المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٢

[أبو يعلى الموصلي]

فهرس الكتاب

- ‌مسند سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌مسند أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌مسند أبى جحيفة رضي الله عنه

- ‌مسند أبى الطفيل رضي الله عنه

- ‌بقية من مسند عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه

- ‌مسند خفاف بن إيماء الغفارى رضي الله عنه

- ‌مسند عقبة مولى جبر بن عتيد رضي الله عنه

- ‌مسند يزيد بن أسد رضي الله عنه

- ‌مسند سلمة الهمدانى رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله بن بحينة رضي الله عنه

- ‌ما أسند جهجاه الغفارى رضي الله عنه

- ‌ما أسند جارود العبدى رضي الله عنه

- ‌رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌سلمة بن قيصر رضي الله عنه

- ‌أبو أبى عمرة - رضى الله عنه

- ‌جد خالد، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ما أسند خرشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌خالد بن عدى الجهنى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو مالك أو ابن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو عزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قدامة بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو ليلى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ما أسنده عبد الرحمن بن حسنة الجهنى - رضى الله عنه

- ‌قيس بن أبى غرزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بشير السلمى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عبد الرحمن بن عثمان التيمى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو عبد الرحمن الجهنى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌يزيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌سبرة بن معبد الجهنى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الأسود بن سريع، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أبو لبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رجل، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أسيد بن حضير، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عروة بن مضرس، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أيمن بن خريم الأسدى

- ‌مسند سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌من مسند أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه

- ‌مسند ركانة رضي الله عنه

- ‌مسند بريدة رضي الله عنه

- ‌مسند أبي طلحة رضي الله عنه

- ‌مسند قيس بن سعد رضي الله عنه

- ‌مسند أبي ريحانة رضي الله عنه

- ‌مسند عثمان بن حنيف رضي الله عنه

- ‌مسند أبي واقد الليثي رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله الصنابحي رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن حديث رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن حريث رضي الله عنه (*) (رجل آخر ذكره أبو خيثمة)

- ‌مسند حارثة بن وهب رضي الله عنه

- ‌مسند معاذ بن أنس رضي الله عنه

- ‌مسند عرفجة بن أسعد رضي الله عنه

- ‌مسند أبي العشراء الدرامي .. عن أبيه رضي الله عنه

- ‌مسند عتبان رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن خارجة رضي الله عنه

- ‌مسند عمارة بن أوس رضي الله عنه

- ‌مسند سعد بن الأطول رضي الله عنه

- ‌مسند أبى مرثد الغنوى رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري رضي الله عنه

- ‌مسند المقداد أول بن عمرو الكندى رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الرحمن بن شبل الأنصارى رضي الله عنه

الفصل: ‌مسند أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

‌مسند أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

(*) -

870 -

حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن هشام بن الغاز، عن مكحولٍ، عن أبى عبيدة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتى قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِى أُمَيَّةَ".

(*) هو: الصحابى الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح، أحد العشرة، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان له موقف عظيم يوم أحد، وكان قائد جيش الخبط، وكان أمير الفتوح في أوائل عهد عمر، ومناقبه شهيرة لا تخفى مع العبادة والزهادة، حتى أتاه اليقين؛ فتوفى شهيدًا مبطونًا في طاعون عمواس - رضى الله عنه -.

870 -

ضعيف: أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"[رقم 817، 824]، من طريق هشام بن الغاز عن مكحول عن أبى عبيدة به ....

قلتُ: وهذا إسناد منقطع معلول، وفيه علتان:

الأولى: مكحول الشامى ما أدرك أبا عبيدة ولا هذه الطبقة من الصحابة أصلًا، وبهذا أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 435]، وكذا أعله الحافظ في "المطالب العالية" والبوصيرى في "إتحاف الخيرة" وهو كما قالوا.

والثانية: الاختلاف في إسناده، فرواه يحيى بن حمزة وعبد القدوس بن الحجاج عن هشام بن الغاز على الوجه الماضى. وخالفهما ابن غنيم البعلبكى، فرواه عن هشام فقال: عن مكحول عن أبى ثعلبة عن أبى عبيدة به

هكذا أخرجه الفسوى في "المعرفة"[1/ 46]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[41/ 68]، والبزار [1284]، من طريق محمد بن سليمان بن أبى داود الحرائى عن ابن غنيم به ....

