الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4231 - [العفيف العجمي]
(1)
عبد الله بن محمد بن علي بن عثمان، الأصبهاني الأصل، المكي، المعروف بالعجمي، ويلقب بالعفيف.
قال التقي الفاسي: (ذكر لي بعض أصحابنا المحدثين أنه سمع شيئا من «صحيح ابن حبان» على الجمال محمد بن أحمد بن عبد المعطي المكي، وما علمته حدث، وصحب بمكة واليمن جماعة من الصالحين منهم الشيخ أحمد الحرضي بأبيات حسين، وكان يذاكر بكثير من حكايات الصالحين، وبمسائل من الفقه، وفيه مروءة وإكرام لمن قصده.
توفي سابع عشر جمادى الأولى من سنة سبع وعشرين وثمان مائة بمكة، ودفن بالمعلاة) (2).
4232 - [الإمام الجزري]
(3)
الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري.
توفي في حدود سنة ثلاثين وثمان مائة (4).
4233 - [محمد بن عمر المالكي]
محمد بن عمر بن راشد بن خالد بن مالك، المالكي نسبا، والشافعي مذهبا، الفقيه الإمام الفاضل أبو عبد الله، ينتسب إلى خولان بن عمر.
كان إماما فاضلا، ورعا زاهدا عابدا، متقللا من الدنيا، مقبلا على شأنه، مراقبا، مداوما على الذكر، لا يكاد يفتر إلا عند الضرورة إلى ما لا بد منه مما هو في طبع البشر.
نشأ بأبين عدن، وطلب العلم، فتخرج بجماعة، منهم السبتي شارح «الوسيط» ،
(1)«العقد الثمين» (5/ 278)، و «الضوء اللامع» (5/ 59).
(2)
«العقد الثمين» (5/ 278).
(3)
«الضوء اللامع» (9/ 255)، و «طبقات صلحاء اليمن» (ص 345)، و «تاريخ ثغر عدن» (2/ 207)، و «شذرات الذهب» (9/ 298)، و «البدر الطالع» (ص 775).
(4)
في مصادر الترجمة: توفي سنة (833 هـ).
وكبر جاهه، وبعد صيته، وصحب كثيرا من الأخيار أرباب القلوب والمشاهدات.
ولم يزل على هذا حتى احتاج الديوان بأبين إلى العجور ليطعموه خيلهم ومواشيهم، فلم يجدوا ذلك عند غيره؛ إذ كان له كثير من الأراضي بأبين مما اكتسبه آباؤه المنتقلون نجعة من عمقين-واد بين جردان وحبان-بسبب قتل وقع بينهم وبين بني عمهم، فطلب منه الديوان شيئا من العجور، فامتنع عليهم وقال: أخشى أن تجري علي بذلك العادة، فيتحرم مالي بهذه الأراضي من الجلالة، فأخذوا منه العجور قهرا، فخرج من أبين إلى أحور، فاتبعوه إلى أحور، وعاهدوه أنهم لا يعودون لمثل صنيعهم هذا، وسألوه أن يرضى عنهم ويعفو عما كان منهم إليه، فرجع، وأقام بها مبجلا معظما.
