الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأقول وبالله التوفيق:
[اعلم] أن الألفات الواقعة في كتاب الله تعالى تنقسم باعتبار مواقعها إلى ستة أقسام: ألف وصل، وألف أصل، وألف قطع، وألف ما لم يسم فاعله، وألف المتكلم وهي ألف الخبر عن نفسه، وألف الاستفهام. وسأبين ذلك ألفا ألفا إن شاء الله تعالى، ليكون أنموذجا يقاس عليه ما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره.
[1 -
ألف الوصل]:
فأما ألف الوصل فإنها تكون في الأسماء والأفعال:
أما التي في الأسماء فكلها ألفات قطع إلا عشرة أسماء، وهي: ابن، وابنة، وامرؤ، وامرأة، واثنان، واثنتان، واسم، واست، و [الألف] المصاحبة [151 ب] للام التعريف، وألف المصدر سوى مصدر الثلاثي، المهموز الأول، وسوى مصدر الفعل الرباعي.
واختلف في "أيمن الله " في القسم: فقال سيبويه: هي ألف وصل، وقال الكوفيون والفراء: هي ألف قطع، [ويقال] في ايمن الله: ايم الله
بحذف اللام، فهذه عشرة أسماء خلافا لسيبويه.
فالموجود منها في كتاب الله عز وجل ثمانية أسماء وهي: ابن، وابنة، وامرؤ، وامرأة، واثنان، واثنتان، واسم، وألف لام التعريف: أمثلة ذلك قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (1) و {إِنَّ ابْنِي} (2) و {ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} (3) و {ابْنَتَ عِمْرَانَ} (4) و {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ} (5) و {امْرَأَ سَوْءٍ} (6){وَإِنِ امْرَأَةٌ} (7){وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} (8) و {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} (9) و {اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} (10) و {فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} (11) و {اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا} (12) و {بِغُلَامٍ اسْمُهُ} (13)[مريم 7]{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} (14) وما أشبه ذلك.
ويستدل على ألف الوصل في ذلك بسقوطها [152 أ] في التصغير، [تقول]: بني، وبنية، ومريء، ومريئة، وثنيان تصغير اثنين، وثنيتان تصغير اثنتين، وسمي تصغير اسم. وتبتدئ بالألف في كل ذلك بالكسر (15).
(1) سورة المائدة الآية 114
(2)
سورة هود الآية 45
(3)
سورة القصص الآية 27
(4)
سورة التحريم الآية 12
(5)
سورة النساء الآية 176
(6)
سورة مريم الآية 28
(7)
سورة النساء الآية 128
(8)
سورة القصص الآية 9
(9)
سورة المائدة الآية 106
(10)
سورة المائدة الآية 12
(11)
سورة النساء الآية 11
(12)
سورة الأعراف الآية 160
(13)
سورة مريم الآية 7
(14)
سورة المزمل الآية 8
(15)
ابن الأنباري 84، وابن خالويه 50.
وأما ألف لام التعريف فكقوله تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} (1) وما أشبه ذلك. وهي مفتوحة في الابتداء في جميع الأحوال.
وإنما سميت هذه الألفات ألفات وصل للتوصل بها إلى النطق بالساكن، أو لاتصال ما قبلها بما بعدها، والله أعلم (2).
وأما التي في الفعل فتعرف بشيئين: بسقوطها في درج الكلام إذا وصلت ما قبلها بما بعدها، وبانفتاح أول مستقبلها (3)، كقوله تعالى:{قَالَ اذْهَبْ} (4) و {أَنِ اقْتُلُوا} (5) و {فَقُلْنَا اضْرِبْ} (6)[البقرة 60] وما أشبه ذلك.
ألا ترى أن مستقبل ذلك مفتوح في قولك: يذهب، ويقتل، ويضرب.
أما الابتداء بها فتكون [152 ب] مضمومة ومكسورة: والطريقة في ذلك أن ننظر إلى ثالث المضارع: فإن كان مضموما ضمة لازمة ضمت الهمزة في الابتداء (7)، كقوله تعالى:{اسْكُنْ أَنْتَ} (8) و {اقْتُلُوا يُوسُفَ} (9){ادْخُلُوا الْأَرْضَ} (10) وما أشبه ذلك. واحترزت بقولي ضمة لازمة عن الضمة العارضة كما في قوله تعالى: {أَنِ امْشُوا} (11) فإن الهمزة في امشوا في الابتداء مكسورة.
(1) سورة الحشر الآية 23
(2)
ينظر ابن خالويه 20 وحاشية الصفحة.
(3)
ابن الأنباري 77. وزاد ابن خالويه 20: وسقوطها في الماضي.
(4)
سورة الإسراء الآية 63
(5)
سورة النساء الآية 66
(6)
سورة البقرة الآية 60
(7)
ابن الأنباري 77، وابن خالويه 24.
(8)
سورة البقرة الآية 35
(9)
سورة يوسف الآية 9
(10)
سورة المائدة الآية 21
(11)
سورة ص الآية 6