الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند سعد بن الأطول رضي الله عنه
- (*)
1510 -
حدّثنا عبد الأعلى بن حماد، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عبد الملك أبو جعفر، عن أبى نضرة، عن سعد بن الأطول، أن رجلًا مات، وترك ثلاث مائة درهم، وعيالًا، قال: فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدِينِهِ، فَاقْضِ عَنْهُ"، فقضى عنه، فقال: يا رسول الله، قد قضيت عنه إلا امرأةً ادعت دينارين، وليس لها بينةٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَعْطِهَا فَإِنَّهَا صَادِقَةٌ".
(*) هو: معدود من الصحابة.
1510 -
قوى: أخرجه ابن ماجه [2433]، وأحمد [5/ 7]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5466]، والبيهقى في "سننه"[20287]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[305]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 22]، ومن ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 424]، وابن سعد في "الطبقات"[7/ 57]، والمزى في "التهذيب"[10/ 250]، وابن حبان في "الثقات"[3/ 152]، وابن عبد البر في "التمهيد"[23/ 236]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2814]، وابن قانع في "معجمه"[رقم 454]، وابن أبى شيبة في "مسنده"[رقم 620]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عبد الملك أبى جعفر البصرى عن أبى نضرة عن سعد بن الأطول به
…
قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة":"إسناده صحيح، عبد الملك أبو جعفر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقى رجال الإسناد على شرط الشيخين".
قلتُ: البوصيرى أشبه بصاحبه الهيثمى في متابعة ابن حبان على توثيق الأغمار، وفى كلامه نظر من وجهين:
الأول: أما قوله: "إسناده صحيح" فدعوى عريضة، وهو الذي يعترف بأن في سنده (عبد الملك أبا جعفر) الذي قد انفرد ابن حبان بتوثيقه دون العالمين، وماذا يجديه ذلك؟! بل هو شيخ مجهول لا يُدرى مَنْ هو ولا أبوه؟! ولم يرو عنه أحد سوى حماد بن سلمة كما قاله الذهبى في "الميزان"[2/ رقم 5267].
وقد احتمل بعضهم أنه ربما يكون هو عبد الملك بن أبى نضرة الصدوق المعروف، وهذا غريب، بل هو شيخ بصرى آخر، كما يفهم من صنيع البخارى في "تاريخه" وابن حبان في "ثقاته" فقد ترجما للرجلين، وهذا ظاهر في التعدد. فهو آفة الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الثاني: وأما قوله: (وباقى رجال الإسناد على شرط الشيخين) فقد تعقبه الإمام في "الإرواء"[6/ 109]، قائلًا:"كذا قال، وحماد بن سلمة إنما احتج به مسلم وحده".
قلتُ: وهو كما قال، لكنه غفل - هو الآخر - عن كون (أبى نضرة) لم يحتج به البخارى أيضًا، ثم إن حماد بن سلمة قد اختلف عليه في إسناده، فرواه عنه:
1 -
عفان بن مسلم.
2 -
وسليمان بن حرب.
3 -
وحجاج بن المنهال.
4 -
وعبد الأعلى النرسى.
5 -
وعباد بن موسى.
6 -
والحسن بن موسى.
7 -
محمد بن عبد الله الخزاعى، وغيرهم، كلهم رووه عن حماد بن سلمة على الوجه الماضى.
وتابعهم عبد الواحد بن غياث عند البيهقى في "سننه"[20286]، من طريق أبى الحسن الحمامى عن أبى محمد ابن أخت أبى عوانة يوسف بن يعقوب القاضى عن عبد الواحد به
…
ثم رواه البيهقى [برقم 20287]، بهذا الإسناد عن عبد الواحد بن غياث فقال: ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريرى عن أبى نضرة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا أنه لم يسم كم ترك
…
هكذا ذكره البيهقى.
وهذا عندى منكر، ويشبه أن يكون الوهم فيه من حماد بن سلمة نفسه، فهو قد تغير يسيرًا في آخر عمره، وسماع عبد الواحد منه إنما كان بآخرة، فلعل حمادًا كان يأتى به على وجهه كلما حدث به، لكن اتفق مرة أن وهم فيه فقال: "عن سعيد الجريرى عن أبى نضرة عن رجل
…
" وسهل عليه ذلك لشهرة هذه الترجمة، ولم يضبطه.
وقد يكون الوهم فيه ممن دون حماد، وقول الإمام في "الإرواء" [6/ 109]:"الظاهر أن حماد بن سلمة كان له إسنادان في هذا الحديث" بعيد عندى. وقد مضى أن ثمانية من الثقات - وفيهم حفاظ - رووه عن حماد بالإسناد الأول. وهذا هو المحفوظ إن شاء الله.
