الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
52-
باب لا يقال السلام على الله
في " الصحيح " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " كنا إذا كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام "1.
......................................................................................................
باب لا يقال السلام على الله
"في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " كنا إذا كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده " الحديث.
هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم عن ابن مسعود، وفي هذا الحديث النهي عن ذلك، وقد " كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة المكتوبة استغفر ثلاثا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام "2 وفي الحديث أن هذا هو تحية أهل الجنة لربهم تبارك وتعالى.3
1 البخاري رقم (835) في الأدان باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب ، ومسلم رقم (402) (58) في الصلاة: باب التشهد في الصلاة ، وأبو داود رقم (968) في الصلاة: باب التشهد ، وابن ماجه رقم (899) في إقامة الصلاة: باب ما جاء في التشهد. وتتمة الحديث في البخاري: "
…
ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء - أو بين السماء والأرض- أشهدأن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدأ عبده ورسوله ، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو".
2 مسلم رقم (591) في المساجد: باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته ، وأبو داود رقم (1513) في الصلاة: باب مايقول الرجل إذا سلم، والترمذي رقم (300) فيه: باب ما يقول إذا سلم من الصلاة ، والنسائي 3/68 في السهو: باب الاستغفار بعد التسليم ، وفي عمل اليوم والليلة رقم (139)، وابن ماجه رقم (928) في إقامة الصلاة: باب ما يقال بعد التسليم ، والدارمي رقم (1355) في الصلاة: باب القول بعد السلام ، وأحمد في " المسند" 5/275 و 279 من حديث ثوبان رضي الله عنه، ورواه مسلم (592) ، وأبو داود (1512) ، والترمذي (298) ، والنسائي 3/ 69 ، وابن ماجه رقم (924) ، والدارمي (1354) ، وأحمد 6/62 184 و 235 من حديث عائشة رضي الله عنها.
3 روى البخاري رقم (3326) في الأنبياء: باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته ورقم (6227) في الاستئذان: باب بدء السلام ومسلم رقم (2841) في الجنة: باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير ، وأحمد 2/ 315 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال:"لما خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ، قال: اذهب فسلم على أولئك ، لنفر من الملائكة جلوس ، فاستمع إلى ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال: السلام عليكم ، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه: ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، قال: فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن".
فيه مسائل:
الأولى: تفسير السلام.
الثانية: أنه تحية.
الثالثة: أنها لا تصلح لله.
الرابعة: العلة في ذلك.
الخامسة: تعليمهم التحية التي تصلح لله.
......................................................................................................
قوله: " فإن الله هو السلام " أي هو تعالى سالم من كل نقص ومن كل تمثيل فهو الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل عيب ونقص.
قال في "البدائع": السلام اسم مصدر، وهو من ألفاظ الدعاء يتضمن الإنشاء والإخبار، فجهة الخبرية فيه لا تناقض الجهة الإنشائية، وهو معنى السلام المطلوب عند التحية، وفيه قولان مشهوران:
"الأول " أن السلام هنا هو الله عز وجل، ومعنى السلام: نزلت بركته عليكم ونحو هذا، فاختير في هذا المعنى من أسمائه عز وجل اسم السلام دون غيره من الأسماء.
"الثاني " أن السلام مصدر بمعنى السلامة وهو المطلوب المدعو به عند التحية، ومن حجة أصحاب هذا القول أنه يأتي منكرا فيقول المسلم: سلام عليكم، ولو كان اسما من أسماء الله لم يستعمل كذا. ومن حجتهم أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى، وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبرا أو دعاء.