المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عرفوهم بالإسلام يصيروا مسلمين - فصول في الدعوة والإصلاح

[علي الطنطاوي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة

- ‌التقدمية والرجعية

- ‌الإسلام والحياة

- ‌أساس الدعوة إلى الإسلام

- ‌أين الخلل

- ‌حقائق مؤلمة

- ‌بلا عنوان

- ‌دعوهم وما يقولون

- ‌تعليق مختصر على خبر

- ‌اتفاق الدعاة

- ‌الدِّين ثقيل والجزاء عظيم

- ‌وصية وإنذار

- ‌مشكلة

- ‌عرّفوهم بالإسلام يصيروا مسلمين

- ‌الأحاديث الدينية في الإذاعة

- ‌منهج الدعوة وواجب الدعاة

- ‌ماذا يصنع الصالحون

- ‌بيان وإنذار

- ‌الدعوة إلى الأصول قبل الفروع

- ‌رسالة بلا عنوان

- ‌خدمة الإسلام

- ‌الطريقة الصحيحة للإصلاح

- ‌حصاد ربع قرنفي حقل الدعوة الإسلامية في الشام

- ‌المدرسة الدينية

- ‌في نقد المناهج الدينية

- ‌كلمة تُرضي اللهوتُغضب بعض البشر

- ‌الاختلاط في الجامعات

- ‌كلمة في الأدب

- ‌حركة طيبة في لبنان

- ‌عدوان فظيع، ودعوة صالحة

- ‌عدوان أفظع

- ‌جاء الحق وزهق الباطل

- ‌الحكم بالقوانين الشرعية

- ‌إلى علماء الشيعة

- ‌إلى أين تمشي مصر

- ‌مات شيخ الأزهر

- ‌نحن وهذه الحضارة

- ‌موقفنا من الحضارة الغربية

- ‌ردّ على أدعياء البعثية

- ‌كلمة في الاشتراكية

- ‌الدعوة إلى الوحدة

- ‌الدعوة القومية والإسلام

- ‌كلمة صغيرة

- ‌موقف الإسلام من العربية

- ‌فضل الإسلام على العربية

- ‌القومية والإسلام

الفصل: ‌عرفوهم بالإسلام يصيروا مسلمين

‌عرّفوهم بالإسلام يصيروا مسلمين

نشرت سنة 1988

من نحو عشرين سنة ذهبت في رحلة إلى ألمانيا وبلجيكا وتلك الديار، ورأيت في المركز الإسلامي في آخن وفي بروكسل (وفي غيرهما من المراكز) طائفة من الشبان المسلمين، لو قلت بأنهم من بقايا شباب الصحابة، صلاحاً وتقى وتمسكاً بالإسلام واستعداداً لبذل الروح في سبيله، لما كنت مبالغاً. ومضت على ذلك سنوات، فجاءني بعضهم في مكة المكرمة أيام الحج، ومعهم شاب ألماني قال إنه دخل في الإسلام وأقام عليه سنين، ثم أزمع العودة إلى ما كان عليه من دين. وهم يريدون أن يستعينوا بي على تثبيته على الإسلام.

فسألته، فأكد لي -على لسان الترجمان- بأن هذا صحيح، فقلت له: وما الذي رغبك في الإسلام أولاً ثم رغبك عنه ثانياً؟

فتكلم كلاماً طويلاً خلاصته: أنه عرف في ألمانيا جماعة من الطلبة المسلمين وخالطهم، فوجدهم في صدق لهجتهم واستقامة سيرتهم، وتعففهم عن الفحشاء، وحفظ لسانهم من الكذب والغيبة والنميمة، وأيديهم من البطش بالباطل والعدوان على

ص: 87

أحد، وأجوافهم من شرب الخمر وأكل ما لا يحل

وجدهم في هذا كله عجباً. فسأل: ما دينهم؟ فخبّروه بأنهم مسلمون، ولخصوا له الإسلام، وقرؤوا عليه آيات من القرآن الكريم، وأسمعوه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ورووا له سيرته وسير أصحابه. وكان مما نقلوه إليه شيئاً من كلامي، وأخرج صحيفة فيها بلسانهم ترجمة لما كنت قلته في مقدمة كتابي «أبو بكر الصديق» .

ومما جاء في تلك المقدمة: إن سر الإسلام بدأ في هذه الأمة البادية الجاهلة المتفرقة، فجعل منها أمة لم يكن ولن يكون لها نظير. امتزجت روح الإسلام بأرواح المسلمين وغلبت عليها، ثم استأصلت منها حب الدنيا، وانتزعت منها الطمع والحسد والغش والكذب، وأنشأت من أصحابها قوماً هم خلاصة البشر وغاية ما يبلغه السمو الإنساني. أنشأت من أصحابها قوماً يغضبون لله، ويرضون لله، ويصمتون لله، وينطقون لله، قد ماتت في نفوسهم الأهواء ومُحيت منها الشهوات، ولم يبقَ إلا دين يهدي وعقل يستهدي.

