الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه مسائل:
الأولى: معرفة اليهود بالشرك الأصغر.
الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى.
الثالثة: قوله صلي الله عليه وسلم " أجعلتني لله ندا؟ " فكيف بمن قال:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العَمِمِ
والبيتين بعده؟
: أنها قد تكون الرابعة: أن هذا ليس من الشرك الأكبر، لقوله: يمنعني كذا وكذا.
الخامسة: أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي.
السادسة سببا لشرع بعض الأحكام.
45-
باب من سب الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} 1 الآية.
في " الصحيح " عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى:
.......................................................................................................
قوله: "باب من سب الدهر فقد آذى الله. وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} . قال العماد ابن كثير في تفسيره: يخبر الله تعالى عن دهرية الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد، وقالوا:{مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} 2 أي ما ثم إلا هذه الدار يموت قوم ويعيش آخرون ولا ثم معاد ولا قيامة، وهذا يقوله مشركو العرب المنكرون للمعاد، ويقوله الفلاسفة الإلهيون منهم وهم ينكرون البداءة والرجعة، ولهذا قال عنهم:{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} قال سبحانه: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} 3 أي يتوهمون ويتخيلون.
قوله: "عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم
1 سورة الجاثية آية: 24.
2 سورة الجاثية آية: 24.
3 سورة الجاثية آية: 24.
يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ".
وفي رواية: " لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر "1.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن سب الدهر.
الثانية: تسميته أذى لله.
..................................................................................................
يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ". وفي رواية: " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر "قال في شرح السنة: حديث متفق على صحته أخرجاه من طريق معمر من أوجه عن أبي هريرة قال: "ومعناه أن العرب كانت من شأنها ذم الدهر وسبه عند النوازل؛ لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر، فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فاعلها، فكان مرجع سبها إلى الله عز وجل، إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها فنهوا عن سب الدهر"، انتهى باختصار. ونسبة الفعل إلى الدهر ومسبته كثيرة في أشعار المولدين كابن المعتز والمتنبي وغيرهما، وليس منه وصف السنين بالشدة لقوله تعالى:{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} 2 الآية. قال بعض الشعراء:
إن الليالي من الزمان مهولة
…
تطوى وتنشر بينها الأعمار
فقصارهن مع الهموم طويلة
…
وطوالهن مع السرور قصار
وقال أبو تمام:
أعوام وصل كاد ينسى طيبها
…
ذكر النوى فكأنها أيام
ثم انبرت أيام هجر أعقبت
…
نحوي أسى فكأنها أعوام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها
…
فكأنها وكأنهم أحلام
1 البخاري رقم (4826) في التفسير: تفسير سورة الجاثية ، ورقم (6181) في الأدب: باب لا تسبوا الدهر ، ورقم (7491) في التوحبد: باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله)، ومسلم رقم (2246) (2) في الألقاظ من الأدب: باب النهي عن سب الدهر ، وأحمد 2/238 و 272 ، والرواية الثانية رواها مسلم رقم (2246) (5) في الألفاظ: باب النهي عن سب الدهر ، وأحمد في المسند 2/395 و 491 و 496 و 499 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2 سورة يوسف آية: 48.