الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنة الخامسة والخمسون
فيها: ولى العبيد بزبيد المؤيد حسين بن الظاهر يحيى بن إسماعيل الأشرف، وذلك في آخر شعبان بعد أن استفحل أمرهم بزبيد، واستقلوا بالأمر دون مواليهم، وفعلوا الأفاعيل، وأخذوا كل سفينة غصبا، ولما علم المسعود بذلك .. نزل إلى زبيد ولم يدخلها، بل استقر خارجها ليحارب المؤيد، فأحس من عساكره مكرا وخداعا، فرجع إلى تعز، ثم إلى عدن (1).
وفيها: توفي الخليفة بمصر المستكفي سليمان بن المتوكل بن المعتضد [ ..... ](2).
***
السنة السادسة والخمسون
فيها: توفي الجمال محمد بن أحمد با حنان التاجر المشهور بعدن [ ........ ](3).
***
السنة السابعة والخمسون
فيها: توفي السلطان الملك الظاهر جقمق صاحب مصر والشام، وتولى ابنه المنصور أبو السعادات عثمان، وخلع بعد أربعين يوما [ ........ ](4).
***
السنة الثامنة والخمسون
في المحرم منها: نزل المشايخ بنو طاهر إلى عدن بعسكر ضليع، فخرج إليهم عسكر المسعود، فنال منهم ونالوا منه، ثم رجع بنو طاهر إلى بلدهم، وكان في أيام المسعود الفتنة قائمة بين قبيلتين من يافع تعرف إحداهما بآل أحمد والأخرى بآل كلد، وكانوا يتحاربون في نفس البلد، وينهبون بيوت التجار والأغراب، ولا يسلم منهم إلا من لجأ إلى أحد من كبار يافع ونقبائهم، وربما كان التاجر قد يأخذ جماعة من يافع بالجامكية يبيتون فوق
(1)«بغية المستفيد» (ص 119).
(2)
بياض في الأصول.
(3)
بياض في الأصول.
(4)
بياض في الأصول.
سطح بيته ومعهم الحجارة يرجمون من قصد ذلك البيت بالنهب، وكان الحصون بيد آل أحمد، وهم رتبتها، وآل كلد في البلد، وهم أكثر عددا من آل أحمد، والحرب بينهم سجال، ولا ينقادون للمسعود، ولا يمتثلون أمره، وإنما هو معهم صورة، له الخطبة والسكة لا غير.
خرج مرة يقرع بينهم في حرب كانت بينهم، فرموه بالحجارة حتى أدموه، وقتل شخص منهم في الحرب، فدفنوه قائما؛ تفاؤلا منهم بقيام الشر والفتنة نعوذ بالله من الجهل.
ولما رأى المسعود عدم الانقياد من يافع مع تردد المشايخ بني طاهر لحصار البلد ..
خشي أنهم يسلموه إليهم، فخرج من عدن إلى العارة طريق البحر، ثم خرج من العارة إلى هقرة، واستجار بها عند الشيخ الصالح عبد الله بن أبي السرور، وذلك في سادس جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
ولما علم المؤيد بخروج المسعود من عدن .. خرج من زبيد، ودخل عدن في يوم الرابع والعشرين من الشهر المذكور، ولما خشي آل أحمد الغلبة من آل كلد .. خرج جماعة من نقبائهم، منهم: النقيب طاهر بن عامر، والنقيب بأكسامه وغيرهما، وقصدوا المشايخ بني طاهر، وباعوهم البلد، واشترطوا عليهم شروطا، منها: أن يبقوا نقباء آل أحمد على نقابتهم، وتقدمهم على يافع، وأن يخرج آل كلد من البلاد ولا يقتل منهم أحد، وشروطا أخرى، فلما قرروا الكلام مع بني طاهر على ذلك وتحالفوا على ذلك .. نزل نقباء يافع إلى عدن، ثم نزل المشايخ آل طاهر بعدهم في جيش عظيم، وحطوا في المياه، ودخل المجاهد شمس الدين علي بن طاهر عدن ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر رجب من السنة المذكورة ليلا من السور بالحبال في جماعة قليلة من عسكره من جانب حصن التعكر، ولما صار المجاهد بالحبل بين الحصن والأرض .. همّ النقيب القحاط-أحد المرتبين بالحصن-الغدر به وقطع الحبل ليسقط إلى الأرض، فمنعه النقيب طاهر، والنقيب باكسامة، والنقيب أحمد، وغيرهم ممن قد حلف لبني طاهر، فلذلك كان الشيخ علي بن طاهر يراعي النقباء المذكورين ويحترمهم ويكرمهم، ولم يكن للقحاط عنده منزلة ولا ميزة بالكلية، فلما استقر المجاهد بالحصن .. ضربت بها الطبول ليلا، وصيح فيها بالنصر للمشايخ بني طاهر، فلما سمع بذلك آل كلد .. سقط في أيديهم وأيقنوا بالهلاك، فما أمكنهم إلا لزوم الجور والحوط رجالهم ونساؤهم، وتركوا البيوت خلية ليس فيها ساكن.
