الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند ركانة رضي الله عنه
- (*)
1412 -
أَخْبَرَنَا أبو يعلى، حدّثنا أبو كريب، حدّثنا محمد بن ربيعة، قال: لقيت بمكة رجلًا من أهل عسقلان يقال له: أبو الحسن فحدثنى، عن أبى جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه، أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ركانة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فَرْقٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْعَمَائِمُ عَلَى الْقَلانِسِ".
(*) هو: ركانة بن عبد يزيد بن هاشم. صحابى مشهور. من مسلمة الفتح. وكان أحد الطلقاء
…
ويُروى عنه في الشجاعة شئ عظيم، مع القوة والصلابة. وقصته في مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم مشهورة، وإن كانت لا تثبت من وجهٍ يصح.
1412 -
ضعيف جدًّا: أخرجه أبو داود [4078]، والترمذى [1784]، والحاكم [3/ 511]، والطبرانى في "الكبير"[5/ رقم 4614]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6258]، وفى "الآداب"[2/ رقم 515]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 374]، والبخارى في "تاريخه"[11/ 82]، و [3/ 337]، والخطيب في "الجامع"[1/ رقم 891]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2465]، وابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 109]، وغيرهم، من طريق محمد بن ربيعة الكلابى عن أبى الحسن العسقلانى عن أبى جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه به
…
قلتُ: هذا إسناد واهٍ، قال الترمذى:"هذا حديث حسن غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن الغسقلانى ولا ابن ركانه" وقال البخارى: "إسناده مجهول؛ لا يُعرف سماع بعضه من بعض".
قلت: وهو كما قالا. العسقلانى وشيخه من أغمار أهل الدنيا، ولم يوثقهما أحد أصلًا، ولم يرو عن أبى جعفر إلا العسقلانى وحده، ولا عن العسقلانى إلا محمد بن ربيعة وحده، ومحمد بن ركانة والد أبى جعفر حاله كحال ولده تمامًا، وقد وقع عند بعضهم ما أوهم أنه صحابى، فعند المؤلف: (
…
عن أبيه أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم فقال ركانة
…
) هكذا، وصوابه: عن أبيه أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم
…
) كما عند الجماعة
…
فسقط (فقال ركانة) عند المؤلف، وكذا سقطت عند الحاكم أيضًا، وابن سعد كذلك، وأراه وهما من بعضهم، ووقع عند البغوى في "معجم الصحابة" وعنه ابن شاهين "في الصحابة" كما في "الإصابة"[6/ 336]، وابن سعد في (الطبقات)، والبخارى في "تاريخه"[3/ 337]، وغيرهم، الإسناد الأول: (عن أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه - يعنى: محمد بن ركانة - أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه، وسمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فرق ما بيننا
…
إلخ). فظاهر هذا: أن قائل: (سمعتُ) هو محمد بن ركانة، وليس أباه ركانة، فلو كان كذلك لكان محمد صحابيًا بلا ريب كما قاله الحافظ في "الإصابة"[6/ 336]، ثم نقل عن ابن فتحون أنه قال عقب تلك الرواية:"وكان محمدًا أرسله، أو أسقط من السنن: عن أبيه " قال الحافظ: "قلتُ: الاحتمال الثاني أقرب - يعنى الإسقاط - وهو الموجود في غير هذه الرواية
…
كذا أخرجه أبو داود
…
".
قلتُ: وكذا هو عند الجماعة كلهم قالوا: (قال ركانة: وسمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فرق ما بيننا وبين أهل الكتاب .. إلخ) فجملة (قال ركانة) قد سقطت وهمًا في الرواية الماضية. قال الحافظ: "فظهر من ذلك أن محمدًا أرسل حديث المصارعة، وأسند حديث العمامة عن أبيه .. ".
قلتُ: وهو كما قال الحافظ، فإن قول محمد بن ركانة في أوله: "أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم
…
" فظاهر في الإرسال. وقوله: (قال ركانة: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فرق ما بيننا وبين أهل الكتاب
…
إلخ) ظاهر في الاتصال إن كان محمد قد سمع من أبيه، ومحمد بن ركانة ذكره ابن حبان في التابعين، فليست له صحبة إن شاء الله، وذكر المزى في "تحفة الأشراف"[رقم 3614]، أن ابن قانع روى هذا الحديث في "معجمه" من طريقين عن قتيبة عن محمد بن ربيعة عن أبى الحسن عن محمد بن يزيد بن ركانة [كذا، وصوابه: عن أبى جعفر بن محمد
…
] عن أبيه: أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره
…
قال المزى: "ولم يذكر أبا جعفر".
قلتُ: قد سقط وهمًا من بعضهم أيضًا. وإلا فلا تعرف لأبى الحسن العسقلانى رواية إلا عن أبى جعفر بن محمد بن ركانة. لكن: يأبى محمد بن يونس الكديمى إلا أن يقلب الأمور رأسًا على عقب، فتراه يحدث عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن ربيعة عن أبى جعفر العسقلانى، عن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده مرفوعًا قال:"لا تزال أمتى على الفطرة ما لبسوا العمائم على القلانس" هكذا أخرجه الديلمى في "مسنده"[3/ 175] وما قيمة هذا الإسناد وذالك المتن؟! والكديمى مكشوف الأمر جدًّا، وهو غير مرفوع عن حفظ ومعرفة. ولكن أين الحياء والدين؟! راجع "الضعيفة"[13/ 175]. وقد خولف فيه، خالفه الحسين بن موسى أبو على البطنانى الحلبى: فرواه عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن ربيعة الكلابى بإسناده ومتنه كما عندالجماعة. هكذا أخرجه ابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 109]، وهذا هو المحفوظ. وقصة مصارعة ركانة للنبى صلى الله عليه وسلم قد وردت من طرق بأسانيد لا يصح منها شئ، وقد تكلمنا عليها في غير هذا المكان. نسأل الله العفو والغفران.