الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتفقه بأبيه وأخيه حتى برع واشتهر.
وكان فقيها عالما عاملا، ورعا زاهدا.
يحكى أنه نسخ «المهذب» لنفسه وهو يدرس القرآن، فختم على كل جزء منه عشر ختمات، فختم أربعين ختمة على أربع مجلدات، وهذه كرامة واضحة؛ إذ لا يمكن [لأحد أن] يسمع شيئا بأذنه حال اشتغاله بالنسخ، فضلا عن أن يشتغل به لسانه وقلبه.
وتوفي على الحال المرضي سنة أربع عشرة وسبع مائة.
3698 - [أحمد بن محمد الرعاوي]
(1)
أحمد بن محمد الرعاوي.
كان فقيها فاضلا، خيرا دينا، كثير المروءة.
وكان فقيرا، كثيرا العائلة، فألجأه الفقر إلى قبول القضاء بالجند، فأقام بها شهرين، ثم مرض، وطلع بلده بالفراوي، فأقام أياما مريضا، ثم توفي لأربع من شوال سنة أربع عشرة وسبع مائة.
3699 - [صالح بن عمر البريهي]
(2)
صالح بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل أبو محمد البريهي السكسكي.
ولد سنة خمس وثلاثين وست مائة.
وتفقه بالفقيه محمد بن مسعود، ثم ارتحل هو والإمام أبو الحسن الأصبحي إلى أبين، فأخذا عن ابن الرنبول.
وكان فقيها فاضلا، إماما كاملا، عارفا بالنحو واللغة، والفرائض والجبر والمقابلة.
(1)«السلوك» (2/ 221)، و «العطايا السنية» (ص 225)، و «طراز أعلام الزمن» (1/ 152)، و «تحفة الزمن» (1/ 518).
(2)
«السلوك» (2/ 237)، و «العطايا السنية» (ص 351)، و «العقود اللؤلؤية» (1/ 412)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 8)، و «تحفة الزمن» (1/ 528)، و «طبقات الخواص» (ص 156)، و «بغية الوعاة» (2/ 11)، و «هجر العلم» (2/ 770).
وله تصنيف مفيد قصد به شرح «كافي الصردفي» .
وتفقه به جماعة، منهم محمد بن أحمد بن سالم، وأبو بكر بن علي المقدم ذكرهما (1)، وابن أخيه، وأحمد الشوافي، وعنه أخذ أبو الحسن الأصبحي «نظام الغريب» وغيره.
قال الجندي: (وأخذت عنه «السيرة» (2) و «الشريعة» للآجري، وكتاب «الحجة» ، وكان عالي الهمة، صابرا على إطعام الطعام، مجانبا لمن يتهم في دينه أو معتقده، وما أحسن ما قال فيه علي بن محمد حيث يقول:[من الوافر]
فيا أهل السّفال لقد علوتم
…
بصالح كل أهل الأرض طرا
فقريتكم تطاول طور سينا
…
فتعلوه وتعلو طور بصرى
مشاهد وجهه أحرزت نورا
…
مقبّل نعله قد نلت أجرا
هو النبأ المبين بلا خلاف
…
هو البحر المحيط يفيض درا
ورثت محمدا عملا وعلما
…
فسرّ محمد دنيا وأخرى) (3)
قال أبو الحسن الخزرجي: (الرواية: «فداك محمد دنيا وأخرى»، ولكنها كلمة استبشعتها، فعوضت عنها كلمة توازنها، وهي «فسر محمد») اه (4)
وكأن الخزرجي: قرأه (فداك) بالمهملة، والظاهر أنه بالذال المعجمة، فلا بشاعة إذن؛ إذ ليس فيه سوى تشبيه الممدوح بالإمام الشافعي رضي الله عنه في دنياه بالعلم، وفي الأخرى بالعمل، والله سبحانه أعلم.
وكان الفقيه صالح المذكور يقول لأصحابه كما يقول الصعبي: إن بلغت ثمانين ..
عملت شكرانة، فتوفي قبل ذلك بقليل ليلة الجمعة ثالث عشر شوال سنة أربع عشرة وسبع مائة عن تسع وسبعين سنة تقريبا.
(1) ترجمة (محمد بن أحمد) ستأتي، انظر (6/ 260)، وأما (أبو بكر بن علي) .. فلم ندر من هو، ولعله: أبو بكر بن علي بن عبد الله، المعروف بالمشيرقي، توفي لبضع وعشرين وسبع مائة، انظر «السلوك» (1/ 431)، و «طراز أعلام الزمن» (4/ 146)، و «تحفة الزمن» (1/ 354).
(2)
في «السلوك» (2/ 238): «التبصرة» .
(3)
«السلوك» (2/ 237).
(4)
«طراز أعلام الزمن» (2/ 8).