قلتُ: وابن غنيم هذا شيخ مجهول لا يُعرف إلا بهذا الحديث، انظر "إكمال ابن ماكولا"[6/ 140]، وسماع مكحول من أبى ثعلبة غمز فيه بعضهم أيضًا، لكنه محتمل. وقد اختلف في سنده على محمد بن سليمان الماضى، فراه عنه عبد الرحمن بن عمرو الحرانى وسليمان بن سيف على الوجه السابق.

وخالفهما عبيد بن صدقة النصيبى، فرواه عن محمد بن سليمان فقال: عن صدقة بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن جابر عن أبى عبيدة به

=

ص: 205

871 -

حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعى، عن مكحول، عن أبى عبيدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ أَمْر أُمَّتِى قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَثْلِمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِى أُمَيَّةَ، يُقَالُ لَهُ: يَزِيدُ".

872 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطان، عن إبراهيم بن ميمونٍ،

= هكذا أخرجه محمد بن الحسين الحاجى في "فوائده" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 160]، وهذا إسناد كأنه موضوع، وعبيد بن صدقة شيخ لا يُعرف كما قاله ابن القطان الفاسى. وتعقبه الحافظ في "اللسان"[3/ 186] بكون حديثه عند العقيلى [3/ 287]، في ترجمة عمرو بن الجبار، لكن انقلب عليه - يعنى على ابن القطان - فعنده (عبيد بن صدقة) وهو كما قال ..

ثم قال الحافظ: "وهو لا بأس به" كذا قال، ولا أدرى من سبقه بتمشية حال عبيد بن صدقة؟ على أن الطريق إليه فيه من لم أهتد إلى ترجمته بعد، فالآفة إن لم تكن من ابن صدقة. فهى من الرواى عنه.

والإسناد ظاهر التوليد، والوجه الأول في هذا الحديث هو المحفوظ، لا سيما وقد توبع عليه هشام بن الغاز: تابعه الأوزاعى عند الحارث [2/ رقم 616/ زوائده]، والمؤلف [رقم 871]، كلاهما من طريق الحكم بن موسى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعى به

وهذا إسناد مستقيم لولا عنعنة الوليد عن الأوزاعى، فأجارك الله منها، وفى متنه زيادة منكرة، وفى تسمية ذلك الرجل الذي من بنى أمية.

نعم: للحديث شاهد عن أبى ذر مرفوعًا بلفظ: "أول من يُغير سنتى رجل من بنى أمية" عند ابن أبى عاصم في "الأوائل"[رقم 63]، وابن أبى شيبة [35877]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 164]، وغيرهم، وحسنه الإمام في "الصحيحة"[4/ 329]، لكنه معلول بالانقطاع كما قاله ابن كثير في "البداية والنهاية"[6/ 229]، بل واختلف في سنده أيضًا كما تراه عند ابن عساكر في "تاريخه"[65/ 250].

871 -

ضعيف: انظر قبله.

872 -

قوى: أخرجه أحمد [1/ 195]، والدارمى [2498]، والبيهقى في "سننه"[18529]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 385]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 235]، وابن عساكر في "تاريخه"[25/ 436]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 171]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 333]، والطحاوى في "المشكل"[رقم 2314]، والبزار [1278]، =

ص: 206

حدثنى سعد بن سمرة بن جندبٍ، عن أبيه، عن أبى عبيدة بن الجراح، قال: آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"أَخْرِجُوا يَهُودَ الحجَازِ، وَأَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شَرَّ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ".

= والحميدى [85]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 57]، وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن ميمون عن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبى عبيدة به مثله وعند جماعة مختصرًا.

قلتُ: وهذا إسناد قوى. وسعد بن سمرة وثقه النسائي وغيره كما في التعجيل [1/ 148]، وإبراهيم شيخ صالح وثقه ابن معين وغيره، لكن قد اختلف عليه في إسناده، فرواه عنه القطان وابن عيينة وابن إسحاق وأبو أحمد الزبيرى ومحمد بن بشر العبدى وإسماعيل بن زكريا وغيرهم على الوجه الأول.

وخالفهم وكيع بن الجراح، فرواه عن إبراهيم فقال: عن إسحاق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبى عبيدة به

، وزاد فيه (إسحاق) وجعله من رواية سعد بن سمرة عن أبى عبيدة، هكذا أخرجه أحمد [1/ 196]، وابن أبى شيبة [32991]، وعنه ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 237]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 170]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 57]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 372]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 333]، وغيرهم. وهو عندهم بشطره الأول فقط.

