الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يقول: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (1) ا. هـ
فائدة:
ذكر مالك، أنه بلغه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت ترسل إلى بعض أهلها، بعد العتمة فتقول:«ألا تريحون الكتاب» ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه موصولا: قال أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سمعتني عائشة رضي الله عنها وأنا أتكلم بعد العشاء الآخرة، فقالت:«يا عُرَيُّ (2) ألا تريح كاتبك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ينام قبلها ولا يتحدث بعدها» (3).
(1) مجموع الفتاوي (22/ 308).
(2)
قال أبو محمد: وعري تصغير عروة مرخما.
(3)
صحيح ابن حبان (5574).
قال الزرقاني في شرح الموطأ: "قال أبو عبد الملك: أرادت بذلك - والله أعلم - أصحاب الشمال؛ لأنها كارهة لأعمال ابن آدم السيئة، فإذا تركها، فقد أراحها من كراهتها، وأما الملائكة الذين عن اليمين، فهم يسرون بعمل ابن آدم الصالح، فلا تعود الإراحة عليهم"(1) ا. هـ.
قال أبو محمد: وهذا الخبر عندي لا يصح بل هو بلاغ لمالك، ومالك أثبت من ملء الأرض من جعفر بن سليمان، بل جعفر متكلم فيه، ولا يصح هذا الحديث من حديث هشام بن عروة فأين أصحاب هشام الجلة الحفاظ؟!
ثم وقفت على ما أخرجه عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن رجل، من أهل مكة، عن عروة بن الزبير قال: كنت أتحدث بعد العشاء الآخرة فنادتني عائشة: ألا تريح كاتبيك يا عرية؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان «لا ينام قبلها، ولا يتحدث بعدها» (2) فصح ما قال مالك.
وظاهر رواية عبد الرزاق براءة جعفر من العهدة إن كان محفوظا.
(1) شرح الرزرقاني للموطأ (4/ 405).
(2)
مصنف عبد الرزاق (2149).