الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمثلة ذلك: {أَنْعَمْتَ} (1){أَفْرِغْ عَلَيْنَا} (2){أَخْرِجْنَا مِنْهَا} (3){أَنْزَلَ اللَّهُ} (4){أَلْهَاكُمُ} (5) وما أشبه ذلك. ألا ترى أن وزن ذلك " أفعل " فالهمزة زائدة على الفاء والعين واللام، وأن المصادر منها مكسورة، كقوله تعالى:{إِخْرَاجًا} (6) و {إِجْرَامِي} (7) و {إِعْرَاضُهُمْ} (8) و {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (9) وشبه ذلك. وأن حرف المضارعة من ذلك كله مضموم كقولك: ينعم، ويفرغ، ويلهى ويشبهه. وأن الألف في الماضي مفتوحة، فافهم ذلك.
(1) سورة الفاتحة الآية 7
(2)
سورة البقرة الآية 250
(3)
سورة المؤمنون الآية 107
(4)
سورة البقرة الآية 90
(5)
سورة التكاثر الآية 1
(6)
سورة نوح الآية 18
(7)
سورة هود الآية 35
(8)
سورة الأنعام الآية 35
(9)
سورة البقرة الآية 256
[41 -
ألف الاستفهام]
(1).
وأما ألف الاستفهام فإنها تقع في الأسماء والأفعال، تعرف في النوعين بوقوع "أم " بعدها، ويحسن (هل) في موضعها:
فمثال وقوع "أم" بعدها قوله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} (2){قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} (3){قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ} (4) وشبه ذلك. ومثال ما يحسن "هل " في موضعها قوله تعالى: نحن صددناكم [سبأ 32]{أَسِحْرٌ هَذَا} (5){أَرَاغِبٌ أَنْتَ} (6) وما أشبهه ألا ترى أنه يحسن في موضعها "هل" كقولك: هل صددناكم؟، هل سحر هذا؟ هل راغب أنت؟ وشبهه.
(1) ابن الأنباري 80، 84.
(2)
سورة النمل الآية 59
(3)
سورة يونس الآية 59
(4)
سورة الأنعام الآية 143
(5)
سورة يونس الآية 77
(6)
سورة مريم الآية 46
ومثال وقوع أم بعدها في الأفعال قوله تعالى: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} (1){أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ} (2){قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ} (3)[البقرة 80]{أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ} (4) وما أشبه ذلك. ومثال ما يحسن في موضعها "هل" قوله تعالى: {أَتُهْلِكُنَا} (5){أَعَجِلْتُمْ} (6){أَرَأَيْتُمْ} (7){أَتَجْعَلُ فِيهَا} (8){أَحَسِبَ النَّاسُ} (9) وما أشبه ذلك، ألا ترى أنه يحسن في موضع ذلك كله "هل" والألف في هذه الأمثلة مفتوحة أبدا.
تنبيه: اعلم أن ألف الاستفهام تدخل على ألف الوصل، وألف القطع، وألف لام التعريف، فإذا دخلت ألف الوصل ثبت ألف الاستفهام وسقطت ألف الوصل، وذلك أن ألف الوصل إنما جيء بها للتوصل إلى النطق بالساكن الذي بعدها، فلما دخلت عليها همزة الاستفهام استغني عنها بها، كقوله تعالى:[155 أ]{أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا} (10) استكبرت [ص75] أستغفرت [المنافقون 6]، أصطفى البنات [الصافات 153]، {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} (11) {افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (12) إذ أصل ذلك همزتان: الأولى مفتوحة وهي ألف الاستفهام، والثانية مكسورة
(1) سورة سبأ الآية 8
(2)
سورة مريم الآية 78
(3)
سورة البقرة الآية 80
(4)
سورة ص الآية 63
(5)
سورة الأعراف الآية 155
(6)
سورة الأعراف الآية 150
(7)
سورة الأنعام الآية 46
(8)
سورة البقرة الآية 30
(9)
سورة العنكبوت الآية 2
(10)
سورة البقرة الآية 80
(11)
سورة مريم الآية 78
(12)
سورة الأنعام الآية 21
وهي ألف الوصل التي حذفت واستغني عنها بألف الاستفهام (1). قال ذو الرمة:
أستحدث الركب من أشياعهم خبرا
…
. . . . . . . . .
فقطع الألف لأنها ألف الاستفهام وأسقط ألف الوصل. . . والله أعلم.
وإذا دخلت ألف الاستفهام على ألف القطع نظرت: فإذا كانت ألف القطع مفتوحة ففيها للعرب لغات:
منهم من يهمزهما معا، فيأتي بهمزتين مقصورتين.
ومنهم من يدخل ألفا استثقالا للجمع بينهما كما قال ذو الرمة:
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل
…
وبين النقا آأنت أم أم سالم
فأدخل بين الهمزتين ألفا لئلا يجمع بين همزتين، والمعنى: أأنت أحسن أم أم سالم؟.
ومنهم [155 ب] من يبدل الثانية ألفا، فيأتي بهمزة ومدة.
أما من أثبتهما معا، فمنهم من حقق الثانية، ومنهم من أزال نبرتها بالتسهيل، وذلك نحو قوله تعالى:{أَأَنْذَرْتَهُمْ} (2){أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} (3){أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} (4){أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ} (5) وشبهه، وكل ذلك قرئ به.
(1) ينظر ابن الأنباري 89.
(2)
سورة البقرة الآية 6
(3)
سورة المائدة الآية 116
(4)
سورة يس الآية 23
(5)
سورة هود الآية 72