والوجه الأول هو الصواب كما قاله الدارقطنى في "العلل"[4/ 439]، وتابعه الحافظ في التعجيل [1/ 29]، وقال:"وهو المعتمد" ثم قال: "فكأن وكيعًا كنى إبراهيم - يعنى ميمونًا -: أبا إسحاق؛ فوقع في روايته تغير؛ فإنى لم أر لإسحاق بن سعد ترجمة".

قلتُ: وعدم الوجدان ليس دليلًا على العدم، وما احتمله من التغير - يعنى: التصحيف - في رواية وكيع، فهو غير مُتَّجهٍ عندى. ويردُّ عليه أن البخارى قد أخرجه في "تاريخه"[4/ 57]، من طريق وكيع قال: (عن إبراهيم بن ميمون أبو - كذا - إسحاق حجازى مولى آل سمرة عن إسحاق بن سعد بن سمرة

إلخ) هكذا قال: "عن أبى إسحاق عن إسحاق "فأين مظنة التغيير في مثل تلك الرواية؟.

وقد رواه قيس بن الربيع عن إبراهيم فقال: عن ابن سمرة بإسناده به

، هكذا على الإبهام (ابن سمرة) أخرجه الطيالسى [229].

وقد وهم الإمام في "الصحيحة"[3/ 124]، فعزاه للطيالسى ثم قال: "

مثل رواية يحيى - يعنى القطان - وأبى أحمد - يعنى: الزبيرى - إسنادًا

" وهذه غفلة كما عرفت، =

ص: 207

873 -

حدّثنا أبو خيثمة، نا جريرٌ، عن ليثٍ، عن عبد الرحمن بن سابطٍ، عن أبى ثعلبة الخشنى، قال: كان أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبلٍ يتناجيان بينهما بحديثٍ، فقلت لهما: ما حفظتما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بى؟ قال: وكان أوصاهما بى، قالا: ما أردنا أن ننتجى بشئٍ دونك، إنما ذكرنا حديثًا حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكرانه، قالا:"إِنَّهُ بَدَأَ هَذَا الأَمْرُ نُبُوَّةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ كَائِنٌ خِلافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ كَائِنٌ مُلْكًا عَضَوضًا، ثُمَ كَائِنٌ عُتُوًّا وَجَبْرِيَّةً وَفَسَادًا فِي الأُمَّةِ، يَسْتَحِلُّونَ الحرِيرَ وَالخمُورَ وَالْفُرُوجَ وَالْفَسَادِ فِي الأُمَّةِ، يُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَيُرْزَقُونَ أَبَدًا حَتَّى يَلْقُوا الله".

= ثم وهم الإمام وهمًا آخر، فعزاه للحميدى - مع جماعة - من طريق يحيى بن سعيد عن إبراهيم بن ميمون بإسناده به

كما مضى، وهذه غفلة أخرى عن كون الحميدى قد رواه [رقم 85]، من طريق ابن عيينة عن إبراهيم به

فانتبه.

873 -

ضعيف: بهذا السياق: أخرجه البيهقى في "سننه"[16407]، وفى "الشعب"[5/ رقم 5616]، والطيالسى [228]، والطبرانى في "الكبير"[1/ 367]، والحافظ في "الأربعين"[ص 28]، وابن أبى عاصم في السنة [2/ 1130]، والبزار [1145]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 2139]، وابن عساكر في "تاريخه"[66/ 102]، وابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 245]، وغيرهم، من طرق عن ليث بن أبى سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبى ثعلبة به ....

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، الليث ليس في الحديث بالليث، مُخلِّط جدًّا، لكن يقول الهيثمى في "المجمع" [5/ 343]: "فيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة مدلس

".

قلتُ: الهيثمى يضطرب كثيرًا في حال الليث، فتارة يقول "ثقة مدلس" وتارة يكتفى بوصفه بالتدليس، كما في [6/ 347]، وغيرها، وتارة يقول:"الغالب عليه الضعف" كما في [6/ 387]، وغيرها، وتارة يقول:"هو ضعيف وقد يُحسن حديثه" كما في [7/ 212]، وغيرها، وتارة يقول:"هو حسن الحديث" كما في [7/ 370]، وغيرها، وتارة يقول:"هو لين الحديث" كما في [7/ 394]، وغيرها، وتارة يقول غير ذلك، فأيش هذا الاضطراب في حال الرجل؟!

