الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغيبة الأمراء أيضًا عظيمة؛ لأن الناس إذا انحط قدر أمرائهم عندهم، فإنهم لن ينصاعوا لأوامرهم، وسوف يحتقرونهم، فتحصل الفوضى، ويختل الأمن، ولهذا قال الله عز وجل:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)) (1) وهذا يشمل العلماء والأمراء، فإذا كان هؤلاء قد أمرنا بطاعتهم في غير معصية الله، فالواجب احترامهم واحترام
أعراضهم، وإذا علمنا من أحد منهم خطأ أو زللاً، فالواجب النصيحة له حتى يزول الإشكال.
فعلى الشباب ألا يتعصبوا للأشخاص، بل يأخذوا الحق ممن جاء به كائنًا من كان، وألا يجعلوا الخلاف يقودهم إلى احتقار الآخرين وهتك أستارهم وغيبتهم، فإن هذا مما لا يجوز بحال.
س 110: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: نحن طلاب العلم نحفظ الكثير من الآيات على سبيل الاستشهاد، وفي نهاية العام نكون قد نسينا الكثير منها، فهل ندخل في حكم من يعذبون
بسبب نسيان ما حفظوه
؟
(1) سورة النساء، الآية:59.
فأجاب بقوله: نسيان القرآن له سببان:
الأول: ما تقتضيه الطبيعة.
الثاني: الإعراض عن القرآن وعدم المبالاة به.
فالأول: لا يأثم به الإنسان ولا يعاقب عليه، فقد وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى بالناس ونسي آية، فلما انصرف ذكره بها أبي بن كعب رضي الله عنة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"هلا كنت أذكرتنيها"(1) .
وسمع رسول الله قارئًا يقرأ، فقال:"يرحم الله فلانًا فقد ذكرني آية كنت أنسيتها"(2) . وهذا يدل على أن النسيان الذي يكون بمقتضى الطبيعة ليس فيه لوم على الإنسان.
أما ما سببه الإعراض وعدم المبالاة فهذا قد يأثم به.
وبعض الناس يكيد له الشيطان ويوسوس له ألا يحفظ القرآن لئلا ينساه ويقع في الإثم، والله سبحانه وتعالى يقول:(فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)) (3) فليحفظ الإنسان
القرآن، لأنه خير وليؤمل عدم النسيان، والله سبحانه عند ظن عبده به.
(1) رواه أحمد 27/241 (16692) ، وأبو داود/كتاب الصلاة/باب الفتح على الإمام في الصلاة، برقم (907) .
(2)
انظر: صحيح البخاري/كتاب الشهادات/باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه/برقم (2655) ، ومسلم/كتاب صلاة المسافرين وقصرها/باب فضائل القرآن وما يتعلق به، برقم (788) .
(3)
سورة النساء، الآية:76.