الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بقلق واضطراب عندما يرون أن تدفق غير المسلمين إلى هذه البلاد في ازدياد مستمر وأنهم يلقون حظهم الأوفر من أموال المسلمين وثرواتهم فهل أنتم نبهتم الحكومة على هذه الأخطار؟
الجواب: نعم قد شعر المسلمون بخطر من هؤلاء المشركين وقد نبه ولي الأمر على أنه يجب تطهير الجزيرة من الكفرة والعناية بعدم دخولهم فيها وعدم إقامتهم فيها وقد وافق ولي الأمر على التقليل منهم ووعد وفقه الله بالعناية التامة بهذا الشأن وأن لا يستقدم إلا من تدعو الضرورة إليهم أو الحاجة الشديدة إليهم. فأسأل الله له التوفيق والإعانة على كل خير.
السؤال الرابع: ما هي
المسؤوليات التي تجب علينا نحو الجهاد الإسلامي في أفغانستان
وما هي الجهود التي قمتم بها في هذا الصدد حتى الآن؟
الجواب: لا ريب أن الجهاد في أفغانستان جهاد إسلامي يجب أن يشجع ويدعم من المسلمين جميعا لأنهم مسلمون يقاتلون عدوا شرسا خبيثا من أكفر الكفرة وأرذلهم ومن أقواهم فيما يتعلق بالقدرة الحسية فليس هناك تكافؤ بين القوتين ولكن نصر الله وتأييده لإخواننا المجاهدين. فالواجب على أهل الإسلام جميعا أن يساعدوهم وأن يعينوهم بالمال والنفس والرأي والشفاعة وكل ما يعد دعما لهم وإعانة. هذا هو الواجب على المسلمين جميعا وقد قامت الدولة وفقها الله بتشجيع الشعب السعودي على مساعدتهم وقد حصل من ذلك مساعدات كثيرة للمجاهدين عن طريق الشعب وغيره ولا نزال مستمرين في هذا الأمر مع إخواننا في هذه المملكة. والدولة وفقها الله تشجع الشعب على ذلك وتعين على إيصال هذه المساعدات إلى المجاهدين والمهاجرين لأنهم بحاجة شديدة إلى ذلك. وهذا حق على الجميع ونسأل الله أن يعيننا على الاستمرار وأن ينصر إخواننا وأن يعينهم على ما فيه نجاتهم وسعادتهم ونصرهم على عدوهم،
وأن يذل أعداء الإسلام أينما كانوا وأن يكبتهم وأن يعين عليهم إنه خير مسؤول.
السؤال الخامس: ما هي الطرق الناجحة لديكم للقيام بالدعوة إلى الله في هذا العصر؟
الجواب: أنجح الطرق في هذا العصر وأنفعها استعمال وسائل الإعلام لأنها ناجحة وهي سلاح ذو حدين. فإذا استعملت هذه الوسائل في الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من طريق الإذاعة والصحافة والتلفاز فهذا شيء كبير ينفع الله به الأمة أينما كانت وينفع الله به غير المسلمين أيضا حتى يفهموا الإسلام وحتى يعقلوه ويعرفوا محاسنه ويعرفوا أنه طريق النجاح في الدنيا والآخرة. والواجب على الدعاة وعلى حكام المسلمين أن يساهموا في هذا بكل ما يستطيعون من طريق الإذاعة ومن طريق الصحافة ومن طريق التلفاز ومن طريق الخطابة في المحافل ومن طريق الخطابة في الجمعة وغير الجمعة وغير ذلك من الطرق التي يمكن إيصال الحق بها إلى الناس وبجميع اللغات المستعملة حتى تصل الدعوة والنصيحة إلى جميع العالم بلغاتهم.
هذا هو الواجب على جميع القادرين من العلماء وحكام المسلمين والدعاة إلى الله عز وجل حتى يصل البلاغ إلى كافة العالم في جميع أنحاء المعمورة باللغات التي يستعملها الناس. وهذا هو البلاغ الذي أمر الله به قال الله سبحانه وتعالى لنبيه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (1). فالرسول صلى الله عليه وسلم عليه البلاغ وهكذا الرسل جميعا عليهم البلاغ صلوات الله وسلامه عليهم وعلى أتباع الرسل أن يبلغوا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية (2)» . وكان إذا خطب الناس يقول: «فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ
(1) سورة المائدة الآية 67
(2)
صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3461)، سنن الترمذي العلم (2669)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 159)، سنن الدارمي المقدمة (542).
أوعى من سامع (1)». فعلى جميع الأمة حكاما وعلماء وتجارا وغيرهم أن يبلغوا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الدين وأن يشرحوه للناس بشتى اللغات الحية المستعملة في أساليب واضحة وأن يشرحوا محاسن الإسلام وحكمه وفوائده وحقيقته حتى يعرفه أعداؤه وحتى يعرفه الجاهلون به وحتى يعرفه الراغبون فيه. والله ولي التوفيق.
وختاما لهذا اللقاء فإني أنصح إخواني المسلمين في باكستان وفي بنجلاديش وفي كل مكان أن يتقوا الله وأن يعملوا بشرعه وأن يعملوا بما أوجب الله عليهم وأن يدعوا ما حرم الله عليهم أينما كانوا وأن يحذروا الشرك بالله قليله وكثيره دقيقه وجليله وأن يخلصوا لله العبادة في جميع الأحوال وأن يحذروا ما وقع فيه كثير من الناس من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم سواء كانوا من الأنبياء أو الأولياء أو غيرهم كما أحذرهم من التعلق على الأشجار أو الأحجار أو الأصنام أو غيرها من الجمادات لأن العبادة حق الله وحده ليس له فيها شريك كما قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (2). الآية. وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (3). ويقول سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (4).
فالواجب على جميع المسلمين أن يخصوا الله بالعبادة دون كل ما سواه وأن يؤدوا حقه الذي فرض عليهم من الصلاة وغيرها وأن يحذروا ما حرم الله عليهم وأن يتواصوا بالحق والصبر عليه وأن يتعاونوا على البر والتقوى أينما كانوا وأن يتفقهوا في دين الله وأن يجتهدوا في تلاوة القرآن الكريم والتدبر لمعانيه والتعقل والعمل بما فيه لأنه كتاب الله فيه الهدى
(1) صحيح البخاري الحج (1741)، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (1679)، سنن ابن ماجه المقدمة (233)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 49)، سنن الدارمي المناسك (1916).
(2)
سورة الإسراء الآية 23
(3)
سورة البينة الآية 5
(4)
سورة الجن الآية 18
والنور. قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله (1)» . والله يقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (2). ويقول سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (3). فالواجب على المسلمين جميعا أن يتعقلوه ويتدبروه ويعملوا به. وهكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجب العناية بها وحفظ ما تيسر منها والعمل بها وتفسير ما أشكل من القرآن بالسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها الوحي الثاني والأصل الثاني من أصول الشريعة التي يجب أن يرجع إليها في كل ما أشكل في كتاب الله وفي كل ما أشكل من الأحكام.
هذه وصيتي لجميع المسلمين وأن لا تشغلهم الدنيا وشهواتها عن آخرتهم بل يجب عليهم أن يستعينوا بالدنيا على الآخرة وأن يجعلوا الدنيا مطية للآخرة حتى ينجحوا ويربحوا ويفلحوا والله ولي التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
(1) سنن الترمذي المناقب (3788)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 17).
(2)
سورة الإسراء الآية 9
(3)
سورة فصلت الآية 44