الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفي لتسع وعشرين من رجب سنة ثلاث عشرة وثمان مائة.
4211 - [القاضي أبو العباس الناشري]
(1)
أحمد بن القاضي رضي الدين أبي بكر بن القاضي موفق الدين علي بن محمد أبو العباس شهاب الدين القاضي الناشري.
ولد أول يوم من سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة.
وتفقه بأبيه، وأبوه بجده، وجده بجد أبيه.
وتفقه به جم غفير، منهم: أخوه القاضي موفق الدين علي بن أبي بكر، وموسى بن محمد الضجاعي، ومحمد بن أحمد الجبرتي، وعلي بن محمد بن فخر، وغيرهم من الأفاضل.
وكان غاية في الحفظ وإتقان المذهب، باذلا نفسه لطلب العلم، متواضعا زاهدا، قانعا من الدنيا بالقليل.
إليه انتهت الرئاسة والفتوى بزبيد، ودرس في صلاحية زبيد، وولي قضاءها، ثم فصل بابن عمه محمد بن عبد الله الناشري، ثم أعيد، ثم فصله سليمان بن علي الجنيد، ثم أعيد، ثم فصل بأخيه علي بن أبي بكر الناشري، وكان كما قيل في علي رضي الله عنه:
سلك بالناس مضيقا، فلم يدع له الحق صديقا.
وله مصنفات مفيدة، ومذاكرات جيدة، مع الورع التام، والجلالة والاحترام.
ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفي في يوم الجمعة رابع عشر المحرم سنة خمس عشرة وثمان مائة.
4212 - [ابن العليف الأديب]
(2)
الأديب البليغ أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن العليف، أوحد شعراء عصره، وفصحاء دهره.
(1)«طراز أعلام الزمن» (1/ 53)، و «إنباء الغمر» (2/ 525)، و «الضوء اللامع» (1/ 257)، و «طبقات الخواص» (ص 91)، و «تاريخ شنبل» (ص 160)، و «شذرات الذهب» (9/ 163)، و «هجر العلم» (4/ 2170)، و «المدارس الإسلامية» (ص 222).
(2)
«طراز أعلام الزمن» (3/ 140)، و «العقد الثمين» (1/ 471)، و «إنباء الغمر» (2/ 532)، و «شذرات الذهب» (9/ 168)، و «البدر الطالع» (ص 674).
كان شاعرا فصيحا بليغا، حسن السبك، جيد المعاني، وكان معجبا بنفسه، مغاليا في استحسان شعره، حتى إنه ليفضله على شعر المتنبي وأبي تمام، ولا تنكر فصاحته وبلاغته، ولكن أين السّنام من المنسم؟ ! وفي شعره الغلو في الرفض والتشيع، ومن شعره في ذلك قوله:[من الوافر]
فقلت رضيت بالإسلام دينا
…
وتوحيدي لرب العالمينا
وتقديمي على زيد وعمرو
…
وتفضيلي أمير المؤمنينا
أقول لمن يقدمهم عليه
…
خطيبا قائما في المسلمينا
صددت الكأس عنا أمّ عمرو
…
وكان الكأس مجراها اليمينا
وقال يمدح الأشرف بن المفضل بقصيدة وازن بها قصيدة المتنبي العينية التي يمدح بها سيف الدولة، وأولها:[من البسيط]
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
…
إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا (1)
فقال ابن العليف في أول قصيدته: [من البسيط]
الله لي عوض عن وصل من قطعوا
…
رزقي عليه فلا فقد لما منعوا
وقال يمدح الوزير علي بن عمر بن معيبد الأشرفي: [من الطويل]
بنوا برمك كان وآل معيبد
…
عليّهم في الفضل أعلى مراتبا
تشابهت الأكفاء في كل أمة
…
فكانوا لقيطا في اشتباه وحاجبا
وهذا الذي أضحى وكل لفضله
…
مقر بأن الشمس تخفي الكواكبا
عظيم مهيب في العيون تخاله
…
على الأرض نورا في السماوات ثاقبا
ومن شعره ما كتبه إلى صديق له في وصف الشيب: [من الوافر]
لقد بدلت كافورا بمسك
…
عهدناه بلمّتك الكريمه
وكان المسك أدنى منه عرفا
…
لناشقه وأغلى منه قيمه
وله أشعار كثيرة يمدح بها أمراء مكة: كعنان بن مغامس، وحسن بن عجلان وغيرهما، وأئمة الزيدية؛ كعلي بن محمد الهدوي، وولده الإمام صلاح، وملوك اليمن وغيرهم، ووصلوه بصلات جزيلة، وكان ضنينا بشعره، ومنقبضا عن الناس.
(1)«ديوان المتنبي» بشرح العكبري (2/ 221).