الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإجماع. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 6717 وتاريخ14/ 3 / 1404 هـ
السؤال الأول: هل يجوز أن تؤدي
صلاة الجمعة في مسجد لم ينو إقامة الجمعة فيه عند أول تأسيسه
. أي هل يلزم الإنسان المسلم الذي ينوي بناء مسجد إخبار المسلمين الآخرين في المدينة بأنه يقيم مسجده لله جل شأنه على أساس أن تقام فيه الصلوات الخمس مع صلاة الجمعة وهل تصح إقامة صلاة الجمعة فيه وإن لم يقل بذلك بانيه عند وضع قواعد المسجد؟
الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر فلا مانع من تحويل المسجد من كونه لإقامة صلاة الجماعة إلى جعله مسجدا تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة وكونه نوى المسجد عند بنائه لإقامة صلاة الجماعة أو لم ينو إقامة صلاة الجمعة لا يمنع من تحويله بعد انتهاء البناء أو قبله من جعله مسجدا تقام فيه صلاة الجمعة بالإضافة إلى إقامة صلاة الجماعة ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بهذا الشرط فهو شرط لا أصل له في الكتاب ولا في السنة.
السؤال الثاني: هل تصح إقامة صلاة الجمعة في عدة مساجد في مدينة كبيرة إذا وجد أكثر من مسجد واحد أو يلزم المسلمين جميعا في تلك المدينة التجميع في مسجد واحد لتأدية صلاة الجمعة وترك بقية المساجد
حتى ولو وجد أئمة خطباء وعدد من جماعة المسلمين في كل من تلك المساجد؟
الجواب: يجوز تعدد إقامة صلاة الجمعة في أكثر من مسجد في أكثر إذا دعت الحاجة إلى ذلك كسعة البلد وتباعد أقطاره وبعد الجامع أو ضيقه أو خوف فتنة فيجوز التعدد بحسبها فقط لأنها تفعل في الأمصار في مواضع كثيرة فكان إجماعا. ذكر ذلك العلامة ابن مفلح في كتابه المبدع شرح المقنع وذكره الطحاوي وغيره من اتباع الأئمة أنه الصحيح من أقوال أهل العلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يجوز التعدد للحاجة. وذكر الإمام السرخسي أن الصحيح من مذهب أبي حنيفة جواز إقامتها في مصر واحد في مسجدين أو أكثر.
وفي تنوير الأبصار وشرحه الدر المختار وتؤدي في مصر واحد بمواضع كثيرة مطلقا على المذهب وعليه الفتوى.
وقال الخرقي وإذا كان البلد كبيرا يحتاج إلى جوامع فصلاة الجمعة في جميعها جائزة وأوضح ذلك العلامة ابن قدامة في شرحه المغني المختصر فقال: وجملته أن البلد متى كان كبيرا يشق على أهله الاجتماع في مسجد واحد ويتعذر ذلك لتباعد أقطاره أو ضيق مسجده عن أهله كبغداد وأصبهان ونحوهما من الأمصار الكبار جازت إقامة الجمعة بما يحتاج إليه من جوامعها وهذا قول عطاء وأجازه أبو يوسف في بغداد دون غيرها لأن الحدود تقام فيها في موضعين والجمعة حيث تقام الحدود. وهذا قول ابن المبارك. وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي لا تجوز الجمعة في بلد واحد في أكثر من موضع واحد لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجمع لا في مسجد واحد وكذلك الخلفاء بعده ولو جاؤا لم يعطلوا المساجد حتى
قال ابن عمر لا تقام الجمعة إلا في المسجد الأكبر الذي يصلي فيه الإمام ولنا أنها صلاة شرع لها الاجتماع والخطبة فجازت فيما يحتاج إليه من المواضع كصلاة العيد وقد ثبت أن عليا رضي الله عنه كان يخرج يوم العيد إلى المصلى ويستخلف على ضعفة الناس أبا مسعود البدري فيصلي بهم فأما ترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة جمعتين فلغناهم عن إحداهما لأن أصحابه كانوا يريدون سماع خطبته وشهود جماعته وإن بعدت منازلهم لأنه المبلغ عن الله وشارع الأحاكم. ولما دعت الحاجة إلى ذلك في الأمصار صليت في أماكن ولم ينكر فصار إجماعا وقول ابن عمر يعني أنها لا تقام في المساجد الصغار ويترك الكبار وأما اعتبار ذلك بالحدود فلا وجه له. قال أبو داود سمعت أحمد يقول: أقام مصعب بن عمير الجمعة في المدينة حين قدمها وهم مختبئون في دار، فجمع بهم وهم أربعون. انتهى كلام ابن قدامة.
