الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي أثناء الشهر: جعل الشيخ محمد بن عبد الملك بعد أن قيّد في دار الأدب بحصن تعز، وطلع بخاله الشيخ عبد الله بن عامر إلى رداع العرش صحبة أخيه الشيخ عبد الملك بن داود والأمير علي بن محمد البعداني (1).
وفي آخر السنة: نزل ريحان الظافري إلى زبيد؛ لتنفيذ الصدقة التي تصدق بها السلطان لأهل زبيد على يده، ولقبض الأموال السلطانية (2).
***
السنة السادسة
في المحرم منها (3): دخل الظافر مدينة عدن، وهي آخر دخلة دخلها، ولم يدخلها بعد ذلك فيما أظن (4)، وأرسل طوائف من جنده على مقدمهم الشريف عبد الله بن علي بن سفيان إلى أهل دثينة، فأسر منهم نحو مائة فيهم كبيرهم جواس، وقتل سبعة، وضيق على أهل دثينة حتى أدوا الطاعة، وأرسل بالأسراء ورءوس القتلى إلى السلطان بعدن صحبة عمر الجبني، وقدّم التجار والنواخذ (5) إلى السلطان الهدايا النفيسة على عادة البلد، فأثابهم وأجازهم الجوائز السنية، وجهز الموسم، وتصدق بصدقة جليلة عمت أهل البلد، ثم خرج إلى لحج وأقام بها أياما، فبلغه بلحج موت قاضي زبيد الإمام محمد بن عبد السلام الناشري، فاستدعى بشيخنا القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر المزجد من عدن، وولاه قضاء زبيد، واستدعى القاضي عبد العليم بن شيخنا محمد بن حسين القماط من تعز، وجعله قاضيا بعدن بدل المزجد، وفصل القاضي حسن بن شيخنا القاضي أحمد بن عمر المزجد من قضاء لحج، وجعله قاضيا بتعز بدل القاضي عبد العليم، وولّى قضاء لحج الفقيه شهاب الدين أحمد بن عبد الله با حسين الدوعني، ثم عزم إلى بلده المقرانة، فدخلها آخر صفر (6).
وفي ربيع الأول: فصل بني العنسي عن ولاية زبيد، وولّى الأمير علي بن شجاع مدينة
(1)«الفضل المزيد» (ص 257).
(2)
«الفضل المزيد» (ص 257).
(3)
في «الفضل المزيد» (ص 258): (صفر).
(4)
سيذكر المصنف رحمه الله تعالى في حوادث السنة التاسعة: أن الظافر دخلها أيضا في تلك السنة، انظر (6/ 559).
(5)
النواخذ-جمع ناخوذة-: مالك السفينة أو المسئول عنها.
(6)
«الفضل المزيد» (ص 258)، و «تاريخ الشحر» (ص 44).
جبلة، وولّى ابنه عمر بن علي بن شجاع إمرة عدن، وولّى عمر الجبني إمرة زبيد، وجعل عبده ريحان الظافري قابضا وناظرا بزبيد (1).
وفي رجب: وقع بزبيد مرض عام، ومات منه خلائق لا يحصون، واشتد ذلك في شعبان ورمضان، فكان يموت بزبيد كل يوم نحو ستين وأكثر (2).
وفي نصف شعبان: أخذ الظافر حصن دثينة وسائر ما هنالك قهرا بعد أن حط عليهم بنفسه ثلاثة أشهر ورماهم بالمنجنيقات وضيق عليهم أشد الضيق، فطلبوا الذمة، وبذلوا ما بأيديهم، فقبل منهم، وارتفع عنهم إلى بلده المقرانة، وانحسم بذلك مادة الخلاف، وأمنت الطرق (3).
وفي آخر ذي القعدة منها: كانت وقعة الشريف هزاع مع أخيه بركات بالحجاز، انكسر فيها الشريف بركات وهزم هزيمة شنيعة، واستولى الركب المصري على خزائنه وأمواله ونسائه، وأصل ذلك أن الملك العادل طومانباي صاحب مصر لما تملك مصر بعد الأشرف جنبلاط .. ارتاب من أمير من أمراء جنبلاط يقال له: قانصوه المحمدي، ويعرف بالبرح، فنفاه إلى الحجاز مهانا، فلما وصل إلى مكة .. لم يلتفت إليه أحد من أكابرها لا الشريف بركات ولا القاضي؛ مراعاة للسلطان طومانباي، فلما فقد طومانباي من مصر، وتولى بعده الأشرف قانصوه الغوري ليلة عيد الفطر سنة ست وتسع مائة .. أرسل لقانصوه البرح إلى مكة، وجعله نائبا، فلما وصلته الكتب بذلك .. جاءه الشريف بركات والقاضي أبو السعود للسلام عليه فلم يأذن لهما؛ لما في نفسه منهما من عدم الاحتفال به قبل ذلك، وكان الشريف هزاع بن محمد بن بركات يومئذ بمكة، فعامله قانصوه البرح على أن يجعل له ولاية مكة ويخلع أخاه بركات منها، فأمره بالخروج إلى ينبع، وأرسل لأمير الحاج المصري أن يواجه هزاعا، ويطلق عليه المراسيم السلطانية، ويلبسه الخلعة السلطانية، ففعل ذلك، فلبس الخلع التي جيء بها لبركات، وألبس أخاه الجازاني الخلعة التي كان يلبسها أخوه بركات، وتوجه مع الركب المصري إلى مكة ومعه أشراف ينبع بنو إبراهيم في نحو مائة فارس، فلما علم بركات بذلك .. خرج في عسكره إلى وادي مرّ، فالتقى الجمعان هنالك، فتقاتلا، فانكسر الشريف هزاع مرات، وقتل من أصحابه نحو الثلاثين، ونهبت أطراف
(1)«الفضل المزيد» (ص 259).
(2)
«الفضل المزيد» (ص 261)، و «النور السافر» (ص 75)، و «تاريخ الشحر» (ص 45).
(3)
«الفضل المزيد» (ص 261)، و «تاريخ الشحر» (ص 45).