الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3561 - [عثمان بن هاشم الجحري]
(1)
عثمان بن الفقيه هاشم الحجري-بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء الساكنة، ثم راء مكسورة، ثم ياء نسب-أصله من بلاد جبل تيس.
وتفقه بعمرو بن علي التباعي، ثم صحب الشيخ عيسى بن حجاج الغيثي، والشيخ علي الشّنيني، وفتح له في الحكمة، وفسر كلام المحققين تفسيرا وافيا، وكان يتكلم بحضرة شيخيه، فيقبلان منه ولا ينكران عليه.
وتوفي سنة ثلاث وسبع مائة.
3562 - [محمد بن عثمان الجحري]
(2)
محمد بن عثمان بن الفقيه هاشم الجحري.
تفقه بالفقيه محمد بن عمرو التباعي، وأخذ عنه الحديث أيضا، وعن أخيه إبراهيم.
ولم أتحقق تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في سنة عشرين وسبع مائة، فذكرته هنا؛ تبعا لأبيه عثمان المذكور قبله، وجده هاشم تديّر موضعا من ناحية أبيات حسين يقال له:
بيت العبش-بكسر العين المهملة، وسكون الموحدة، وآخره شين معجمة-وبها ولد محمد بن عثمان المذكور.
3563 - [أبو الحسن الأصبحي]
(3)
أبو الحسن علي بن أحمد بن أسعد بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن أبي الفتوح بن علي بن صبيح الأصبحي، الإمام المشهور، مصنف «المعين» ، و «غرائب الشرحين» ، و «أسرار المهذب» وغير ذلك من الكتب المفيدة النافعة، وله الفتاوى المشهورة.
(1)«السلوك» (2/ 343)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 197)، و «تحفة الزمن» (2/ 111) و (2/ 146)، و «طبقات الخواص» (ص 192)، و «هجر العلم» (1/ 42).
(2)
«السلوك» (2/ 343)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 198) و (3/ 225)، و «تحفة الزمن» (2/ 111) و (2/ 146).
(3)
«السلوك» (2/ 74)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (10/ 128)، و «العقود اللؤلؤية» (1/ 353)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 216)، و «تحفة الزمن» (1/ 425)، و «تاريخ شنبل» (ص 11)، و «هجر العلم» (2/ 719)، و «المدارس الإسلامية» (ص 109).
ولد لخمس بقين من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وست مائة.
وتفقه أولا بالفقيه عبد الوهاب بن أبي بكر بن ناصر، ثم أتقن الفقه وحققه على ابن خاله محمد بن أبي بكر الأصبحي، وأخذ عليه كتب الحديث أيضا، ولما قدم المحب الطبري من مكة إلى تعز بطلب من المظفر .. وصل إليه الأصبحي، وقرأ عليه في الفقه والحديث، وكان من المحققين للفقه، العارفين به، ليس له نظير في عصره، وكفى بتصانيفه المذكورة شاهدا بذلك، وكان الفقهاء إذا تماروا في شيء .. لم يقنعهم جواب بعضهم لبعض حتى يعرفوا مأخذه، فيسألونه عمّن نصّ عليها من العلماء، فيجيبهم جوابا محققا، حتى قال بعض أكابر المدرسين في عصره بمحضر جماعة من الفقهاء: مثل هذا الفقيه وسائر الفقهاء مثل قوم ولجوا بحرا يغوصون فيه لطلب الجواهر وكان فيهم رجل مجيد في الغوص، خبير بالموضع، فإذا غاص .. قصد المواضع التي يعرفها، فيقع على الجواهر النفيسة فيخرجها، فاعترف الحاضرون بصحة ذلك.
وكان حسن الخلق، دائم البشر، حسن الألفة مع نزاهة عرض وزهد وورع.
درس بالمظفرية بالمغربة أياما قلائل بإلزام وحوالة من القاضي البهاء، ثم عاد إلى بلاده نافرا من غير إذن القاضي ولا غيره، يقال: إنه رأى في المنام والده قد دخل في مجلس التدريس من المدرسة، قال: فلما دنوت لأسلم عليه .. قطب في وجهي ولم يرد [أن] يصافحني، فاستيقظت وعلى ظني أن سبب ذلك قبولي لطعام المدرسة، فقمت بليلتي، وسافرت.
وكان يقول الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، ويشهد له ما أفتى به من صحة وصية الدار الشمسي بنت المنصور عمر بن علي بن رسول بجلّ أموالها لابن أخيها المؤيد بن المظفر-وهو معتقل في حبس أخيه الأشرف بن المظفر-إذا أجاز الوارث-وهو الفائز بن المنصور-ما زاد على الثلث، وكان الأشرف يحب بطلان الوصية؛ ليشتري ذلك من الفائز كما تقدم ذلك في ترجمة الإمام أحمد بن سليمان الحكمي (1)، وإلى ذلك أشار الفقيه هارون السروي في قصيدة مدح بها الإمام المذكور بقوله:[من الكامل]
لما دعاه من الملوك متوج
…
متغطرس وجنوده أفواج
(1) انظر (6/ 18).
