الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أربع مائة، وذلك في يوم جمعة، فخطب بها للظافر عامر بن طاهر، واستجار المؤيد ببيت الشيخ الغزالي، ودخل الشيخ علي بن طاهر زبيد يوم السبت آمنا مطمئنا من غير حرب ولا قتال بتقدير العزيز العليم، ثم تدبير الأمير زين الدين المذكور.
وبالجملة: فكان للأمير المذكور الاجتهاد التام والقيام الكامل في أخذ زبيد للمشايخ بني طاهر، وكان ناصحا لهم، وصادقا معهم في الحروب وغيرها، ومع ذلك كله لم يكن عندهم محمولا على السلامة، وكان في أنفسهم-فيما بلغني-عليه شيء؛ لما حصل منه عليهم في أيام المسعود.
ولما ثارت الحرب بين المشايخ بني طاهر وبين صاحب صنعاء في رجب من سنة ثلاث وستين .. هجم جياش المذكور محطة صاحب صنعاء، وقتل من أصحابه جماعة، وأخذ خيلهم، ولما بلغ المشايخ انتزاع أبي دجانة للشحر من نائبهم .. تجهز الشيخ عامر بن طاهر إلى الشحر طريق البر في عسكر عظيم فيهم الأمير زين الدين المذكور، فافتتحها الأمير زين الدين المذكور بعد أن هرب أبو دجانة منها، وأرسل الأمير ولده علم الدين سليمان بن جياش بشيرا بالفتح، ورجع الأمير المذكور صحبة الشيخ عامر بن طاهر طريق البر إلى عدن، فلما وصل عدن .. بلغه أن صاحب صنعاء أخذ ذمار، فتوجه الظافر إلى ذمار، وصحبه الأمير زين الدين المذكور، فاستعاد ذمار من صاحب صنعاء في رجب من سنة ست وستين وثمان مائة.
وفي ذلك الشهر توفي الأمير زين الدين المذكور، ودفن بدمت رحمه الله.
وكان فارسا مقداما، شجاعا هماما، ميمون النقيبة، محمود الفعال، باذل النصيحة لمخدومه رحمه الله.
واستمر ولده علم الدين سليمان أميرا عوضه.
4268 - [عبد الله العيدروس]
(1)
الشيخ الكبير، الولي الشهير، الصالح العارف بالله الخبير، عبد الله بن أبي بكر بن
(1)«الجوهر الشفاف» (2/ 145)، و «البرقة المشيقة» (ص 148)، و «الضوء اللامع» (5/ 16)، و «تاريخ شنبل» (ص 190)، و «غرر البهاء الضوي» (ص 560)، و «المشرع الروي» (2/ 152)، و «تاريخ حضرموت» للحامد (2/ 757).
عبد الرحمن باعلوي الشريف الحسيني الملقب بالعيدروس؛ أي: رئيس الصوفية.
كان صاحب كرامات وفضائل شهيرة، وقد صنف الشريف عمر بن عبد الرحمن باعلوي مصنفا في فضائله ومناقبه وكراماته رضي الله عنه، وكذلك الخطيب صاحب «الجوهر الشفاف» له مصنف في فضائله وكراماته ومناقبه.
قال السيد الشريف عمر بن عبد الرحمن في كتابه «فتح الله الرحيم الرحمن» : كان رضي الله عنه عالما عاملا، وإماما فاضلا، وقدوة كاملا، وسالكا واصلا، جامعا بين العلم الظاهر والباطن.
ثم قال: وكان مدمنا على مطالعة الكتب النافعة، قلّ أن يفتر وقتا عن المطالعة، وقرأ في علم الشريعة الشريف العالي «التنبيه» و «المنهاج» و «خلاصة الغزالي» قراءة محققة مكررة، وكان له اعتماد على هؤلاء الثلاثة المذكورين، السادة المشهورين، وكان له فيهم حبا مبرحا، واعتقادا مصححا، وكان يحب أهل الشريعة ويوقرهم، ويخدم أهل السنة وينصرهم، ويبغض أهل البدع ويحقرهم.
قال السيد عمر وغيره: وتفقه في علم الشريعة على الفقيه سعد بن عبد الله بن أبي عبيد، والفقيه عبد الله باهراوة، والفقيه عبد الله باقشير، والفقيه علي بن محمد أبي عمار، وغيرهم من العلماء الأخيار، وفي علم الصوفية كان أكثر إقباله وقراءته في كتب الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي خصوصا كتاب «إحياء علوم الدين» ؛ فإنه يكاد يحفظه نقلا، وله كلام في علم الحقيقة مفيد، ووصايا جامعة نافعة، ومؤلفات.
وتخرج به جماعة كصنوه الشيخ علي بن أبي بكر، والشيخ عمر بن عبد الرحمن صاحب الحمراء، والفقيه الصالح عبد الله بن عبد الرحمن با وزير وغيرهم.
ولبس الخرقة من جده شيخه الشيخ عبد الرحمن السقاف، ومن أبيه أبي بكر، وعمه الشيخ عمر بن عبد الرحمن وغيرهم.
وأخذ الخرقة واليد عنه جماعة كهم وغيرهم كالفقيه العلامة عبد الله با كثير.
توفي رحمه الله ونفع به سنة خمس وستين وثمان مائة بقرب الشحر، وحمل إلى بلده تريم، فدفن بها.