ثم بعد عدة سنين كان منهم إليه أخيرا كما كان أولا، فخرج من أبين قائلا: أبين طالق ثلاثا، لا أعود إليها، فأتبعوه وأرادوا رجوعه، فامتنع، ثم خرج من أحور إلى واد بين أحور وحبان يقال له: الخبر-بفتح الخاء المعجمة، ثم موحدة ساكنة، وآخره راء مهملة- وبه قرية بها سلطان يعرف بالسلطان باحمل-بالحاء المهملة المفتوحة، وفتح الميم-كان يجمع من الجنود عددا كثيرا، وسلاطين جهته طوع حكمه، لا يخرجون عن رأيه، فتلقاه بالقبول والإعظام، والإجلال والإكرام، وزوجه بابنته، فولدت منه بولده فخر الدين الفقيه أبو بكر بن محمد الآتي ذكره، ثم تزوج بعدها بالخبر المذكور بنت رئيس قوم حلفاء للسلطان باحمل المذكور، فولدت منه بالفقيه الإمام نور الدين علي بن محمد، ثم نقله بنو عبد الواحد بعد موت السلطان المذكور إلى المصنعة، مدينة وادي حبان، وتبوأ بها بيتا بقرب الجامع تحت الحصن، فكان معززا مبجلا، معظما مغتبطا به، فنشأ له بالمصنعة المذكورة من الزوجة الثانية أم الفقيه علي: الفقيه الإمام المتفنن المتقن المحقق المدقق شرف الدين إسماعيل بن محمد، ثم الفقيه الإمام الورع الزاهد العابد الناسك كمال الدين إسرائيل بن محمد، ثم الفقيه إبراهيم بن محمد، وكلهم أئمة أخيار صالحون، فنشئوا في حجر أبيهم نفع الله بهم آمين إلى أن ترعرعوا، وراهق منهم أو بلغ الفقيه أبو بكر والفقيه علي، فسافرا لطلب العلم الشريف إلى اليمن في حياة والدهما، فأما أبو بكر .. فلم يبلغني كيفية طلبه، وبالجملة: فهو فقيه ورع زاهد، وأما الفقيه علي .. فعلى ما سنذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى.
وكان للفقيه محمد بن عمر المذكور من المجاهدات والعبادات والأوراد ما يجل عن الحصر، فمما يروى عنه: أنه كان يقرأ (قل هو الله أحد) في كل يوم أربعين ألفا غير الذي
له من الأوراد الواردة في الأخبار، وكان إذا قرأ ورده .. يأتي الطير والوحش تحت بيته يستمعون له حتى يفرغ، فتنصرف.
وكان له من الإخبار بالمغيبات ما يكثر تعداده ويستلزم البسط، لكني أشير إلى أنموذج من ذلك:
فمما روى الثقات عنه: أنه كان يحضر إلى الجامع بقرب بيته رجل صالح من أهل الكشف والتمكين من أهل المصنعة، وقد كان ألزمه أن يتدارس القرآن هو وأولاده فيما بين المغرب والعشاء وآخر الليل، فلما كان يوم التروية .. لم يحضر، ولا ليلة عرفة، ولا صبيحتها، ولا ليلة العيد، ولم يجتمع به الفقيه وأولاده إلا بعد صلاة عيد الأضحى، فقال الفقيه له: ما سبب تخلفك عن الأولاد في هذه الأوقات؟ فاعتذر إليه بأنه كان يطلب ما لا بد منه من حوائج البيت لأجل العيد، فقال له: لا، بل الأمر غير هذا.
لله رجال بمنى نالوا المنى
…
أيديهم مخضوبة بسواد (1)
يشير إلى أن سبب غيبته في هذه الأوقات: هو حج بيت الله الحرام وتأدية مناسك الحج، وبقوله:(أيديهم مخضوبة بسواد) إلى ما كان هذا الرجل الصالح عليه من معاناة صبغ الثياب بالنيل.
ومن ذلك ما بلغنا عنه: أنه كان أضر في آخر عمره، وكان ولده الفقيه علي مسافرا بأرض اليمن، فاشتاقت إليه أمه، فقال لها: إنه الآن يقدم، فكأنها لم تعتمد على قوله، فأمرها أن تنظر من كوة في البيت إلى الطريق التي يسلكها القادمون من اليمن، فنظرت، فرأته، أو كما قيل.
وكان رحمه الله ونفع به لكثرة مراقبته ودوام فكره ما رئي ضاحكا قط إلا مرة، رأوا أسنانه لتبسم حصل منه بسبب صبي من أولاده كان يلعب بين يديه.
وله كرامات كثيرة شهيرة، منها: أن خطيب الجامع جاء إليه يوما وقد خرجت عينه على خده من وجع كان بها، فأخذها الفقيه بيده المباركة وردها، فكانت أحسن عينيه، وهذه نظير ما صح أنه صلى الله عليه وسلم رد عين قتادة بن النعمان رضي الله عنه.
(1) صدر هذا البيت غير موزون، وعجزه من البحر الكامل.