وليث ضعيف صاحب مناكير على التحقيق، والتدليل على ذلك يحتاج كراريس، وعبد الرحمن بن سابط ثقة مشهور، لكنه مغرم جدًّا بكثرة الإرسال عمن لم يدرك، ومتى صحَّ له إدراك =

ص: 208

874 -

حدّثنا محمد بن المنهال أخو حجاحٍ الأنماطى، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن ليث، بإسناده، فذكر نحوه.

875 -

حدّثنا عبد الله بن معاوية القرشى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء،

= لأبى ثعلبة فضلًا عن السماع منه؟، لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه مكحول الشامى عن أبى ثعلبة به مختصرًا ببعضه وليس فيه ذكر (معاذ بن جبل) أخرجه الدارمى [2101]، والبزار [1282]، كلاهما من طريق يحيى بن حمزة عن أبى وهب الكلاعى عن مكحول به ....

قلت: اختلف في إسناده على يحيى بن حمزة، فرواه عنه مروان بن محمد ويحيى بن حسان على هذا الوجه، وخالفهما عبد الله بن يوسف المصرى، فرواه عن يحيى بن حمزة بإسناده مثله

لكنه لم يذكر فيه (أبا عبيدة بن الجراح) وإنما جعله من "مسند أبى ثعلبة" هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 591].

وتابعه هشام بن عمار عند الطبراني أيضًا في "مسند الشاميين"[2/ رقم 1369]، والصواب الأول. وقد توبع عليه مكحول كذلك كما يأتى الآن.

وإسناده صحيح لولا أن بعضهم تكلم في سماع مكحول من أبى ثعلبة، لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه قتادة عليه إسنادًا ومتنًا عند نعيم بن حماد في "الفتن"[رقم 235]، وطريقه إلى قتادة لا يثبت، وهو إمام في التدليس وقد عنعنه، ولم يسمع من أبى ثعلبة أيضًا بالاتفاق، وللحديث شواهد دون هذا السياق، بل في جملته الأخيرة نكارة ظاهرة؛ ذكره لأجلها: الإمام في "الضعيفة"[7/ 56]، والله المستعان.

874 -

ضعيف: انظر قبله.

875 -

ضعيف: بهذا السياق: أخرجه أبو داود [4756]، والترمذى [2234]، وأحمد [1951]، وابن حبان [6778]، والحاكم [4/ 585]، والبزار [1280]، وابن أبى شيبة [37476]، والمزى في "التهذيب"[15/ 9]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 97]- وعنده مختصر - وابن عدى في "الكامل"[4/ 223]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 263]، وابن عساكر في "تاريخه"[25/ 436]، وابن قانع في "معجم الصحابة"[2/ رقم 1159] وجماعة، من طرق عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبى عبيدة به

قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات لولا أن عبد الله بن سراقة البصرى - وليس بالعدوى - يقول عنه البخارى: "لا يُعرف له سماع من أبى عبيدة" وأيضًا فلم يوثقه سوى ابن حبان والعجلى، =

ص: 209

عن عبد الله بن شقيقٍ، عن عبد الله بن سراقة، عن أبى عبيدة بن الجراح، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول:"إِنَّهُ لَمْ يَكنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلا قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّى أُنْذِرُكُمُوهُ"، فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"لَعَلَّهُ سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِى أَوْ سَمِعَ كَلامِى"، قالوا: يا رسول الله، كيف قلوبنا يومئذٍ، أمِثْلُهَا اليومَ؟ قال:"أَوْ أَخْيَرُ".

876 -

حدّثنا محمد بن إسماعيل، حدّثنا سليمان بن حيان، عن حجاجٍ، عن الوليد بن أبى مالكٍ، عن عبد الرحمن بن مسلمة، أن رجلا من المسلمين أجار رجلًا من المشركين، فقال خالد بن الوليد، وعمرٌو: لا تجير، قال أبو عبيدة: تجيره، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"يُجِير عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ".

= وانفرد عنه ابن شقيق بهذا الحديث، وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه شعبة بأخصر منه عند أحمد [1/ 195]، والحاكم [4/ 585]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 223]، وابن عساكر في "تاريخه"[25/ 436]، وغيرهم.

