الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س 71: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: إذا أراد الإنسان حفظ القرآن فبماذا تنصحونه
؟
فأجاب بقوله: الذي ننصحه به أن يبدأ من سورة البقرة، إلا إذا كان حفظه من المفصل أسهل له فليكن من المفصل؛ لأن بعض الناس يسهل عليه الحفظ من المفصل من أجل قصر سوره وآياته،
وكونه يسمعه من الأئمة في المساجد كثيرًا، فإذا كان هذا سهل عليه فليبدأ بما هو أسهل، وننصحه أيضًا بتعاهد حفظه كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وننصحه أيضًا أن يهتم بما كان حفظه أكثر من اهتمامه بكثرة الحفظ؟ لأن العناية بالموجود أولى من العناية بالمفقود.
س 72: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: هناك بعض طلبة العلم يبدأ طلب العلم بكتب الحديث ويعرض عن المتون الفقهية وحجتهم بأن المتون الفقهية خالية من أدلة الكتاب والسنة فهل
هذا صحيح
؟
فأجاب بقوله: الذي أرى أن يبدأ الطالب قبل كل شيء بفهم القرآن الكريم؟ لأن الله تعالى قال: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)) (1) ولأن القرآن لا يحتاج إلى أي
(1) سورة ص، الآية:29.
عناء في ثبوته؛ لأنه ثابت بالتواتر، لكن السنة فيها الصحيح، وفيها الحسن، وفيها الضعيف، وفيها الموضوع، فهي تحتاج إلى عناء، ثم هي أيضًا تحتاج إلى جمع أطرافها، فقد يبلغ الإنسان حديث عن
الرسول عليه الصلاة والسلام يكون له مخصص لعمومه، أو مقيد لإطلاقه، أو يكون هذا الحديث منسوخا وهو لا يعلم، ولهذا نجد كثيرا ممن زعموا أنهم مستندون إلى الحديث يخطئون في فهمه، أو في طريقة الاستدلال به. ولاشك أن السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أصل من الأصول، فهي كالقرآن في وجوب العمل بها إذا حصلت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأما قول السائل في سؤاله: أن بعض الطلبة يعرض عن المتون الفقهية؟ لأنها خالية مما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
فنقول: نعم، أكثر المتون الفقهية ليس فيها الدليل، ولكن توجد الأدلة في شروحها، فليست خالية من الأدلة باعتبار شروحها التي تذكر الأدلة وتحلل ألفاظها وتبين معانيها.
والذي أرى أن يكون الإنسان بادئا:
أولاً: بكتاب الله- عز وجل.
وثانيًا: بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وثالثًا: بكتب الفقه المبنية على الكتاب والسنة.
لأن هذه تضبط تصرفه وتصحح فهمه.