الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معاوية رضي الله عنه
أم عمر بن عبد العزيز رحمه الله
-
إن عمر بن عبد العزيز من أئمة الهدى ومن المجددين، واعتبر خامس الخلفاء الراشدين، لأنه سار على نهجهم في سيرتهم مع الرعية والخلافة وطريقة العيش وغيرها من الأمور، لكن هذا لا يعني أن نفضل عمر بن عبد العزيز على معاوية رضي الله عنه، فمعاوية صحابي جليل القدر والمنزلة رأى رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم وصافحَتْ يدُه يدَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
عن أبي بكر المروزي قال: «قلت لأبي عبد الله (أي الإمام أحمد بن حنبل): «أيهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟» .
(1) رواه الخلال في السنة (660) بسند صحيح، والحديث في الصحيحين بلفظ:«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» .
ورواه مسلم بلفظ: «خَيْرُ أُمَّتِى الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ «ولفظ: «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم:أَىُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ «الْقَرْنُ الَّذِى أَنَا فِيهِ ثُمَّ الثَّانِى ثُمَّ الثَّالِث» (رواه مسلم).
ورواه الإمام أحمد في المسند عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ أُمَّتِى الْقَرْنُ الَّذِى بُعِثْتُ فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . وَاللهُ أَعْلَمُ أَقَالَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا».
وقال الأرنؤوط: «إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق فمن رجال مسلم» . وكذلك رواه أبو داود والترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنه وصححه الألباني.
وعن رباح بن الجراح الموصلي قال: سمعت رجلًا يسأل المعافى بن عمران فقال: «يا أبا مسعود أيْش عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان؟» .
فغضب من ذلك غضبًا شديدًا وقال: «لا يقاس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد، معاوية صاحبه، وصهره، وكاتبه وأمينه على وحي الله عز وجل» (1).
وسئل المعافى بن عمران: «معاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز؟»
فقال: «كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز» (2).
وذُكر عمر بن عبد العزيز وعدله عند الأعمش، فقال:«فكيف لو أدركتم معاوية؟» .
قالوا: «يا أبا محمد يعني في حلمه؟» .
قال: «لا والله بل في عدله» (3).
وإن الجمع الذي بايع معاوية رضي الله عنه بالخلافة خير من الجمع الذي بايع عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فقد بايع لمعاوية جم غفير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و رضي الله عنهم.
(1) كتاب الشريعة للآجري (5/ 2466 - 2467)، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1/ 209)، شرح السنة لللالكائي برقم (2785) بسند صحيح.
(2)
السنة للخلال (2/ 435).
(3)
السنة للخلال (1/ 437).