قوم كان دليلهم الدين، وقانونهم هدي سيد المرسلين، وشعارهم شعار المساكين، وعيشهم عيش الزاهدين، ثم كانت فتوحهم فتوح الملوك الجبارين، وكانوا بذلك سادة العالمين. لم يمنعهم زهدهم من أن يكونوا أبطال الحروب وسادة الدنيا، ولم يفتنهم ما نالوا من مجد وما بلغوا من جاه عن دينهم وتقواهم. قوم ينصب لهم أميرهم قاضياً فيلبث سنة لا يختصم إليه اثنان؛ لم يكونوا ليختصموا وبين أيديهم القرآن الكريم، وكل واحد منهم يعرف ما يحق له فلا يطلب أكثر منه، ويعرف ما يجب عليه فلا

ص: 88

يقصر في القيام به، ويحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويسعى ليَسلم الناس من لسانه ويده. إذا مرض المسلم عاده المسلمون، وإذا افتقر أعانوه، وإذا أحسن شكروه، وإذا ظُلِم نصروه، وإذا ظَلَم ردعوه، دينهم نصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟

والمقالة طويلة، وهي موجودة في أول كتابي «أبو بكر الصديق» الذي طُبع سنة 1352هـ.

* * *

فقلت له: وما الذي أنكرت من هذا الكلام وما كذّبتَ فيه، وما قلتُ إلا ما هو حق وصدق؟ إن مجتمع الصحابة كان المجتمع المثالي حقاً، تحقق فيه ما تخيله أفلاطون والفارابي، والاشتراكيون الخياليون من قبل أن ينشأ الدجال الأكبر، كارل ماركس! ولكنهم ما جاوزوا حدود البشرية ولا صاروا مجتمعاً ملائكياً؛ إنهم كانوا يحيون على هذه الأرض، هذه الحياة الدنيا. وما الحياة الدنيا دار قرار، إنما هي دار امتحان واختبار، وأهلها -مهما سَمَوا- بشر خطّاؤون، ولقد وُجد فيهم -على هذه الصفات كلها- ما لا بد من وجود مثله في الدنيا، فكانت حوادث سرقة وزنا، ولكنها حوادث فردية نادرة أحسبها وقعت مرة واحدة ولم تتكرر.

وعاد يقول إنه لما رأى أولئك الشباب وقرأ هذه الصحف دخل في الإسلام قلباً ولساناً، ونفذ أحكامه ظاهراً وباطناً، وعاش مع هؤلاء الشباب سنين في جو من السموّ والطهر لم يكن يظن أن

ص: 89

مثله يكون على الأرض.

ووصفوا له الحج، وشوّقوه إلى هذه البقاع التي نزل فيها الوحي وخرج منها النور، وعاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكوّن فيها هذا المجتمع المثالي الذي لم تره عين الدنيا ولم يوصف مثله في التاريخ إلا مرة واحدة، هي هذه المرة. وقالوا له بأن الحج يجمع المسلمين من آفاق الأرض فيعرف إخوانه في الدنيا، فأقبل على الحج تحدوه الأشواق ويدفعه الإيمان، يستبطئ أسرع وسائل السفر، من شوقه إلى بلوغ هذه الغاية، ليرى بعينه على الأرض ما قرأه في الكتب وما سمعه بإذنه من الرفاق.

فلما وصل وخالط المسلمين، على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وتعدد بلدانهم وتباين عاداتهم، وجد

وجعل يعدد ما وجد من البعد بين حال المسلمين اليوم وما هم فيه من انحراف عن طريق الإسلام وبين ما كان قد قرأه وسمعه، فعلم أن هؤلاء الشبان كذبوا عليه وخدعوه، لذلك عزم على الرجوع إلى دين آبائه وأجداده.

فقلت له: ما كذب أولئك الإخوان عليك حين وصفوا لك الإسلام ورووا لك ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام والمجتمع الإسلامي الأول، وما كذبت أنت حين ذكرت عيوب المسلمين اليوم ومجتمعهم المريض.