وللحديث شواهد دون هذا السياق. وفيه غرابة كما قاله ابن كثير في "البداية والنهاية".

876 -

صحيح لغيره: المرفوع منه: أخرجه ابن أبى شيبة [3387]، وابن عساكر في "تاريخه"[35/ 405]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[5/ 37]، وغيرهم، من طرق عن ابن أرطأة عن الوليد بن أبى مالك عن عبد الرحمن بن مسلمة بإسناد به ....

قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، عبد الرحمن بن مسلمة مشاه أبو حاتم ووثقه ابن حبان. لكن ذكره العقيلى في "الضعفاء" ونقل عن البخارى أنه قال:"لا يصح حديثه" وكذا نقله ابن عدى في "الكامل"[4/ 311]، ثم قال:"وهذا الحديث - يعنى: الذي قصده البخارى - إنما هو حديث واحد عن أبى عبيدة، ولا يُعرف له غيره".

قلتُ: وابن أرطأة إمام فقيه عالم، لكنه كثير الأوهام، واسع الخطأ، مع التدليس أيضًا، وقد اضطرب في إسناده على ألوان.

1 -

فتارة رواه على الوجه الماضى.

2 -

وتارة رواه بإسناده عن ابن مسلمة عن أبى عبيدة به

، ولم يذكر فيه خالد بن الوليد ولا عمرو بن العاص، هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [33388]، وغيره. =

ص: 210

877 -

حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا سليمان بن حيان أبو خالدٍ الأحمر، عن الحجاج، عن الوليد بن أبى مالكٍ، عن عبد الرحمن بن مسلمة، قال: أجار رجلٌ قومًا وهو مع خالد بن الوليد وأبى عبيدةً وعمرو بن العاص، فقال خالدٌ وعمرٌو: لا نجير من أجار، فقال أبو عبيدة بن الجراح: فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"يُجِيرُ عَلَى المُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ".

878 -

حدّثنا عبد الله بن محمد بن أسماء بن أخى جويرية، حدّثنا مهدى بن

= 3 - وتارة يُعرض عن هذا، ويرويه بإسناده إلى ابن مسلمة فيقول: "عن عمه، عن أبى عبيدة به

" هكذا أخرجه البزار [1288]، ثم قال: "وعبد الرحمن وعمه لا نعلم رويا إلا هذا الحديث".

4 -

وتارة تراه لا يعجبه كل ما مضى، فيأتى له بإسناد جديد، فيرويه عن ابن أبى مالك فيقول: عن القاسم عن أبى أمامة به مثل سياق المؤلف، هكذا أخرجه أحمد [1/ 195].

5 -

ثم لم يلبث أن رواه بإسناده الماضى عن أبى أمامة به مرفوعًا

ولم يذكر فيه أحدًا، لا خالد بن الوليد ولا عمرو بن العاص ولا حتى أبا عبيدة، هكذا تراه عند أحمد [5/ 250]، والطبرانى في "الكبير"[8/ 7907]، وابن أبى شيبة [33389]، وابن عساكر في "تاريخه"[63/ 154]، وغيرهم.

ومن أراد أن يعلم الحجة في تضعيف النقاد لابن أرطأة، فاعرفه من تخليطه في إسناد هذا الحديث، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بألفاظ قريبة من لفظ المؤلف. ومنها لفظ:(يجير على المسلمين أدناهم) ولفظ: "يجير على المسلمين الرجل منهم" وهذا الأخير سيأتي من رواية عمرو بن العاص [برقم 7344]، وباقى شواهده تراها عند الإمام في "الصحيحة"[5/ 578]، وانظر "التلخيص"[4/ 118].

877 -

صحيح لغيره: المرفوع منه فقط. انظر قبله.

