الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العاشرة: أنه قرن بين من اتخذها مساجد وبين من تقوم عليهم الساعة، فذكر الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته.
الحادية عشرة: ذكره في خطبته قبل موته بخمس: الرد على الطائفتين اللتين هما شر أهل البدع، بل أخرجهم بعض السلف من الثنتين والسبعين فرقة، وهم الرافضة والجهمية، وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد.
الثانية عشرة: ما بلي به صلي الله عليه وسلم من شدة النزع.
الثالثة عشرة: ما أكرم به من الخلة.
الرابعة عشرة: التصريح بأنها أعلى من المحبة.
الخامسة عشرة: التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة.
السادسة عشرة: الإشارة إلى خلافته.
21-
باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله
روى مالك في " الموطأ": أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " اللهم لا تجعل
..................................................................................................
من أهل عمان وأمثاله: إن عبد القادر الجيلاني يسمع من دعاه ومع سماعه ينفع، فزعم أنه يعلم الغيب وهو ميت فلقد ذهب عقل هذا وضل، فكفر بما أنزله الله في كتاب كقوله:{إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} 1 فما صدقوا الخبير فيما أخبر به عن آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله، ولا آمنوا بما أنزله الله في كتابه، بل بالغوا وعاندوا في رده وكذبوا وألحدوا وكابروا المعقول والمنقول فالله المستعان.
قوله: "باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله " روى مالك في الموطأ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد
1 سورة فاطر آية: 14.
قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " 1.
ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {فَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى} 2 قال: كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره. وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: كان يلت السويق للحاج.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم زائرات
............................................................................................
غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وذلك أنه صلي الله عليه وسلم خاف أن يقع من أمته في حقه كما وقع من اليهود والنصارى في حق أنبيائهم من عبادتهم من دون الله، وسبب ذلك الغلو فيهم كما قال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} 3، وكذلك رغب صلي الله عليه وسلم إلى ربه أن لا يجعل قبره وثنا يعبد، وقد عبدت القبور بأنواع العبادة كما لا يخفى، وتقدم في حديث عائشة رضي الله عنها:" ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا "وقد استجاب الله دعوة نبيه صلي الله عليه وسلم وصان قبره وأحاطه بثلاثة جدران كما قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى -.
فأجاب رب العالمين دعاءه
…
وأحاطه بثلاثة الجدران
قوله: ولابن جرير هو أبو جعفر ابن جرير صاحب التفسير الكبير، وهو أجل التفاسير وأحسنها وهو من أئمة المسلمين المجتهدين وله كتاب الأحكام - رحمه الله تعالى -. قوله:"كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره" فيه شاهد للترجمة؛ فإنهم غلوا فيه لأجل صلاحه واتخذوه وثنا بتعظيمه وعبادته، وصار من أكبر أوثان أهل الجاهلية.
قوله: وعن ابن عباس رضي الله عنهما. قال: " لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم زائرات القبور
1 رواه مالك في " الموطأ" رقم (85) في قصر الصلاة في السفر: باب جامع الصلاة مرسلا ، ورواه أحمد في "المسند" 2 / 246 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مسندا بلفظ:" اللهم لا تجعل قبري وثنا ، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، ورواه أيضا ابن سعد وأبو نعيم في " الحلية 7/ 317 ، وهو حديث صحيح.
2 سورة النجم آية: 19.
3 سورة المائدة آية: 77.
والمتخذين عليها المساجد، والسرج "رواه أهل السنن1.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الأوثان.
الثانية: تفسير العبادة.
الثالثة: أنه صلي الله عليه وسلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه.
الرابعة: قرنه بهذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد.
الخامسة: ذكر شدة الغضب من الله.
السادسة: وهي من أهمها: معرفة صفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان.
السابعة: معرفة أنه قبر رجل صالح.
الثامنة: أنه اسم صاحب القبر، وذكر معنى التسمية.
التاسعة: لعنة زوارات القبور.
العاشرة: لعنة من أسرجها.
............................................................................................
والمتخذين عليها المساجد والسرج "رواه أهل السنن.
وهذا الحديث صحيح صححه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -، ويكفيك في الاحتجاح به رواية أهل السنن له، ولم يذكر أحد منهم له علة، ولا معارض له.
1 رواه أبو داود (3236) في الجنائز: باب في زيارة القبور ، والترمذي (320) في الصلاة: باب كراهية أن يتخذ على القبر مسجدا ، والنسائي 4/ 94 و 95 في الجنائز: باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور ، وابن ماجه (1575) في الجنائز: باب ما جاء في النهي عن زيارة القبور ، ورواه أيضا أحمد في"المسند" 1/229 و287 و 324 و337 ، وفيه أبو صالح مولى أم هانئ ، وهو ضعيف ، ولكن الفقرة الأولى من الحديث " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور " صحيحة ، فقد رواها من حديث أبي هريرة أحمد في " المسند" 2/ 337 و 356 ، والترمذي (1056) ، وابن ماجه (1576)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ، ورواها من حديث حسان أحمد 3/ 442 و 443 ، وابن ماجه (1574) ، والحاكم 1/ 374 وهو حديث صحيح بشواهده. انظر " الإرواء" رقم (761) ، (774) وعلى كل فإن إيقاد السرج على القبور وثنية لا يرضاها الإسلام.