إن مجتمعاتنا التي نسميها «إسلامية» فيها كما ترى الكثير الكثير مما يخالف الإسلام، فلا الأسر تقوم على أساس الإسلام، وكثير من الحكومات التي تنتسب إلى الإسلام لا تحكم بما يوجبه

ص: 90

الإسلام، ولكن لا أسميها مجتمعات «جاهلية» ، فالجاهلية عهد تاريخي مضى لا صفة باقية. وأنا لا أذهب إلى ما ذهب إليه الأخَوان الحبيبان، الشهيد السعيد سيد قطب رحمه الله، والداعية العامل محمد قطب حفظه الله، بل إنني لأقول إنهما مخطئان؛ فلو كانت دار المسلمين اليوم دار كفر (كما فهم منهما بعض الشباب، وإن لم يقولاه صراحة ولا كتباه واضحاً) لو كانت مجتمعاتنا دار كفر لطُبِّقت عليها أحكامها المدوَّنة في كتب الفقه.

وكيف؟ ولا يزال يُصدَح فيها بالأذان، ويُتلى فيها القرآن، وتقام فيها الصلاة؟ إنها ليست كاملة الإسلام، هذا حق، ولكنها ليست كافرة، وهذا حق أيضاً، وإن كان فيها شيء من بعض صفات الكافرين.

والرأي فيها أنها «مجتمعات إسلامية عاصية» ، فيها المؤمن الصادق الإيمان، وفيها المسلم المقيم على الإسلام، وفيها دون ذلك، كأن أهلها صاروا -كما ورد عن الجن- طرائق قِدَداً! وما دامت جذوة الإيمان لم تنطفئ في القلوب، فعلينا أن نستعين بالله وأن نبذل الجهد لنعيد أصحابها إلى الدين.

وأنا حاضرت الشبان والشابات في مصر وفي لبنان وفي العراق وفي الشام (وهي بلدي وأصلي)، وفي الهند وباكستان وأندونيسيا، وفي كثير من بلاد أوربا الغربية، وحضرت اثنين من المؤتمرات التي يقيمها كلَّ سنة المركزُ الإسلامي في آخن، كان أحدهما في مدينة آيسن والآخر في دوسلدورف، فوجدت شباناً وشابات أعود فأكرر غيرَ كاذب ولا حانث إن شاء الله: إنني رأيت

ص: 91

فيهم مثل الذي قرأته عن شباب الصحابة، يقيمون في تلك الديار وهم ثابتون على إسلامهم، تكتنفهم الشبهات والشهوات من كل ناحية وهم مرتبطون بدينهم وبربهم.

ولقد سُئلت مرة في جامعة الرياض (في آخر زيارة لي إليها) عن حال الشبان اليوم في المملكة وفيما عرفت من البلدان العربية، فضربت لذلك مثلاً: غديراً واسعاً كان ماؤه صافياً، فتعكّر، فلم يبلغ حد الفساد ولم يبقَ على ما كان عليه من الصفاء، فأقاموا في جانب منه مصفاة يصب ماؤها في بركة صغيرة، فكان فيها من الماء ما لا مزيد عليه في عذوبته وفي صفائه وفي طهره، وما خرج منه بعد تصفيته ألقَوه في بركة أخرى في الجانب الآخر من الغدير، فكان فيها ماء لا يُتصوَّر أقذر منه في عكره وفي وساخته وفيما يحمل من أسباب الداء.

هذا هو المثال. أما الغدير فما كان عليه أكثر المسلمين في مطلع هذا القرن، كانوا في الجملة على دين، ولكنه دين مَشوب بشيء من الجهل وبشيء من البدع، وربما خالطه شيء من الشرك الذي لا يكاد يُنتبَه إليه. فلما كانت هذه الرجعة إلى الإسلام (التي دعوها الصحوة الإسلامية) رأينا الغدير الواحد صار ثلاثة غُدُر: واحداً صغيراً صافياً عذباً لا مثيل له في صفائه وفي عذوبته، وواحداً وسخاً قذراً لا شبيه له في وساخته وقذارته، وأكثر ماء الغدير بقي على ما كان عليه.

* * *

أعود إلى قصة الفتى الألماني. قلت له: ما كذب هؤلاء

ص: 92

عليك، ولكن مثالك ومثالهم كمن وُصف له ماء الينبوع وحُملت إليه قارورة منه من رأس العين، فتبع مجرى الماء حتى بَعُدَ عن منبعه عشرة أميال، فرآه قد علقت به الأقذار والأكدار، فحكم بما يرى على أصل الينبوع.

على أن النبع موجود، فمن شاء استقى منه أو جَرَّ الماء إليه في أنابيب لا يصل إليها قذر ولا يخالطها كدر. العين الأصلية والنبع الصافي هو القرآن الكريم، والسنة الثابتة الصحيحة، وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام التي كانت تصديقاً عملياً للقرآن الكريم، وسِيَر أصحابه التي كانت في جملتها استمداداً من سيرته واستمراراً لطريقته.