878 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 195]، و [1/ 196]، والشاشى في "مسنده"[رقم 251]، والبزار [1148]، والحاكم [3/ 297]، والطيالسى [227]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3572]، وفى "سننه"[18347]، والبخارى في "تاريخه"[7/ 21]، وابن عساكر في "تاريخه"[47/ 258]، وغيرهم، من طريقين عن بشار بن أبى سيف [وسقط بشار في موضع عن أحمد]، عن الوليد بن عبد الرحمن [وسقط الوليد في موضع آخر عند أحمد]، عن عياض بن غضيف تارة وعن غطيف بن الحارث مرة أخرى، عن أبى عبيدة به. =

ص: 211

ميمون، حدّثنا واصلٌ مولى أبى عيينة، عن أبى سيف الجرمى، عن الوليد بن عبد الرحمن - رجلٌ من فقهاء الشام - عن عياض بن عطيفٍ، قال: دخلت على أبى عبيدة بن الجراح في مرضه وامرأته تُحيفة جالسةٌ عند رأسه، وهو مقبلٌ بوجهه على الجدار، فقلت: كيف بات أبو عبيدة؟ فقالت: بات بأجرٍ، فقال: إنى والله ما بت بأجرٍ، قال: فكأن القوم ساءهم،

= قلتُ: والحديث ببعضه عند ابن أبى شيبة [10807]، والنسائى [22333]، والدارمى [1732]، وابن خزيمة [1892]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3643]، وفى "سننه"[8098]، وابن المبارك في "الجهاد"[رقم 73]، والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 811]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 52]، وأبا بكر الشافعي في "الغيلانيات"[1/ رقم 159]، وجماعة غيرهم.

قال الحافظ في "الفتح"[10/ 109]: "إسناده جيد" كذا قال ومداره على بشار بن أبى سيف وهو شيخ مجهول الحال، ذكره ابن حبان في "الثقات" وأيش يجديه هذا؟!

وعياض بن غضيف أو غطيف مجهول الحال أيضًا، ووقع عند جماعة (عن غطيف بن الحارث) وهو وهم من بعض الرواة كما قاله غير واحد. ولو ثبت أن الاسمين صحيحان، فهما اسمان لرجل واحد أيضًا. والأكثر يسمونه (عياض بن غطيف) وهو الذي اعتمده البخارى وأبو حاتم وابن حبان وابن عساكر وغيرهم. وقيل: بل (غضيف بن الحارث) هو والد عياض بن غطيف. والحارث هذا مختلف في صحبته. وهو من رجال "التهذيب". لكن جزم الحافظ في "التهذيب"[8/ 249]، بكون غطيف بن الحارث الشامى المختلف في صحبته: هو رجلًا آخر غير غطيف بن الحارث الذي يروى عنه عياض بن غطيف. وهو والد عياض. وسواء كان هذا أو ذاك فالحديث حديث عياض بن غطيف وهو الذي رويه عن أبى عبيدة. وهكذا ذكره البخارى في ترجمة عياض من "تاريخه"، وكذا أشار إليه أبو حاتم الرازى كما نقله عنه ولده في ترجمة عياض من "الجرح والتعديل" وكذا فعل غيرهما. ومن رواه عن (الحارث بن غطيف) أو (غضيف بن الحارث) فقد اشتبه عليه.

نعم: رواه سليم بن عامر عن غطيف بن الحارث عند أبى عبيدة ببعضه ولكن وقفه عليه، هكذا أخرجه البخارى في "الأدب"[1/ رقم 491]، وفى "التاريخ الكبير"[7/ 21]، وفى "الصغير"[رقم 891]، وابن عساكر في "تاريخه"[47/ 263]، وغيرهم من طريق إسحاق بن إبراهيم عن عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدى عن سليم به

=

ص: 212

فقال: ألا تسألونى عما قلت؟ قالوا: إنا لم يعجبنا ما قلت: فكيف نسألك؟ فقال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ الله فَبِسَبْعِ مِائَةٍ، وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى، فَالحسَنَة بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ الله بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ".

* * *

= قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت، وعمرو بن الحارث هو ابن الضحاك شيخ مغمور مجهول، ثم وجدتُ الحافظ ابن عساكر قد استوفى الكلام على هذا الحديث في "تاريخه"[47/ 258]، وذكر بعضًا وجوه من الاختلاف فيه غير ما مضى.

منها: أن عبد الوهاب الثقفى قد رواه عن واصل بن أبى عيينة عن بشار بن أبى سيف بإسناده به موقوفًا ولم يرفعه.

ومنها: أن جعفر بن عون رواه عن الوليد بن عبد الرحمن فقال: عن أصحابنا عن أبى عبيدة به موقوفًا أيضًا، ثم نقل عن ابن المدينى أنه قال عن الطريق المرفوع:"هذا حديث إسناده شامى، وبعضه مصرى، وليس هو بالإسناد المعروف".

قلتُ: وللكلام بقية.

ص: 213