الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند المقداد أول بن عمرو الكندى رضي الله عنه
- (*)
1517 -
حدّثنا هدبة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن المقداد بن عمرو الكندى، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعى رجلان من أصحابى، فطلبنا هل يضيفنا أحدٌ؟ فلم يضفنا أحدٌ، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، أصابنا جوعٌ وجهدٌ، وإنا تعرَّضنا هل يضيفنا أحدٌ؟ فلم يضفنا أحدٌ، فدفع إلينا أربعة أعنز فقال:"يَا مِقْدَادُ، خُذْ هَذِهِ فَاحْتَلِبْهَا، فَجَزِّئْهَا أَرْبَعَةَ أَجْزَاءٍ: جُزْءًا لِي، وَجُزْءًا لَكَ، وَجُزْءًا لِصَاحبَيْكَ" فكنت أفعل ذلك، فلما كان ذات ليلة شربت جزئى، وشرب كصاحباى جزئيهما، وجعلت جزء النبي صلى الله عليه وسلم في القعب، وأطبقت عليه، فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت لى نفسى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعاه أهل بيت من المدينة، فتعشَّى معهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى هذا اللبن، فلم تزل نفسى تديرنى حتى قمت إلى القعب، فشربت ما فيه، فلما تقارَّ في بطنى أخذنى ما قَدُم وما حدث، فقالت لى نفسى: يجئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جائعٌ ظمآن، فيرفع القعب، فلا يجد فيه شيئًا، فيدعو عليك،
(*) هو: الفارس الجسور، والليث الهصور، المحارب البطل، والإمام الأسد، أحد السابقين الأولين، شهد بدرًا والمشاهد وكان سادس خمسة في الإسلام، وله مواقف مشهورة، ومناقبه معلومة منشورة. - رضى الله عنه وأرضاه.
1517 -
صحيح: أخرجه مسلم [2055]، وأحمد [6/ 3]، والطيالسى [1160]، والبزار [2110]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 173]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 183]، وابن عساكر في "تاريخه"[60/ 143]، وأبو عوانة [رقم 6805]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 757]، وابن أبى شيبة في "مسنده"[رقم 487]، والطبرانى في "الكبير"[20/ رقم 572]، وغيرهم، مطولًا مثل سياق المؤلف.
وهو عند الترمذى [2719]، والنسائى في "الكبرى"[10155]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 242]، وفى "المشكل"[رقم 2354]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 455]، وغيرهم، نحوه مختصرًا بأقل من سياق المؤلف، كلهم من طريق حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة كلاهما عن ثابت البنانى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن المقداد بن عمرو به
…
فتسجَّيتُ كأنى نائمٌ، وما كان بى نومٌ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم تسليمةً أسمع اليقظان، ولم يوقظ النائم، فلما لم ير في القعب شيئًا رفع رأسه إلى السماء، فقال:"اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنَا وَاسْقِ مَنْ سَقَانَا"، قال: فاغتنمت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت الشفرة وأنا أريد أن أذبح بعض تلك الأعنز، فأطعمه، فضربت بيدى، فوقعت على ضرعها، فإذا هي حافلٌ، ثم نظرت إليهن جميعًا، فإذا هن حُفَّلٌ، فحلبت في القعب، حتى امتلأ، ثم أتيته وأنا أبتسم، فقال:"هيه، بَعْضُ سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ" فقلت: يا رسول الله، اشرب، ثم أخْبِرُ، فشرب، ثم شربت ما بقى، ثم أخبرته، فقال:"يَا مِقْدَادُ، هَذِهِ بَرَكَةٌ، كَانَ يَنْبَغِى لَكَ أَنْ تُعْلِمَنِى حَتَّى نُوقِظَ صَاحِبَيْنَا، فَنَسْقِيَهُمَا مِنْ هَذِهِ الْبَرَكَةِ"، قال: قلت: يا رسول الله، إذا شربت أنت البركة وأنا فما أبالى من أخطأتْ.
* * *