أما الساقية العكرة فهي ما يفهمه العوام وأشباه العوام على أنه دين الإسلام، وهي ما يقول به المبتدعون المنحرفون الذين نسبوا إلى الإسلام ما ليس منه، وشرعوا من الدين ما لم يأذن الله به.

فلا يجوز إذن أن نحكم على الإسلام بحال المسلمين، فإذا كان في المسلمين من يعتقد معتقدات، أو يأتي ببدع، أو يفعل أفعالاً تخالف ما في كتاب الله وما في الصحيح من سنة رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، نقول بأن هؤلاء انحرفوا عن طريق الإسلام، ولا نقول بأن هذا هو الإسلام.

وللشيخ جمال الدين الأفغاني (أو للشيخ محمد عبده، ما عدت أذكر لأيهما)(1) كلمة عجيبة تعبّر عن هذه الحقيقة بأوضح

(1) الكلمة للشيخ محمد عبده، قالها لمّا زار أوربا وخالط أهلها، وقال=

ص: 93

صورة وأوجز عبارة، هي أن «الإسلام محجوب بأهله» ؛ أي أن الإسلام مثل لوحة فنية بديعة عُلِّقت على جدار المعرض، ولكن قَيّم المعرض وقف أمامها بوجهه الكالح وثوبه الوسخ، فستر عن الرائين جمالها وأخفى عنهم روعتها، فلما رأوه قالوا: ما دام هذا ممثّل المعرض فلن تكون اللوحة إلا على شكله، فلا خير إذن في النظر إليها!

لا شك أن المجتمع الإسلامي اليوم فيه مخالفات للإسلام كثيرة، وفيه انحراف عن طريقه، وعلى العلماء أن يبيّنوا ذلك للمسلمين وأن يردّوهم إلى الطريق الصحيح.

قال: فلِمَ لم يفعلوا؟

قلت: إن من مزايا الإسلام أنه لا يفرق بين من دخل فيه من سنة أو سنتين، بل من دخل فيه من يوم أو يومين، ومن له في الإسلام عشرة أجداد؛ كلاهما يُعتبَر مسلماً وعضواً عاملاً في هذه الجمعية الإنسانية الخَيّرة التي هي جماعة المسلمين، ومواطناً أصلياً في دولة الإسلام.

= فيها أيضاً كلمته المشهورة الثانية: «وجدت فيها إسلاماً بلا مسلمين» . وانظر مقالة علي الطنطاوي «الإسلام الصحيح» في كتاب «مقالات في كلمات» ، قال: "فجعلت أفكر في عمل هؤلاء الجاهلين الذين يتكلمون باسم الدين من غير علم ولا فهم

فأراهم علّةَ ما نشكو منه من انصراف الناس عن الدين، وأرى فيهم تحقيق كلمة الشيخ محمد عبده التي تكاد تكون من جوامع الكلم:«الإسلام محجوب بأهله» ؛ يسترونه عن الناظرين إليه، ويمنعونهم أن يروا يُسْره ومرونته وصلاحه لكل زمان وكل مكان" (مجاهد).

ص: 94

وهو يوجب على كل من عرف الإسلام الأصلي ورأى المجتمعات اليوم تنحرف عنه أن يحذّرها من الانحراف، وأن يعيدها إلى الصراط السوي، وأن يصرف الناس عن ماء الساقية الملوَّث العكر ليرجعوا إلى رأس النبع الصافي.

وأنت اليوم مسلم مثقف، عرفت الإسلام وأنكرت ما أنكرت من حال المسلمين، فيجب عليك ما يجب على هؤلاء العلماء لأنك صرت منهم، ومن علم مسألة واحدة صار عالماً بها. فبدلاً من أن تفرّ من المعركة وأن تنسحب منها، وأن تدع الإسلام بعدما عرفت أنه دين الحق، بدلاً من ذلك هَلُمّ فضَعْ يدك في يدي، وهلمّ نضع أنا وأنت أيدينا في أيدي العاملين المصلحين، ونعمل على إحياء أصل من أصول هذا الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» طريق خطير، لأن الشرط فيه أن لا تسكت عن ضياع حق من حقوق الله تقدر على رده، وأن لا تعتدي على حرية مسلم في حياته.

وما زلت به حتى اقتنع بحمد الله وثبت على إسلامه، وصار له في الدعوة إلى الإصلاح آثار كثيرة معروفة. وأستغفر الله أني نسيت اسمه، ولكن الله لا ينسى محسناً أراد بإحسانه وجهه.

يا أيها القراء، ثقوا أنه ليس بين المثقفين من أهل أوربا وبين دخولهم في الإسلام إلا أن يجدوا من يعرّفهم به بالأسلوب الذي يفهمونه.

* * *

ص: 95