمران: 96.
3 البقرة: 178.
4 مريم: 28.
5 انظر: كتاب "العميد في علم التجويد" ص122، 123.
6 انظر: كتاب "أحكام القرآن الكريم" للحصري، ص175.
7 انظر: "الإضاءة في أصول القراءة" للعلامة الضَّبَّاع، ص19، 20، 21.