ولما كان صبيحة تلك الليلة: فتح باب البرود، ودخل منه الشيخ عامر بن طاهر صبيحة
الجمعة هو وباقي العسكر، فاستولى السادة المشايخ علي وعامر ابنا طاهر بن معوضة على البلد، وقبضا حصونها، ونادوا فيها بالأمان لعامة الناس إلا آل كلد، فلهم مهلة ثلاثة أيام، ومن وجد منهم بالبلد بعد الثالث .. فدمه هدر، فتفرق آل كلد شذر مذر، منهم من خرج إلى زيلع، وإلى بربرة، وإلى سائر بر العجم، وخرج غالبهم إلى الشحر، ولزم جماعة ممن تخشى معرتهم، وقيدوهم، كالشهاب (1) الصياحي، والنقيب ابن عثمان وغيرهما، وأخرجا الأمير جياش السنبلي من عدن مطرودا، فخرج هو ومن معه من أهله وكانوا نحو الثلاثين، واستقر بموزع.
ولما دخل المشايخ عدن .. لزم المؤيد الجورة، فآمناه ولم يغيرا عليه حالا، بل جعلاه في بيت مجللا محترما، وأجروا عليه الكفاية، واشتريا منه ما معه من الخيل والسلاح وغير ذلك.
وأما المسعود .. فإنه لما استقر بهقرة عند الشيخ عبد الله بن أبي السرور كما ذكرناه، وخلت زبيد من المؤيد .. خرج العبيد إلى هقرة، ولازموا المسعود على الدخول معهم إلى زبيد، فاستوثق منهم بالأيمان، ودخلها متوليا لها يوم الاثنين ثاني رمضان، وأقام بزبيد إلى حادي وعشرين شوال، فلما رأى أمر العبيد غير منضبط له .. أرسل للشيخ عبد الله بن أبي السرور صاحب هقرة، فجاءه، وخرج في صحبته على نية السفر إلى تعز، فلما استقر بمدينة حيس .. خلع نفسه، ورجع العبيد إلى زبيد منكسرين، وبلغ المسعود مع الشيخ عبد الله بن أبي السرور إلى هقرة، فأقام بها مدة، ثم خرج من هقرة إلى مكة المشرفة صحبة الشيخ إسماعيل بن أبي السرور كما ذكرنا ذلك في ترجمته (2).
وفي شهر القعدة من السنة المذكورة: قبض المشايخ بنو طاهر حصن التعكر باليمن (3).
وفيها: وصل إليهما إلى عدن الشيخ يحيى بن عمر الثابتي، صاحب الحديدة، وحلف لهما، ودعا إليهما (4).
***
(1) كذا في (ت)، وفي باقي الأصول:(كالوجيه).
(2)
«بغية المستفيد» (ص 121).
(3)
«بغية المستفيد» (ص 122).
(4)
«بغية المستفيد» (ص 123).