والقول بجواز تعدد الجمعة في البلد الواحد إذا دعت إلى ذلك الحاجة هو الصواب الموافق لقواعد الشرع المطهر ولعمل المسلمين فيما مضى من الأعصار في جميع الأمصار التي يحتاج سكانها إلى التعدد. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 6840 وتاريخ 18/ 4 / 1404 هـ
سؤال: رجل يقول إننا نعاني من مشكلة منذ زمن وهي فقدنا النقود. في عدة أماكن من المنزل ووصل الأمر إلى فقدان المصوغات الذهبية علما
بأننا نسكن في المنزل المكون من ثلاثة أدوار أنا وأبنائي وعائلاتهم ولا يوجد لدينا غريب ولا يوجد لدينا شك في أحد الموجودين في المنزل. وبسؤالنا بعض من لهم خبرة في هذا المجال فمنهم من يقول بأن هناك جان ومنهم من يقول (منكم وفيكم) ولا يستطيع أن يوضح اسم الفاعل. هذا مع ملاحظة أن جميع من بالمنزل ممن يتقون الله ويخافونه ويؤدون الفرائض على الوجه الصحيح ولا يؤذون أحدا أو يرتكبون المحرمات ومن كثرة المشاكل التي نواجهها مشكلة أخيرة حصلت منذ أسبوع فقد أحضر أحد الأبناء مبلغا وقدره (عشرة آلاف ريال) ولم يمضي على وجودها سوى ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر للذهاب بها إلى البنك ولكن فوجئ بفقدان مبلغ أربعة آلاف ريال من المبلغ الأصلي على الرغم من وجود المبلغ بأجمعه في الحقيبة الخاصة به وفي شهر رمضان المبارك تم وضع مبلغ 1050 ريال وخرج صاحب المبلغ لأداء صلاة التراويح على الرغم من قيامه بقراءة آية الكرسي على النقود وبعض الآيات المستحبة ولكن رجع ولم يجد المبلغ على الرغم من عدم وجود أي شخص في المنزل.
هذه من المشاكل التي نواجهها في فقدان النقود والذهب المتكررة لذا نرجو إفادتنا والإفتاء في موضوعنا الذي أصبح يزعجنا وأصبحنا نقوم بحفظ نقودنا ومصوغاتنا في أحد منازل أبنائي القريبة من منزلي أو في البنك فنحن لا نستطيع الاحتفاظ بأدنى مبلغ في المنزل مع العلم بأن الإنسان لا يستغنى عن وجود مبلغ بسيط للصرف على الاحتياجات اليومية أفيدونا في حل مشكلتنا أفادكم الله وجزاكم عنا خير الجزاء.
الجواب: إذا ثبت أن ما يؤخذ منكم لم يكن بفعل أحد من الآدمين لا سكان البيت ولا غيرهم فهو والله أعلم من عمل شياطين الجن لأن
مثل هذا يقع منهم كثيرا بإذن الله وقد ورد في القرآن والسنة ما يدل عليه قال تعالى عن نبيه سليمان عليه الصلاة والسلام: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (1){قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} (2) الآية. وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «(وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة " قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه سيعود" فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة " قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: " أما إنه قد كذبك وسيعود " فرصدته الثالثة فجاء يحثو الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال. دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت وما هي قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما فعل أسيرك البارحة " قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: " ما هي "
(1) سورة النمل الآية 38
(2)
سورة النمل الآية 39
(3)
البخاري 3/ 63 - 64، 4/ 92، 6/ 104 (تعليقا)، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) ص / 532 - 533 برقم (959) وابن خزيمة 4/ 91 - 92 برقم (2424)، والبيهقي في (الدلائل) 7/ 107 - 108. وانظر (تغليق التعليق) لابن حجر 3/ 295، 296.