وعلامة الغفلة وقلة الضبط ظاهرة في ذلك الطريق الماضى: (عن سعيد الجريرى عن أبى نضرة عن رجل
…
) فتأمل!
ثم ظهر لى: أن الظاهر هو ما قاله الإمام الألبانى، فانظر الحديث بعد الآتى.
1511 -
حدّثنا ابن عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد بن الأطول، قال: حدثنى أبى، عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد بن الأطول، حدثنى عبد الله بن سعد بن الأطول، قال: كان عبد الله بن سعد يخرج إلى أصحابه بتستر يزورهم، فيقيم يوم دخوله، والثانى، ويخرج في الثالث، فيقولون له: لو أقمت! فيقول: سمعت أبى يقول: نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن التناءة، فمن أقام ببلد الخراج فقد تنأ، فأنا أكره أن أقيم.
1512 -
حدّثنا ابن عبد الله بن بدر، حدثنى عباد بن موسى القرشى، عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك أبى جعفر، عن أبى نضرة، عن سعد بن الأطول: أن أباه مات، وترك ثلاث مائة درهم، وعيالًا، ودينًا، فأردت أن أنفق على عياله، فقال لى النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَبَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ، فَاقْضِ عَنه"، قلت: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، قد قضيت عنه ما خلا امرأةً ادعت دينارين، وليس لها بينةٌ، قال:"أَعْطِهَا فَإنَّهَا صَادِقَةٌ"، فأعطيتها.
1511 - ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5467]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 23]، وابن سعد في "الطبقات"[7/ 57]- وعنده منقطع - وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "الإصابة"[6/ 678]، وابن منده في "المعرفة" كما في "أسد الغابة"[1/ 435]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2815]، وابن قانع في "المعجم"[رقم 453]، وغيرهم، من طريق واصل بن عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد بن الأطول عن أبيه عن عبد الله بن سعد عن أبيه سعد ابن الأطول به
…
قلتُ: إسناده ضعيف.
قال الهيثمى في "المجمع"[5/ 462]: "فيه جماعة لم أعرفهم" هكذا قال: "جماعة".
والصواب: أن عبد الله بن بدر وعبد الله بن سعد هما اللذان لا يعرفان بعد البحث، ولم أقف على من ترجم لهما أو لأحدهما، فمن هما من عباد الله؟! وكيف حالهما من الصدق والأمانة؟! فهما آفة هذا الإسناد.
أما واصل بن عبد الله بن بدر، فشيخ صالح، روى عنه جماعة من الأكابر، ومشاه أبو زرعة وأبو حاتم. وترجمته في "الجرح والتعديل"[9/ 31].
15 -
قوى: مضى آنفًا [برقم 1510].
1513 -
حدّثنا ابن عبد الله، حدثنى عباد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريرى، عن أبى نضرة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
* * *
1513 - قوى: هذا إسناد قوى. وعباد بن موسى هو القرشى البصرى أبو عقبة، وثقه الحافظ الصاغائى. وقد توبع على هذا الوجه، تابعه عبد الواحد بن غياث كما مضى الكلام عليه [برقم 1510].
وقد كنا هناك قد جزمنا بكون هذا الوجه وجهًا منكرًا؛ لأن ثمانية من الثقات - ومنهم عباد بن يعقوب - قد خالفوا عبد الواحد في هذا الطريق، ثم تبين لنا أن الصواب هو ما قاله إمام الزمان الناصر الألبانى - يرحمه الله - من كون الوجهين محفوظين معًا عن حماد، ولا مانع من أن يكون له فيه شيخان، ويؤيده: أن عبد الواحد بن غياث قد رواه عن حماد على الوجهين.
وتابعه عباد بن موسى القرشى كما هنا. فرواه عن حماد على الوجهين أيضًا، وهذا يثبت أن الحديث كان عند حماد من ذينك الوجهين، لكنه كان يكثر من التحديث بالوجه الأول الماضى [برقم 1510]؛ لكونه أتم إسنادًا ومتنًا. وليس في الإسناد الماضى ما يُعل به الحديث إن شاء الله.
أما عن إبهام الصحابى راوى الحديث، فالصحابة كلهم عدول، وجهالة أحدهم لا تضر كما هو المذهب المختار. ويبدو لى أن هذا المبهم هو نفسه (سعد بن الأطول)، فتكون رواية سعيد الجريرى من قبيل المبهم الذي فسرته رواية عبد الملك أبى جعفر.
وأما عن اختلاط الجريرى، فحماد بن سلمة ممن سمع منه قديمًا، وحديثه عنه مستقيم. نصَّ على ذلك الحافظ العجلى في "الثقات"[1/ 394]، وهو مفهوم قول أبى داود أيضًا؛ فإنه قال:"كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريرى جيد" وحماد بن سلمة من أروى الناس عن أيوب السختيانى الإمام. فاللَّه المستعان.