الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما في سطور
- هو خال المؤمنين (1)، وكاتب وحي رسول الله رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم، أمير المؤمنين ملك الإسلام، أبو عبد الرحمن مُعاوية بن أبي سُفيان ـ صَخْر بن حَرْب ـ بن أُمَيَّة بن عبد شَمْس بن عبد مَناف بن قُصي بن كِلاب القرشي الأمويُ المكي، يلتقي نسبُه مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم في عبدِ مَناف.
· وأٌمُّه: هِند بنت عُتبة بن رَبيعة بن عبد شمس رضي الله عنها.
- وُلد معاوية رضي الله عنه قبل البعثة بخمس سنين على الأشهر، وقيل بسبع، وقيل بثلاث عشرة.
- وكان معاوية رضي الله عنه رجلًا طويلًا أبيضَ جميلًا مهيبًا أجلح (2).
· ومعاوية رضي الله عنه لم يُعرف عنه قبل الإسلام أذىً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا بيد، ولا بلسان.
· وبعد إسلام أبيه أبي سفيان رضي الله عنه:انتقلَ وأهله إلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين معاوية والحُتات بن يزيد المُجاشِعي، وتوفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عن معاوية راضٍ.
- وصحب معاوية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكتب الوحي بين يديه مع الكُتَّاب، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
(1) فأخته أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
جاء في معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد: «خال المؤمنين: في إطلاق ذلك على إخوان زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولان للعلماء: المنع، والجواز، وحكاهما الكرماني في (شرح البخاري) ولم يُرَجِّحْ» .
(2)
من انْحَسَرَ الشَّعرُ عن مقَدَّم رأسِه فهو أَجْلَحُ.
· رُوي له عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائة حديث وثلاث وستون حديثًا، روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو الدرداء وجرير البجلي والنعمان بن بشير وغيرهم، ومن التابعين ابن المسيب وحميد بن عبد الرحمن وغيرهما.
· مكث معاوية رضي الله عنه عشرين سنة أميرًا على الشام في خلافة عمر وخلافة عثمان رضي الله عنهما، ثم خليفةً للمسلمين مثلَها.
- فتح معاوية رضي الله عنه قيسارية (1) سنة تسع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- وافتتح في سنة سبع وعشرين جزيرة قبرص.
- ولم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها.
- ثم كان ما كان بينه وبين علي بعد قتل عثمان رضي الله عنهم، على سبيل الاجتهاد والرأي، فجرى بينهما قتال عظيم، وكان الحق والصواب مع علي رضي الله عنه، ومعاوية رضي الله عنه معذور عند جمهور العلماء سلفًا وخلفًا.
- وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين من الطرفين ـ أهل العراق وأهل الشام ـ (2).
(1) قيسارية وتلفظ أيضا (قيسرية أو قيصرية)، مدينة كانت من أهم المدن في دولة سلاجقة الروم، تقع جنوبي مدينة سيواس إلى الشرق. وهناك مدينة بهذا الاسم في فلسطين تقع على ساحل البحر المتوسط في منتصف الطريق بين مدينتي حيفا ويافا.
(2)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «تَكُونُ فِي أُمَّتِي فِرْقَتَانِ فَتَخْرُجُ مِنْ بَيْنِهِمَا مَارِقَةٌ يَلِي قَتْلَهُمْ أَوْلَاهُمْ بِالْحَقِّ» (رواه مسلم). قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث من صحيح مسلم: «هَذِهِ الرِّوَايَات صَرِيحَة فِي أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كَانَ هُوَ الْمُصِيبَ الْمُحِقَّ، وَالطَّائِفَة الْأُخْرَى أَصْحَاب مُعَاوِيَة رضي الله عنه كَانُوا بُغَاة مُتَأَوِّلِينَ، وَفِيهِ التَّصْرِيح بِأَنَّ الطَّائِفَتَيْنِ مُؤْمِنُونَ لَا يَخْرُجُونَ بِالْقِتَالِ عَنْ الْإِيمَان وَلَا يَفْسُقُونَ» .
- ولما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما ما كان، لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي رضي الله عنه، وطمع في معاوية ملكُ الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي رضي الله عنهما تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه:«والله لئن لم تَنْتَهِ وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطَلِحَنَّ أنا وابن عمي عليك، ولأخرِجَنَّك من جميع بلادك، ولأضَيِّقَنَّ عليك الأرض بما رحبت» . فعند ذلك خاف ملك الروم وانكَفَّ، وبعث يطلب الهدنة (1).
- ثم كان من أمر التحكيم ما كان، وكذلك ما بعده إلى وقت اصطلاحه مع الحسن بن علي رضي الله عنهما فانعقدت الكلمة على معاوية رضي الله عنه، وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين للهجرة، فلم يزل مستقلًا بالأمر في هذه المدة إلى السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم تَرِدُ إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو.
- وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، ويأمر رجلًا من قومه فيحج بالناس، وحج هو سنة خمسين، وحج ابنه يزيد سنة إحدى وخمسين.
- وفيها أو في التي بعدها غزا ابنه يزيد بلاد الروم فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينية، وقد ثبت في صحيح البخاري قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِى يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ» .
· وكان معاوية رضي الله عنه من الموصوفين بالدهاء والحِلم.
(1) البداية والنهاية لابن كثير (8/ 127).
· وكان يُضرَب بحِلم معاوية رضي الله عنه المثل.
- وكان معاوية رضي الله عنه أول من اتخذ ديوان الخاتم وختم الكتب، وديوان الخاتم شبيه بدائرة السجلات أو الأرشيف العام في الوقت الحاضر.
· وقد عين معاوية رضي الله عنه موظفين مشرفين على هذا الديوان.
· توفي معاوية رضي الله عنه بدمشق في رجب سنة ستين.
· أغمي عليه ثم أفاق فقال لأهله: «اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتقاه، ولا يقي من لا يتقي» ، ثم مات رحمه الله.
- وقد ورد من غير وجه أنه أوصى أن يكفن في ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كساه إياه، وكان مدخرًا عنده لهذا اليوم.
- ومن أشهر أولاده يزيد.
· وعاش معاوية ثمانية وسبعين عامًا، وقيل غيرُ ذلك، رضي الله عنه.