الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س 179: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: هناك من الناس من يفتي بغير علم، ما حكم ذلك
؟
فأجاب بقوله: هذا العمل من أخطر الأمور وأعظمها إثمًا، وقد قرن الله- سبحانه وتعالى القول عليه بلا علم، بالشرك به، فقال تعالى:(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)(1) .
وهذا يشمل القول على الله في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله، أو شرائعه، فلا يحل لأحد أن يفتي بشيء حتى يعلم أن هذا هو شرع الله عز وجل وحتى تكون عنده أداة وملكة يعرف بها ما دلت عليه
النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحينئذٍ يفتي. والمفتي معبر عن الله- عز وجل ومبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قال قولاً وهو لا يعلم أو لا يغلب على ظنه- بعد النظر والاجتهاد والتأمل في الأدلة- فإنه يكون قد قال على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، قولاً بلا علم، فليتأهب للعقوبة، فإن الله عز وجل
يقول: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68)) (2)
(1) سورة الأعراف، الآية:33.
(2)
سورة العنكبوت، الآية:68.