إذ قال للنفس اصبري لا تجزعي
…
لو ثار من كرّ عليك عجاج
فلأفتين بصحيح ما صححته
…
لو شاع ذا ما شاعه الحجّاج
ثم قال:
وإلى المهيمن أشتكي من لوعتي
…
فعسى برأفته تقضّى الحاج
وإلى سلالة أحمد علم الهدى
…
بل بحرنا المتغطمط المواج
ناهيك من متهلل بعليّنا
…
بل بدرنا وسراجنا الوهاج
كم معضل قد فكّه بذكائه
…
وسل المعين ففيه ما تحتاج
أفخر به من راسخ علامة
…
متتوّج ورعا ونعم التاج
أوصافه جم وإني معجم
…
يا ليتني الخطفي والعجاج
فعليه في الليل البهيم وفي الضحى
…
منّي سلام ريحه آراج
ولما اشتهر كتابه «المعين» .. امتدحه جماعة من فضلاء عصره، منهم الفقيه أحمد بن منصور الشمسي المدرس بضراس فقال:[من البسيط]
إن المعين لعون يستضاء به
…
أحصى الخلاف وأبدى الآن مشكله
لله لله ما أحصى مصنفه
…
للطالبين بيانا حين أكمله
خاض التصانيف تصحيحا ليودعه
…
في ضمنه فكفى عنها وسهّله
أعطاه مولاه يوم الدين مغفرة
…
يرضى بها وبدار الخلد خوّله
وكان له محفوظات كثيرة من الأخبار والأشعار.
قال الجندي: (أنشدني من لفظه للإمام الشافعي في النهي عن أكل التراب: [من المتقارب]
دع الطين معتقدا مذهبي
…
فقد صدّ عنه حديث النبي
من الطين ربي برا آدما
…
فآكله آكل للأب) (1)
وله كرامات كثيرة، كتب له المظفر مسامحة في خراج أرضه، ثم كتب الأشرف بن المظفر مسامحة زائدة على مسامحة أبيه، فلما كان سنة سبع عشرة وسبع مائة في أثناء دولة المؤيد .. غيّر كثير من المسامحات في الجند وغيرها، فكتب ورثة الفقيه إلى المؤيد يشكون
(1)«السلوك» (2/ 80).
حالهم، فأمر المؤيد بإجرائهم على المسامحة المظفرية دون الأشرفية، فشق ذلك على أهله؛ لأن المسامحة الأشرفية أكثر من المظفرية بكثير، فرأى أحدهم الفقيه في النوم، وقال له: يا فلان؛ إذا لم يكتب لكم السلطان على المسامحة الأشرفية .. هاتها إليّ، أنا أكتب لكم عليها، فلما أصبح الصباح وأشرقت الشمس .. نودي من باب السلطان: أين ورثة الفقيه الأصبحي يأتون بمسامحتهم؟ فأتوا بها، فأمر المؤيد بإجرائها مسرعا.
ومن غريب ما اتفق له أنه خرج إلى أرض له وفيها بتول له يحرث، فسأل البتول هل عنده ماء؟ فأشار إليه البتول إلى موضع، فقصده الفقيه، فوجد عنده حنشا، فقتله، وإذ به يجد نفسه في أرض لا يعرفها بين قوم لا يعرفهم، لهم خلق غريب، بعضهم يقول: قتلت ابني، وبعضهم: قتلت أخي، وبعضهم: قتلت أبي، ففزع منهم فزعا شديدا، قال: وإذا برجل منهم يقول لي: قل: أنا بالله وبالشرع، قال: فقلت ذلك، فدافع عني جماعة وقالوا:
امضوا به إلى الشرع، فمضيت أنا وهم حتى أتيت دارا كبيرة، فخرج منها شخص كهيئة الرخم الأبيض، فقعد على شيء مرتفع، قال: فادعى عليّ بعض الخصوم، فدنا مني صاحبي الأول وقال: قل: ما قتلت إلا حنشا، فقلت ذلك، فقال القاضي: سمعت بأذني رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تشبه بشيء من الهوام .. فلا قود على قاتله ولا دية، فسقط في أيدي القوم، وإذ بي قد صرت في موضعي، وكان البتول قد رأى الفقيه حين وصل إلى موضع الماء، ثم غاب عن بصره ساعة جيدة، ثم ظهر، قال البتول: وقال الفقيه حين وصل: يا فلان؛ جرى لبعض رعية الأجناد ما هو كذا وكذا، وأخبر بالقصة، قال: فعرفت أنه هو الذي جرى له ما جرى، فقلت له: سألتك بالله، هل هو أنت؟ فسكت وغالط بحديث آخر، فلما بلغ المظفر ذلك .. سأل عن حاله، فقيل: هو فقير، فقال:
الحمد لله الذي جعل مثل هذا في بلادنا وزماننا، رجل عالم زاهد متورع.
وأخذ عنه جمع كثير، وتفقه به جماعة، منهم عيسى بن أبي بكر، وسعيد العودوي، وعمر الحبيشي، ومحمد بن جبير، وإسماعيل بن محمد الخلي، وأبو بكر بن المقرئ وغيرهم.
وتوفي في رابع عشر المحرم سنة ثلاث وسبع مائة، وقبر إلى جنب قبر أبيه قبلي الذنبتين، وحضر دفنه جم غفير يزيدون على ثلاثة آلاف شخص غالبهم من أعيان الفقهاء ووجوه الناس، رحمه الله ونفع به، آمين آمين.