الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س 68: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: ذكر عن ابن الوزير رحمه الله أن الصحابة أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي- رضي الله عنهم لم يحفظوا القرآن الكريم، وكذلك ما ورد عن الأئمة
كعثمان ابن أبي شيبة على قدره أنه لم يحفظ القرآن، وهذه الأشياء تدعو بعض طلبة العلم لترك حفظ كتاب الله، هل هذا صحيح
؟
فأجاب بقوله: أنا أستبعد أن أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليًا وهؤلاء الأجلة من الصحابة- رضي الله عنهم أجمعين- لم يحفظوا كتاب الله- هذا بعيد- وتعلم أن القرآن جمع على عهد أبي بكر،
وعلى عهد عثمان- رضي الله عنهم كيف يجمعون ولا يحفظون؟ بعيد جدًا ولكن حتى لو روي عنه فيجب أن ننظر في الإسناد أولاً ثم إذا صح الإسناد فنقول: إن الذي تحدث عنهم وقال إنهم لم يحفظوا القرآن كله تحدث عما علم، ويبعده جدًا أن مثل هؤلاء لا يحفظون القرآن، ولا ينبغي أن يثني الرجل عن حفظ القرآن مثل هذه الروايات.
س 69: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: من الأصول التي يرجع إليها طالب العلم الشرعي أقوال الصحابة- رضي الله عنهم فهل هي حجة يعمل بها
؟
فأجاب بقوله: قول الصحابي أقرب إلى الصواب من غيره بلا ريب وقوله حجة، بشرطين:
أحدهما: ألا يخالف نص كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والثاني: ألا يخالفه صحابي آخر.
فإن خالف الكتاب أو السنة فالحجة في الكتاب أو السنة، ويكون قوله من الخطأ المغفور.
وإن خالف قول صحابي آخر طلب الترجيح بينهما، فمن كان قوله أرجح فهو أحق أن يتبع، وطرق الترجيح تعرف إما من حال الصحابي، أو من قرب قوله إلى القواعد العامة في الشريعة، أو نحو ذلك.
ولكن هل هذا الحكم عام لجميع الصحابة أو خاص بالخلفاء الراشدين أو بأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما.
أما أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما فلا ريب أن قولهما حجة بالشرطين السابقين، وقولهما أرجح من غيرهما إذا خالفهما، وقول أبي بكر أرجح من قول عمر- رضي الله عنهما وقد روى الترمذي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقتدوا
بالذين من بعد أبي بكر وعمر" (1) ، وفي صحيح مسلم من حديث
(1) رواه أحمد 38/390 (23276) . والترمذي/كتاب المناقب/باب في مناقب أبي بكر وعمر كليهما، بر قم (3662) . وابن ماجه/المقدمة، بر قم (97) .
أبي قتادة- رضي الله عنه في قصة نومهم عن الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا"(1) .
وفي صحيح البخاري في باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "هما المرءان يقتدى بهما"(2) ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر- رضي الله عنه.
وأما بقية الخلفاء الراشدين، ففي السنن والمسند من حديث العرباض بن سارية- رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ"(3) . وأولى الناس بالوصف هذا الخلفاء الأربعة- رضي الله عنهم أجمعين- فيكون قولهم حجة.
وأما بقية الصحابة، فمن كان معروفًا بالعلم وطول الصحبة فقوله حجة، ومن لم يكن كذلك فمحل نظر، وقد ذكر ابن القيم- رحمه الله تعالى- في أول كتابه (إعلام الموقعين) : أن فتاوى الإمام
(1) انظر صحيح مسلم/كتاب المساجد ومواضع الصلاة/باب قضاء الصلاة الفائتة، برقم (681) .
(2)
صحيح البخاري/كتاب الحج/باب كسوة الكعبة برقم (1594) .
(3)
رواه أحمد 28/367 (17142) . والترمذي/كتاب العلم/باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة، برقم (2676) . وأبو داود/كتاب السنة/باب في لزوم السنة، برقم (4607) . وابن ماجه/المقدمة/باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين، برقم (42) .