الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له: يا أخي أذن المؤذن فعليك أن تذهب وتصلي فإن الله يقول: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)(1) فقال صاحب الإبل: جزاك الله خيرًا، ووضع العصا التي يسوق بها الإبل وتوضأ ومشى معه.
ماذا حصل؟ حصل المقصود.
أما الأول: لو تمادى معه لحصل الشر وترك الخير، ولكن الثاني: أتاه بالتي هي أحسن فانقاد تمامًا.
فلذلك أقول: إن بعض طلبة العلم يكون عندهم غيرة لكن لا يحسنون التصرف، والواجب أن الإنسان يكون في تصرفاته على علم وبصيرة، وعلى قدر كبير من الحكمة. نسأل الله للجميع التوفيق، والحمد لله رب العالمين.
س 134: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: هل من توجيه إلى طلبة العلم حتى يكونوا دعاة؟ حيث إنهم يحتجون بطلب العلم وأنه يشغلهم عن الدعوة والبعض يحتج بالدعوة عن طلب العلم
؟
فأجاب بقوله: الدعوة التي تكون دون طلب العلم لا خير فيها،
(1) سورة طه، الآية:132.
بمعنى أنها تفوت خيرًا كثيرًا، والواجب على طالب العلم أن يطلب العلم مع الدعوة إلى الله.
ما المانع لطالب العلم إذا رأى شخصًا معرضًا بالمسجد الذي يطلب فيه العلم أن يدعوه إلى الله- عز وجل؟ ما المانع إذا خرج إلى السوق ليقضي حوائجه أن يدعو إلى الله- عز وجل في السوق
إذا رأى معرضًا عن دين الله؟
ما المانع إذا كان بالمدرسة ورأى من الطلبة من هو معرض أن يدعوه إلى الله- عز وجل ويأخذ بيده؟ لكن المشكلة أن الإنسان إذا رأى مخالفاً له بمعصية أو ترك أمر كرهه واشمأز منه، وأبعد عنه،
ويئس من إصلاحه، والله- سبحانه وتعالى بين لنا أن نصبر، وأن نحتسب.
قال الله لنبيه: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ)(1) فالإنسان يجب عليه أن يصبر ويحتسب، ولو رأى في نفسه شيئًا أو على نفسه شيئًا من الغضاضة فليجعل ذلك في ذات الله- عز وجل. إن النبي عليه الصلاة والسلام لما أدميت إصبعه في الجهاد، قال: هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت (2)
(1) سورة الأحقاف، الآية:35.
(2)
رواه البخاري/كتاب الجهاد/باب من ينكب في سبيل الله برقم (2592) .